رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

سياسة

وكيل لجنة الدفاع بالبرلمان: سقوط مرشح أردوغان بداية النهاية للإخوان.. والمجتمع الدولي غير جاد في مواجهة الإرهاب

تنظيم بطولة أمم أفريقيا رسالة للعالم عن الأمن والأمان

التطرف وباء عالمى يهدد الإنسانية.. ونخوض 3 حروب فى وقتٍ واحد

لدينا تجربة رائدة فى مكافحة الفساد.. ولولا 30 يونيه لكنا مشردين فى أوروبا

يرى اللواء يحيى كدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن استضافة مصر بطولة أمم أفريقيا على أراضيها خير رد على المشككين ومروجى الشائعات والأكاذيب، ورسالة للعالم بأسره بحجم الأمن والأمان الذى تتمتع به أرض الكنانة.

وشدد كدوانى على ضرورة استغلال هذا الحدث الذى يعد بمثابة دعاية مجانية توفر مليارات الدولارات، والعمل على تحقيق أكبر قدر من الاستفادة منه واستثماره جيدًا.

وأوضح نائب البرلمان لـ«الزمان» أن مصر عازمة على مواصلة طريقها ودحر من يحاول جرها إلى الوراء، وبعد 6 سنوات من اندلاع ثورة 30 يونيه، تسير على طريقها الصحيح، لافتًا إلى أن هذا الحدث يوما فارقًا فى تاريخ مصر، وغيّر وجه المنطقة، ولولاها لكنا مشردين فى أوروبا.

واعتبر وكيل لجنة الدفاع بالبرلمان أن سقوط مرشح أردوغان أمام المعارضة، بمثابة بداية النهاية لعصره ونظامه ولجماعة الإخوان فى المنطقة، داعيًا المجتمع الدولى أن يكون جادًا فى مواجهة الإرهاب وعدم غض الطرف عن داعميه، وإلى نص الحوار.

فكيف ترى استضافة مصر بطولة أمم أفريقيا؟

استضافة مصر بطولة الأمم الأفريقية والتى انطلقت فعالياتها الجمعة الماضية، مجرد حدث رياضى، بقدر ما كانت تحديًا واختبارًا جسيمًا للمصريين أمام أنفسهم قبل أن يكون أمام غيرهم، إذ أن مصر نجحت فى تنظيمها فى ظروف فى غاية الدقة لا تخفى على أحد، تولت المهمة عقب تعذر الكاميرون على استضافتها، أى قبل انطلاق البطولة بأربعة أشهر، ونجحت فى فترة وجيزة وأثبتت جدارتها ومدى استحقاقها لهذا الإنجاز، فضلًا عن كونها رسالة للعالم أجمع حول حجم الأمن والأمان الذى تتمتع به أرض الكنانة، فى الوقت الذى تخوض فيه حربًا شرسة فى مواجهة الإرهاب.

ونجحت مصر، قيادةً وشعبًا، ومن خلال تعاون وتنسيق تام بين الوزارات والأجهزة والمؤسسات المعنية فى أن تبهر العالم بهذا الحفل الأسطورى، والذى تميز بالبساطة والرقى وجمع بين الأصالة والمعاصرة.

كيف يمكن للحكومة أن تستغل هذا الحدث وتحقيق أكبر قدر من المكاسب؟

علينا أن نحسن استثمار هذا الحدث الكروى الهام، إذ أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، وإنما فى العصر الحالى تعد أحد أدوات القوة الناعمة لأى دولة، وتعمل على تحقيق أكبر استفادة منها فى تعريف العالم بحضارتها وثقافتها، والتى تأتى هذه الكرة بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، وفى الوقت الذى تشهد فيه تحركًا ملموسًا نحو القارة الأفريقية وتجحت فى إذابة جبل الفوارق والخلافات مع مختلف دول القارة.

وتمكنت بالفعل من تعزيز علاقتتها مع أشقائها فى القارة السمراء، بعد أن غابت عنهم طوال العقود الثلاثة الماضية، وتحديدًا بعد حادث استهداف الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى أديس أبابا، قررت مصر أن تغض عيناها عن أفريقيا، وهو ما كنا سندفع ثمنه باهظًا، لولا حكمة الرئيس السيسى واحترافية مؤسسات الدولة التى عملت على هذا الملف، وأغلقت الطريق أمام قوى إقليمية ودولية حاولت ملء الفراغ الذى تركته مصر، فامتدت إسرائيل شرقًا، وإيران غربًا، والجميع يحاول العبث بأفريقيا لما تمثله من بعد قومى وإستراتيجى هام لمصر.

كما أن الحدث بمثابة دعاية مجانية توفر على مصر مليارات الدولارات التى كان من الممكن توجيهها نحو الترويج للقطاع السياحى الذى بدأ بالفعل يتعافى عقب الأزمات التى لحقت به منذ عام 2011، وبالتالى لا بد من استغلال هذه الوفود الأفريقية ورموز الكرة العالمية فى إجراء حوارات تلفزيونية فى الأماكن والمناطق التى تعتبر بمثابة عنوان وصورة لمصر كالأهرامات والشواطئ.

كيف ترى الأحداث الأخيرة فى تركيا؟

أعتقد أن المراكز البحثية فى العالم، تحتاج إلى التوقف أمام السقوط المدوى لمرشح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى إسطنبول أمام مرشح المحسوب على المعارضة، فأنا أراها هى بداية النهاية لعصر أردوغان وجماعة الإخوان فى تركيا، فالشعب التركى فاض به الكيل من جراء سياسات أردوغان ونظامه التى ينتهجها سواء على الصعيد الداخلى، فتركيا تمر بأوضاع اقتصادية صعبة، وعلى الصعيد الخارجى، وضع تركيا فى مأزق حقيقى، وجعل من بلاده ساحة لاستقطاب العناصر الإرهابية الهاربة والمتشردة، ودعم الجماعات الإرهابية فى سوريا وليبيا بالمال والسلاح، فضلًا عن تدخله السافر فى شؤون الغير.

أيام قليلة ونستقبل ذكرى ثورة 30 يونيه.. فى رأيك كيف ترى مصر بعد 6 سنوات من اندلاع هذه الثورة العظيمة؟

30 يونيه ليست مجرد ثورة، وإنما يوم خالد فى تاريخ مصر والمنطقة، لولاها لكنا الآن مشردين فى أوروبا، ولولاها لاكتسحت موجة العنف والتطرف المنطقة والعالم بأسره، وسقطت الدول الوطنية فى المنطقة واحدة تلو الأخرى، فعلى المصريين أن يفتخروا بما قاموا به، ولا يتركوا الفرصة لأحد أن يدلس عليهم، فلا شك أن هذا الحدث غيّر وجه مصر والمنطقة، وأوقف فيه المصريون مخططًا خبيثًا قذرًا .

وما أهم المكاسب التى حصدناها؟

بعد 6 سنوات من اندلاع هذه الثورة، علينا أن نفتخر جميعًا بما حققته من مكاسب، فقد أنتجت لما الأحداث العصيبة التى مرّت بها مصر والمنطقة منذ عام 2011، تحديات جمّة، كان كل منها كفيًلا بإنهاء الأوطان وتشريد الشعوب، وهى تحديات؛ غياب الأمن ويقابله انتشار العنف المسلح والإرهاب، والثانية؛ انهيار الاقتصاد، والثالثة؛ انعدام الاستقرار السياسى.

لذا علينا أن نفتخر لما حققناه على هذه الأصعدة؛ فعلى صعيد الأمن والاستقرار، نجحت مصر فى تثبيت أركان الدولة المصرية، وإعادة بناء مؤسساتها من دستور وسلطة تنفذيية وتشريعية، وضريبة ذلك كانت باهظة، إلا أن مصر كانت تنظر إلى طريقها ولا تبالى بشيء، عازمة على استكمال خطتها المرسومة.

نخوض حربًا فى مواجهة الإرهاب.. كيف ترى هذه المواجهة؟ وأين دور المجتمع الدولى؟

فى رأيى الشخصى أرى أن هذا الحدث واحد من أصعب التحديات التى واجهت مصر فى تاريخها الحديث، وكاد أن يعصف بنا وبوجود دولتنا على الخريطة، ولنا فى تجارب الدول المجاورة والحال الذى آلت إليه أكبر عبرة وعظة، فالإرهاب فى العصر الحالى يختلف جذريًا عن الإرهاب الذى واجهته مصر فى فترات سابقة من تاريخها، من حجم التطور النوعى والتنكولوجى فضلًا عن الدعم اللوجيستى الذى يتلقاه من دول إقليمية ودولية، وهو سبب رئيسى فى مّد أجل الحرب التى تخوضها مصر فى مواجهة الإرهاب والتى بدأت منذ عام 2013.

إلا أن إرادة الله كانت أكبر من كل شيء، فقد نجحت مصر وفى مقدمتها أبنائها من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، وفى ظل دعم شعبى كبير وغير مسبوق، فى محاصرة الإرهاب ووقف انتشاره واقتلاعه من جذوره، وملاحقته أينما كان، على الرغم من الدعم الخارجى الكبير الذى تتلقاه هذه الجماعات الإرهابية من تمويل ومساندة إعلامية، ومجتمع دولى مشارك بصمت، صمدت مصر وحدها، وخاضت حربا شريفة بمفردها، وقدمت تضحيات غالية من دماء أبنائها الأبطال ومازالت تقدم هذه الدماء الغالية، لكى يعيش شعبها، وكل يوم تحقق إنجازًا تاريخيًا فى حربها الشريفة ضد الإرهاب.

حتى يطمئن المهمومون والمعنيون بالشأن المصرى.. كيف ترى الأوضاع الاقتصادية بعد 6 سنوات من ثورة 30 يونيو؟

لا يخفى على أحد حجم التردى الذى وصلت إليه والتى كانت تحمل بين طياتها مؤشرات فى غاية الخطورة، بعد أن بلغت مبلغًا خطيرًا، حتى أن احتياطى مصر من النقد الأجنبى وصل فى يونيو من عام 2013 إلى أقل من 15 مليار دولار، وبلغ معدل النمو الاقتصادى وقتها حوالى 2%، فى ظل احتياجات متزايدة، ووقف جميع مصادر الدخل القومى، إلا أن الدولة المصرية وقيادتها الحكيمة اختارت أفضل الطرق وهى مصارحة الشعب بالحقائق، ومشاركته بتحمل المسؤولية، وخاضت عندئذٍ طريقا قاسيًا وصعبًا، تحمل الشعب معاناته، عبر برنامج إصلاحى مدروس بدقة، وبعد 6 سنوات، تشير جميع العلامات إلى أننا نسير فى الطريق الصحيح، فقد بلغ الاحتياطى النقدى أكثر من 44 مليار دولار، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادى إلى 7.1% مسجًلا أعلى مستوى حققته مصر فى تاريخها.

متى ستعلن مصر أنها خالية من الإرهاب؟

الإرهاب ظاهرة عالمية الجميع الآن يعانى من ويلاته، وكانت مصر فى طليعة الدول التى حذرت منه فى عام 2013، لكن لم يلتفت إليها أحد، والجميع الآن يتسابق من أجل الوقوف على تجربتها والاستفادة منها، وأصبح الإرهاب سرطانًا يتفشى وينهش فى جسد الدول، ووباءً خطيرا يهدد البشرية والإنسانية جميعها، لا يفرق بين دين أو لغة أو عقيدة، وهو ما يتطلب أن يقوم المجتمع الدولى بمسؤولياته تجاه هذه الظاهرة التى تحتاج إلى تكاتف دولى وإستراتيجية شاملة، فليس هناك دولة فى مأمن من مخطره ومن يظن ذلك عليه أن يراجع الحوادث الإرهابية الأخيرة، وأولى الخطوات لمحاربة الإرهاب ومحاصرته، هو ألا يغض المجتمع الدولى الطرف عن الدول الداعمة له، ويجب معاقبتها ومحاسبتها، والتصدى بحزم لمموليه سواء بالمال أو السلاح أو توفير الملاذ الآمن له، أما بلادنا فهى عازمة وبقوة ولن تتراجع عن وضع شهادة وفاة للجماعات الإرهابية على أرضها، ومواصلة طريقها نحو التنمية التى تنشدها، وسحق من يريد جذبها للوراء.

كيف ترى الحرب التى تخوضها مؤسسات الدولة فى مواجهة الفساد؟

إن التاريخ سيذكر لمصر، أنها تخوض ثلاثة حروب شريفة فى وقتٍ واحد، وهو ما لم يحدث من قبل فى أى دولة، فالبتزامن مع مواجهة الإرهاب، ومعركة التنمية، تواصل مصر تطهير نفسها من الفسدة ومصاصى الدماء وسارقى قوت الشعب المصرى، وهو ما سيحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه أعطى الضوء الأخضر لمكافحته، إذ تعى القيادة السياسية أن مواجهة الفساد أخطر من مواجهة الإرهاب، فالثانية تشحذ الطاقات لمواجهته، أما الأولى فإنه يدمر هذه الطاقات، ويقضى على محاولات التنمية والبناء.