رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«المفتاح المصطنع» كلمة السر وراء سرقات السيارات والشقق السكنية

وسيلة مبتكرة اكتشفها معمل البحث الجنائى.. وكلبشة السيارات لمنع سرقتها

خبير أمنى: اللصوص يبتكرون حيلا جديدة ويستفيدون من مواقع التواصل الاجتماعى

وسيلة جديدة لا تترك أية آثار ورائها وتتبع الجناة

بلغت عدد الوحدات المسروقة خلال الفترات الماضية حوالى 31 وحدة سكنية، استخدم اللصوص حيلة جديدة تعرف باسم «المفتاح الاصطناعى»، وهو بديل لما يعرف باسم «الطفاشة» وهو أكثر ابتكارية ومن خلاله تستطيع فتح باب السيارة دون إطلاق جهاز الإنذار، ونفس الأمر مع الوحدات السكنية.

«لم يكسر الزجاج ولم يجرح الباب ولولا العناية الإلهية لسرق السيارة وهرب بها».. هكذا لخص الدكتور أحمد الصيفى صيدلى، تجربته مع المفتاح المصطنع، قائلا إنه تعوّد على ركن السيارة خارج الصيدلية، وتابع: «ذات يوم وجدت سيارة أخرى ركنت مكانى فذهبت إلى شارع جانبى وركنت السيارة وبعد ساعتين تذكرت بعض الأدوية التى وضعتها فى شنطة السيارة، وهناك وجدت شخصا يركب السيارة، وقام بتشغيل الموتور ويستعد للانطلاق بها، فهرولت إليه مسرعًا وقد لاحظ المشهد بعض الجيران وتحركوا نحوه فهرب من المكان».

وأكد أن كاميرات المراقبة استطاعت التقاط صورة واضحة لوجهه واستكمل: قمت بتحرير محضر، وكلفت محاميا بمتابعة المحضر، واستطعنا التوصل إليه بعض شهر من البحث وهو مسجل سرقات وسبق الحكم عليه فى قضيتين.

ولفت الصيدلى إلى أن الأمر الذى دفعه للجنون بعد تفريغ كاميرا المراقبة إذ شاهد اللص وهو يحاول سرقة السيارة وكأن لديه نسخة أخرى من مفتاح السيارة، ولم يستغرق الأمر ثوانى معدودة حتى فتح الباب، وكاد أن ينطلق بها، وتالع: عرفت من رجال المباحث فيما بعد أن هناك حيلة شيطانية يعتمد عليها اللصوص تسمى بالمفتاح المصطنع ويتم تصنيعه لدى أصحاب محال المفاتيح معدومى الضمير، وهو مناسب لكل أنواع الأبواب سواء كانت سيارة أو وحدة سكنية.

واقعة أخرى رصدناها، لوحدة سكنية مملوكة لعروسين، تعرضت شقتهما للسرقة إذ تمت سرقة مبلغ مالى 5 آلاف جنيه ومشغولات ذهبية بقيمة 10 آلاف جنيه، ولم يتوصل رجال المباحث إلى الفاعل، لكن من خلال التواصل مع شخص معروف عنه التعامل مع الخارجين عن القانون بالمنطقة التى يقطنوها بالوراق للفاعل وعرضوا عليه مبلغا ماليا مقابل استعادة المسروقات.

يروى معاذ خالد تفاصيل الواقعة التى تعرض لها، قائلا إنه «لم يمر على الزواج سوى شهرين حينما تعرضت للسرقة، وكنت فى زيارة لعائلة زوجتى، وأثناء العودة وجدنا الشقة مثلما تركناها ولم نكتشف السرقة إلا فى اليوم التالى، حين طلبت من زوجتى ارتداء الذهب قبل الخروج لتناول العشاء خارج المنزل، وإذا بها تصرخ وقمنا بإبلاغ رجال الأمن واستمرت التحريات لفترة لكن دون فائدة، فلا مكان لبصمات أو حتى استعمال القوة والعنف لفتح الباب، ومن ثم توجهت أنظار رجال المباحث لأحد أقاربنا يكون بحوزته نسخة من المفتاح».

واستطرد: «منعًا لإثارة المشاكل قمنا بإغلاق الموضوع وفى تبادل حديث مع أحد الأصدقاء فى المنطقة أوصلنى بشخص على دراية بكل كبيرة وصغيرة فى عالم الجريمة والسرقات بالمنطقة، والذى وعدنى بتوصيلى للسارق شرط الحصول على نسبة وعدم إخطار رجال الأمن، وبالفعل استرديت المشغولات الذهبية دون المبلغ المالى، وعرفت من هذا الشخص أن المفتاح المصطنع وهو بديل للطفاشة يستخدم فى فتح جميع الأبواب، والأمان الوحيد هو تركيب كاميرات المراقبة».

من جانبه أوضح العميد أحمد فاروق الخبير الأمنى، أن المفتاح المصطنع هو عبارة عن دائرة نحاسية يتوسطها سلك صغير يمرر اللص من خلال مفتاح مفرغ من الوسط ومدبب من جميع النواحى ويقوم اللص بتمرير المفتاح من خلال تلك الدائرة لتستقر فى قلب كالون الباب، ويتم تحريكه يمينًا ويسارًا وبعدها يفتح الباب، والدائرة النحاسية يتم تثبيتها حول المكان المخصص للباب، وهو ما يجعلنا نراجع إجراءات الأمن التى كنا نتبعها قديمًا ومحاولة اتباع الآتى، فيما يخص السيارة يراعى أن يتم شراء كلبش للإطار الأمامى أو الخلفى، وهو ما يحول بين اللص وبين التحرك بالسيارة، وبالنسبة للوحدات السكنية فمن المؤكد أن كاميرات المراقبة سوف تجبر اللص على التراجع لأنه لن يغامر بكشف ملامح وجهة.

ولفت الخبير الأمنى إلى أن معامل البحث الجنائى على مستوى الجمهورية اكتشفوا تلك الحيلة من خلال سلسلة السرقات التى تمت طوال السنوات القليلة الماضية وكانت توجه ضد مجهول وكانت تدفع رجال المباحث إلى الشك فى صاحب الشكوى، فلا يعقل أن يتم فتح باب شقة دون استخدام عتلة أو تكسير ونفس الشيء مع السيارة دون تكسير الزجاج، ومع تتبع اللصوص تبين استخدام المفتاح المصطنع فى عمليات السرقة