رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الضغط يولد الانفجار.. الامتحانات تدفع الطلاب إلى الانتحار

معركة الامتحانات.. الموت أقرب إلى الطالب من اللجان

طالبة المنيا اختلفت مع أبيها حول تأجيل بعض المواد

والاكتئاب ينهى حياة «طبيبة المستقبل» بجامعة المنصورة

الخوف المارد الذى أخذ حياة طالب الدقهلية

استشارى الطب النفسى: «هذه علامات تقول إن ابنك سينتحر»

 

الضغط النفسى بطل قصص الانتحار التى شهدها موسم امتحانات الثانوية والجامعات هذه الأيام، إنه سلاح الموت الفتاك الذى لا يمكن إغفاله أبدًا فى ساعة الحسم وتقرير المصير فإما حياة ومواجهة التوترات والقلق وإما السفر بعيدًا حيث الراحة التامة وانعدام العبث وغياب المسؤولية على حد تفكير المنتحر.

 

وقائع متعددة غلفت أجواء الرأى العام بغلاف من السواد حزنًا على حلمين حلم النجاح وحلم السعادة ببناء الأسرة التى فقدت إحدى لبناتها وفلذة من فلذات كبدها، لتقف عقارب الساعة صامتة ساكتة للحظات أمام أسوء شعور الصدمات الأولى، وانقسام ظهر الأبوة كمدًا على صدمة فقد العزيز الغالى.

 

طالبة المنيا

بعد ساعات قليلة من انتهاء امتحان مادة اللغة العربية بالثانوية العامة، فوجئ أهالى المنيا بانتحار طالبة، بسبب الضغط النفسى الذى كانت تعانى منه خلال الفترة التى سبقت الامتحان.

وبحسب شهادات الأهالى الواردة فى الإخطار المقدم لمديرية أمن المنيا، فإن طالبة الثانوية العامة انتحرت بتناول «قرص غلة»، مما أدى لإصابتها بالتسمم.

وكشفت التحقيقات انتحار طالبة بالثانوى العام فى المنيا، إثر نشوب مشاجرة مع والدها، الذى حاول إقناعها بعدم تقسيم المواد فى امتحانات الثانوية العامة التى بدأت، السبت الماضى.

وتلقى اللواء مجدى عامر، مدير أمن المنيا، إخطارا من العميد مجدى سالم، مدير المباحث الجنائية بالمديرية، بورود بلاغ إلى مركز شرطة ملوى من مستشفى المنيا الجامعى، يتضمن وصول «إ.م.م»، 19 عاما طالبة بالثانوية العامة ومقيمة بإحدى قرى مركز ملوى، مصابة بادعاء تناول قرص غلة وعقب وصولها إلى المستشفى لفظت أنفاسها الأخيرة.

بسؤال والدها «م.م.ص»، 54 عاما سائق، قرر أن ابنته كانت ترغب فى تقسيم مواد الامتحانات فى الثانوية العامة، وعندما رفض تناولت قرص الغلة، ما تسبب فى وفاتها.

 

طالب الدقهلية.. والخوف القاتل

 

وكإحدى عوامل الضغط النفسى وبادرة من بوادره ينطلق الخوف ليكتب التفاصيل الأخيرة فى حياة طالب بالصف الثالث الثانوى العام بالدقهلية بتناول قرص سام، بسبب خوفه من الامتحانات، جرى نقله إلى مستشفى دكرنس العام، ولفظ أنفاسه بعد وصوله للمستشفى بساعات.

وكان اللواء محمد حجى مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية، تلقى إخطارا من اللواء محمد شرباش مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود إشارة من مستشفى دكرنس العام بوصول «محمد ر. م» 18 سنة طالب بالصف الثالث الثانوى العام بمدرسة طناح الثانوية ومقيم بقرية ميت محمود التابعة لمركز المنصورة مصابا بحالة إعياء شديدة والاشتباه فى تناوله قرص كيماوى سام يستخدم فى حفظ الغلال إلا أنه لفظ أنفاسه بعد وصوله للمستشفى بساعات رغم محاولات إسعافه.

وبانتقال ضباط مباحث المركز برئاسة الرائد أحمد توفيق رئيس المباحث إلى مكان البلاغ وبسؤال أسرته نفوا علمهم بتعاطيه أى مادة سامة، فيما تبين من التحريات أن الطالب مر بحالة نفسية سيئة عقب امتحان اللغة العربية بسبب فشله فى الحل الجيد وتخوفه من الامتحانات التالية، مما أدى إلى قيامه بتناول قرص سام يستخدم فى حفظ الغلال مما أدى إلى وفاته.

 

 اكتئاب حاد

أقدمت طالبة بكلية طب المنصورة، مساء الأحد الماضى، على الانتحار بعد أن تناولت قرص غلال سام إثر إصابتها بحالة نفسية سيئة، وتم نقلها إلى مستشفى الطوارئ الجامعى إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة.

وتلقى اللواء محمد حجى مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء محمد شرباش، مدير مباحث المديرية، ببلاغ إدارة مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة بوصول «إسراء .ح .م» 24 سنة مقيمة بالمنصورة، مصابة بحالة إعياء شديدة نتيجة تناولها مادة سامة غير معروفة وتوفيت بعد وصولها.

وانتقل ضباط المباحث إلى مكان الواقعة، وبسؤال أهل الطالبة تبين أنها تدرس فى الفرقة السادسة بكلية طب المنصورة، وأنها تركت رسالة فى حجرتها كتبت فيها: «لا تنقذونى، سيبونى أموت فى سلام، علشان باب وماما يفرحوا بأخواتى».

وأوضحت أسرتها، فى محضر الشرطة، أنها كانت تتلقى علاجا نفسيا فى الفترة الأخيرة، بسبب إصابتها باكتئاب وأنها كانت تستعد للامتحانات.

وأكدت تحريات المباحث عدم وجود شبهة جنائية، وأنها كانت تتناول المهدئات فى الفترة الأخيرة، وأخطرت النيابة العامة والتى صرحت بالدفن وتسليم الجثة لذويها

 

ومن جانبها، نعت كلية الطب جامعة المنصورة طلابا وعاملين وأعضاء هيئة تدريس وإدارة الطالبة وقالت فى بيان لها: نننعى ببالغ الحزن والأسى الابنة «إسراء. ح»، الطالبة بالكلية التى انتقلت إلى جوار ربها، ونسأل الله العلى القدير أن يغفر لها ويرحمها، وأن يلهم أهلها وزملاءها وأصدقاءها الصبر والسلوان.

 

أزمة نفسية

وفى مارس المنصرم، أقدم طالب ثانوى بمدينة سيدى سالم التابعة لمحافظة كفر الشيخ، على الانتحار شنقًا بجنزير حديدى داخل منزل الأسرة، بسبب مروره بأزمة نفسية، وتم إيداع الجثة بمشرحة مستشفى سيدى سالم المركزى تحت تصرف النيابة.

وتلقى اللواء فريد مصطفى، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارا من اللواء محمد عمار، رئيس إدارة المباحث الجنائية بمديرية الأمن، بتلقيه إشارة من مأمور مركز شرطة سيدى سالم بوصول «م. ا. ف» مقيم بسيدى سالم جثة هامدة لمشرحة مستشفى سيدى سالم لإقدامه على الانتحار.

وانتقل رئيس مباحث مركز سيدى سالم لمنزل والد الطلب، وبسؤال أهليته عللوا قيامه بالانتحار لمروره بأزمة نفسية، وتحرر محضر بالواقعة وبالعرض على النيابة العامة أمرت بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة.

تأخر فى تأدية مطالبه

وإلى بنى سويف حيث إحدى قرى مركز الفشن، جنوبى بنى سويف، إذ انتحر طالب بالمرحلة الثانوية شنقا داخل منزله لمروره بحالة نفسية سيئة بعد أن تأخر والده فى تلبية مطالبه.

 

 

وبتوقيع الكشف الطبى عليه تبين وجود آثار شنق على رقبته كما تبين من تحريات المباحث أن الطالب شنق نفسه بعد أن تأخر والده فى تلبية مطالبه، فاستغل الطالب حضور أسرته حفل زفاف بالقرية وقام بشنق نفسه باستخدام حبل داخل حجرته بالمنزل.

 

حالة نفسية سيئة

ومن الاكتئاب والتأخر فى الطلبات والضغط النفسى إلى مرور طالب بحالة نفسية مقيتة وسيئة، ليفكر طالب فى إنهاء حياته شنقا بمنطقة شبرا مصر، بعدما ربط نفسه بحبل فى جنش بسقف الغرفة، وذلك بعد إصابته بحالة نفسية سيئة.

وعلى الفور انتقل ضباط مباحث القسم، وعثروا على الطالب منتحرا باستخدام حبل وربطه فى سقف الغرفة بجنش حديدى، وتبين من التحريات أن الطالب المتوفى يمر بحالة نفسية سيئة.

الضغط يولد الانتحار

وفى سياق متصل، أكد الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى أن الضغط النفسى قد يدفع المراهقين، ومن بينهم طلاب الثانوية العامة، إلى الانتحار بصورة أكبر من غيرهم، مضيفًا أن المرحلة السنية للإنسان ونوع شخصيته يتحكمان فى إقدامه على مثل هذه الأفعال.

وأضاف فرويز أن سبب انتحار المراهقين كحالة طالبة الثانوية العامة بالمنيا يرجع إلى وجود حالة تسمى بـ«تدهور سن المراهقة» الذى يصيب الشخصيات العصابية المتوترة، نتيجةً لضغوط التعليم، أو الضغوط المادية، أو الضغوط العاطفية.

وأشار فرويز إلى أن زيادة ضغط الأهالى على أبنائهم قد يؤدى إلى الانتحار، موضحًا أن بعض طلاب الثانوية قد تكون أخطاؤهم فى الامتحانات قليلة، لكنهم يتصورون أنها كارثية نتيجة للضغط الذى يمرون به، فيدفعهم ذلك إلى الانتحار، الذى يتصورون أنه أنسب الحلول.

وتابع: لو تم التدخل الطبى فى وقت مناسب، وأنقذت الحالة التى حاولت الانتحار، فإنها لن تعود إلى محاولة تكرار الأمر، مرة أخرى.

وألمح استشارى الطب النفسى إلى أن أعراض هذا النوع من الضغوط يظهر فى صورة قضم الأظافر وشحوب الوجه، ورعشة بسيطة فى الأطراف، وانخفاض درجة حرارة الكف وبرودة اليد، واضطرابات النوم، واضطرابات الأكل.

وطالب فرويز أهالى طلاب الثانوية بالتواصل مع أبنائهم ودعهمهم وتطمينهم، لتخفيف شعورهم بالضغط النفسى، وإبعاد الأفكار الانتحارية عن ذهنهم.

ولفت فرويز إلى أن علاج الضغط النفسى بالأدوية، يتم وفقًا لحالة كل مريض ويراعى فيه وجود اضطرابات أخرى كالاكتئاب والفصام والقلق، لأن هؤلاء المرضى أكثر شعورًا بالضغط من غيرهم.