رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

«خدمة الحجاج» يخترقها سماسرة النصب

حيل ملتوية لسرقة أموال الراغبين فى حج بيت الله الحرام

حج العمالة هو أحد طرق التى تلجأ إليها بعض الفئات من جزارين أو سائقين لأداء الفريضة التى يتشوق إليها الجميع، فهم يرون فيه خيرا عظيما، ولكن هناك شيئا يحدث فى الخفاء عن طريق السماسرة الذين يفسدون الموسم بأفعالهم سواء قيامهم بدور الوسيط بين الحجاج وبين شركات السياحة والحصول على أموال إضافية، أو من خلال النصب على بعض الفئات غير المنطبق عليها شروط السفر كخدمة حجاج وهو ما رصدته «الزمان» فى ضوء شهادات حصلنا عليها من عمال تعرضوا للخديعة العام الماضى، وتكرر الأمر هذا العام مع آخرين.

ويلجأ المئات لقضاء فريضة الحج دون تكاليف من خلال التلاعب فى المسمى الوظيفى بجواز السفر لتصبح الوظيفة «عامل عادى» وهم من يساعدون المطوفين ونشاهدهم عبر شاشات التلفزيون يجرون كبار السن على الكراسى المتحركة.

«ا.ص» 34 عاما، حاول السفر لأداء فريضة الحج لكن الأسعار الخيالية كانت تصدمه كل عام، حتى رأى إعلانا العام الماضى يفيد بأنه يستطيع الذهاب للحج بتأشيرة عامل لن يزيد سعرها عن 25 ألف جنيه وفى المقابل سيتمكن من أداء فريضة الحج والعمل أيضًا خلال موسم الحج، واستعادة ما دفعه أضعافا مضاعفة، ويروى تجربته لـ«الزمان»، قائلا: «لم أتردد فى التواصل مع المعلن الذى وضع رقم هاتفه ويدعى الشيخ سامى، وبلهجة فلاحى أخبرنى بضرورة إحضار جواز السفر، ومبلغ 15 ألف جنيه لإنهاء الإجراءات، شرط أن تكون الوظيفة «عامل عادى» وبالفعل سلمته الجواز والمبلغ وانتظرت التأشيرة حتى اقترب موعد موسم الحج ولم يأت شيء وحاولت التواصل معه، وتارة يرد وتارة أخرى يرفض الرد».

وأشار إلى أنه لم يكن الحالة الوحيدة التى تعرضت للنصب من هذا الشخص وتعرض ثلاثة آخرين لنفس الأمر، ولجأت إلى وزارة القوى العاملة بموجب أنها المسئولة عن شركات إلحاق العمالة للخارج ومسئولة عن ملف «خدمة الحجاج» وللأسف أخبرونى بأنهم يحذرون فى الأساس من التعامل مع السماسرة، وذلك لأنهم نصابون ويستغلون موسم الحج للإيقاع بضحاياهم.

حالة أخرى، لجأت إلى تغيير المسمى فى جواز السفر من «حاصل على مؤهل عالى» إلى «جزار» للحصول على تأشيرة خدمة حجاج، إذ يروى محمود بسيونى تجربته، قائلا: لم أكن أعلم أن تسجيل بيانات خدمة الحجاج عبر موقع وزارة القوى العاملة وتعاملت مع أحد السماسرة من قريتى والذى جمع 10 جوازات سفر واستلم 5 آلاف جنيه من كل شخص، وذلك قبل الموسم الماضى، وانتظرنا الحصول على التأشيرة لكن دون جدوى، وحينما استشعرنا القلق اصطحبنا معه إلى عيادة لتوقيع الكشف الطبى بحجة ضرورة الحصول على شهادة طبية بخلو المسافر من الأمراض، ومع اقتراب موسم الحج فر هاربًا خارج القرية وتقدمنا ببلاغات ضده لكن دون فائدة.

بدوره، كشف أحمد كشك صاحب شركة سياحة، عمليات النصب التى يتعرض لها مواطنون من السماسرة، قائلا إن ما يتم من خلال حج العمالة هو بيزنس يستفيد منه كل الأطراف، فرجل الأعمال السعودى يحصل على عدد من تأشيرات العمالة فى موسم الحج، الذى يقوم بدوره بعقد اتفاق بينه وبين شركات العمالة المصرية بالخارج، على أن توفر له نصف عدد هذه التأشيرات عمالة بالفعل، ثم تقوم شركات إلحاق العمالة المصرية بالخارج ببيع النصف الثانى من التأشيرات، ويقسم المكسب من فرق ثمن التأشيرات بين الشركة السعودية والشركة المصرية.

ولفت كشك إلى أنه فى خضم هذه الصفقات والتحايل على القانون، يظهر السماسرة ممن يقومون بالنصب على مواطنين بحجة مساعدتهم على السفر لأداء فريضة الحج ضمن خدمة الحجاج فى إطار اتفاق مسبق مع واحدة من شركات إلحاق العمالة، وما أن تنتهى التأشيرات يضطر السمسار للفرار بما حصل عليه من أموال.