رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

قبل وداع شعبان.. «احذر» أنت مراقب..وترفع عنك تقارير.. نصيحة لربات البيوت قبيل رمضان

خلق الله الناس جميعًا لهدف محدد، ربما غفل الناس عنه أو تغافلوا فانصرفوا إلى غيره دون أن يدروا، لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»،  فالإنسان لم يخلق عبثًا ولم يترك سُدى.. لذا أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وأقام الحجة وبين طريق الفلاح وحذر من طريق الضلال وجعل لهذه الحياة نهاية يعقبها حساب وعقاب وجنة ونار..

 

لماذا شبه العلماء شعبان مع رمضان بــ«المروحة»

من جانبه  أكد الدكتور أحمد أبو طالب، رئيس الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعد في شهر شعبان لاستقبال شهر رمضان، فشعبان ما هو إلا استعداد لرمضان، حيث كان  يصوم شعبان كله، وفي رواية كان يصومه إلا قليلا،  مشيرًا إلى ضرورة التأسي بالنبي " ص"  واستغلال شهر شعبان شهر  في الاستعداد لشهر رمضان، بأمور عديدة، أبرزها:

 أولا: المحافظة على الصلاة في جماعة

ثانيًا : تخصيص ورد من الصلاة يوميًا بمعنى أن نجعل لأنفسنا وردًا  من الصلاة كل يوم، ولو بصلاة ركعتين لله يوميًا، حتى إذا دخل شهر الطاعات والرحمات كان المسلم على أتم استعداد لنيل البركات.

ثالثا: الصيام في شهر شعبان فحينما نتعود على صيام يوم  أو يومين أو عدة أيام في شعبان، فإن المعدة نفسها ستعتاد على الصيام.. الأمر الذي من شأنه تسهيل الصيام في رمضان.

رابعًا:  قراءة ورد قرآن يوميًا.. بأن تبدأ ولو بقراءة ربع أو صفحة من القرآن في أيام شهر شعبان ؛ لأن هذا سيسهل عليك قراءة جزء من القرآن في رمضان .

 

وأضاف «أبو طالب» في تصريحات خاصة لــ«الزمان» أنه إذا لم يكن لدى الفرد استعداد من الآن فإنه سيأتي عليه رمضان ولا يستفيد منه، موضحًا أن العلماء شبهوا  شعبان مع رمضان بالمروحة، حيث إنها تبدء ببطء يقل تدريجيًا حتى تدور بسرعة رهيبة، كذالك الطاعات في شعبان، القليل منها يجعلنا ننطلق بسرعة في رمضان، لكننا إذا بدأنا مع بداية رمضان خاصة  في ظل كثرة الطاعات المطلوبة - كالصلاة  والتراويح والصوم والعزومات وصلة الأرحام..الخ -  لن نستمر طويلاً فيها، حيث سيتراخي الإنسان ويتكاسل.

 

 

 كما أوضح رئيس الإرشاد الديني بأوقاف الجيزة، أن الطاعات في شعبان بمثابة تشغيل الكهرباء لمروحة الطاعات، حتى تنطلق تلك المروحة بأقصى سرعة لها مع بداية رمضان، قائلاً: « أما لو شغلناها مع بداية رمضان ستجد الانسان حينما يفكر أن يُجِدَ في رمضان لا يلبث إلا ويجد أن الشهر المبارك قد قوضت خيامه، وانقضت لياليه وأيامه».

كل أفعالك مسجلة في كتاب

وخلال مسيرة حياتنا هناك تكاليف ربانية يجب على الفرد والمجتمع والأمة القيام بها وهي تسجل علينا في كتاب قال تعالى«وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا».. فكل شيء يتم توثيقه في سجل.. وقد وكل الله بكل إنسان ملكين أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات والآخر عن شماله يكتب السيئات قال تعالى«وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ»، وهناك غيرهم يتعاقبون علينا بالليل والنهار ليرفعوا تقارير للملك الجبار سبحانه عن أعمالنا صغيرها وكبيرها.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم، كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلــون».

 

متى يُرفع التقرير الأسبوعي لأعمالنا إلى الله الملك؟

ترفع الأعمال إلى الله كل يوم اثنين وخميس من كل أسبوع قال صلى الله عليه وسلم «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِى كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً  كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ ارْكُوا (أي: أخروا ) هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا».. وهذا بمثابة التقرير الأسبوعي عنا.

 

متى يُرفع التقرير السنوى لأعمالنا إلى الله ؟

وأما التقرير السنوي الختامي للأعمال فإنه يرفع في هذا الشهر شهر شعبان الذي غفل الناس عن فضائله ومنحه وجوائزه الربانية فقد شرع فيه جميع أعمال البر من الصدقة وقراءة القرآن والذكر والصيام و قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر أيامه وعندما سئل عن ذلك أخبر عليه الصلاة والسلام أنه شهر ترفع فيع الأعمال فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « شعبان بين رجب وشهر رمضان، يغفل الناس عنه، تُرْفع فيه أعمال العباد، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"، وهذا الأمر يدعوا الجميع إلى وقفة مع النفس وتوجيه التساؤل لها، هل هذا التقرير يؤهلك للنجاح والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة ؟ أم أنها أعمال لا تليق بالعرض على العباد، فضلًا عن كونها لا تليق بالعرض على رب العباد .. ومن ثم يتم تحديد المسار، فإذا كان الجواب بأنها لا تلبق بالعرض على رب العباد فعلى الإنسان أن يجدد العزم والتوبة النصوح ويستغل الأيام في طاعة الله سبحانه قبل أن تبادره سكرات الموت وتنقطع الأسباب.

أقوال في شهر شعبان

قد سرد الشيخ أحمد تركي، المدرس بالأزهر الشريف،  لــ«الزمان» أبرز الأقوال التي قالها السلف في شهر شعبان، والتي يعد أبرزها ما يلي :-

- قال ابن رجب الحنبلي:  «إن صيام شعبان كالتمرين لرمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل بقوة ونشاط».

- قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء.

– - كان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته (دكانه) وتفرغ لقراءة القرآن».  لطائف المعارف لابن رجب الحنبلى.

- قال ابن جبرين « كان ﷺيكثر من صيام شعبان كما قالت عائشة أنه كان يصوم شعبان إلا قليلا، فالسنة أن يكثر المسلم فيه من الصوم، وأن يعمل ما تيسر من الأعمال الصالحة».

-وقال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع.

- وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟!

نصيحة لربات البيوت قبيل رمضان

ووجه الدكتور أحمد أبو طالب، نصيحة إلى ربات البيوت، تؤكد على ضرورة الاستعداد - من الان - للطعام في رمضان، بأن تجهز بعض الخضروات وبعض الأطعمة وتختزنها في ثلاجة المنزل، وتجعلها جاهزة للطهي، وذلك حرصًا على المرأة المسلمة حتى تستطيع أن تستمتع بشهر رمضان أيضًا وتؤدي الطاعات دونما انشغال لفترات طويلة بالطعام والشراب.

فإذا فعلنا ذالك  أصبحنا على أتم استعدادٍ لاستقبال الرحمة الكبرى وهي ليلة القدرة.