رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

وكيل الأزهر ينيب الإمام الأكبر في كلمته بمؤتمر قادة التعليم العالي بإفريقيا

وكيل الأزهر والإمام الأكبر
وكيل الأزهر والإمام الأكبر

أناب الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في كلمته بمؤتمر قادة التعليم العالي الإفريقي، الذي أكد الإمام الأكبر خلالها، أنه بالتعليم يمكن أن نقضي على الحروب ودحر الإرهاب ووقف نزيف الدم خاصة في العالم العربي والإسلامي والأفريقي.

جاء ذلك خلال كلمته في فعاليات المؤتمر الدولي الـ20 لقادة التعليم العالي بالقارة الإفريقية، الذي بدأت فعالياته صباح الاثنين بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.


ووجه الإمام الأكبر الشكر، للرئيس عبدالفتاح السيسي، على رعايته المؤتمر وعلى رؤيته الحكيمة خلال رئاسته القمة الأفريقية الاستثنائية في النيجر.

وتابع: "أبدأ كلمتي، بأن أُجدد اعتزازي بثقة الدول الأفريقية في قدرة مصر على قيادة دفة العمل الأفريقي المشترك، وأُعبِّر عن تقدير الأزهر الشريف لجهود القيادة السياسية المصرية الرامية للنهوض بالقارة الحبيبة، التي تتجلى في أبهى صورها خلال رئاسة الاتحاد الإفريقي".

وأشار: "وقد تلقيت، بمزيد من الأمل والتفاؤل في مستقبل مشرق، دعوة الرئيس بدالفتاح السيسي، الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي للتصديق على اتفاقية التجارة الحرة القارية، ورؤيته الحكيمة التي طرحها خلال رئاسته القمة الأفريقية الاستثنائية بالنيجر، ليتحقق هذا الحلم الذى يُمَّثل علامة فارقة في مسيرة التكامل الاقتصادي، بما يُرسخ دعائم الوحدة القارية، ويُحقق التنمية الشاملة".

وأوضح: "لا يفوتني، في هذا المقام، أن أتقدم بجزيل الشكر، وعظيم التقدير والامتنان، لرئيس الجمهورية؛ على رعايته الكريمة للمؤتمر الدولي لقادة التعليم العالي بالقارة الأفريقية، الذي تنظمه جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية، ونتطلع أن يُؤسس بأطروحات المسئولين والخبراء لمرحلة جديدة تشهد انطلاقة قوية للتعاون البنَّاء بين مؤسسات التعليم العالي بالقارة الحبيبة".

وأضاف: "يطيب لي في هذا الحفل الكريم أن أنقل إليكم تحيات صاحب الفضيلة الإمام الأكبر للدكتور أحمد الطيب، شيح الأزهر الشريف – حفظه الله – وتمنياته لمؤتمركم الكريم بالتوفيق السداد من أجل وضع رؤية مستقبلية تسهم في نهضة مؤسسات التعليم في قارتنا الحبيبة".

وتابع: "كم تدبرت ما آلت إليه القارة الأفريقية، رغم كنوزها الطبيعية، وثرواتها البشرية المؤهلة لصدارة العالم، ولا أريد الاسترسال في تفاصيل متواترة على أسماعكم.. وكم ساءلت نفسى ليل نهار، معلنًا التحدي: ماذا يمكن أن نفعل، ومن أين نبدأ العبور للمستقبل الذى نتمناه لأنفسنا ولأبنائنا ولأحفادنا؟!.. وسرعان ما يتجدد في وجداني حلم قديم طال انتظاره، وأمل في غدٍ أفضل، تتبوأ فيه قارتنا الحبيبة مكانتها المستحقة، وتنعم فيه الشعوب الأفريقية بثمار ما حباها الله من خيرات".

وأضاف: "بقليل من التأمل، أيقنت أنه لا مناص أولًا، من ترسيخ فريضة التعارف بين الشعوب الأفريقية، وإرساء دعائم الأخوة الإنسانية، وركائز الوحدة القارية بين الأشقاء الأفارقة، وإقرار التسوية السياسية لأى نزاعات أو أزمات، وإحلال الحوار بديلًا عن أي صراعات، وتنسيق الجهود المشتركة للمواجهة الشاملة للإرهاب والتصدي الحاسم لمموليه وداعميه".

وأردف: "ولابد من تعزيز علاقات التعاون بشتى مداراتها، وفى أسمى صورها، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تؤسس لشراكات استراتيجية، تُسهم في تحقيق التكامل الإفريقي، الذى أظنه السبيل الأوحد لتجاوز التحديات الجسيمة، والانطلاق نحو «أفريقيا ٢٠٦٣»، وقد تجَّسدت هذه المنطلقات السامية، وتلك الرؤية الواضحة فيما طرحته مصر، وشرعت في تنفيذه منذ توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي من استراتيجية قارية للتنمية المستدامة؛ انطلاقًا من الوعى الكامل بأن الأمن والاستقرار هما الركيزة الأساسية لأى جهود تنموية".


وأضاف وكيل الأزهر: "لعلكم تشاركونني الرأي في أن الأزهر: جامعًا وجامعة، بقيادة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يؤدى دورًا متعاظمًا في إرساء شرعية الاختلاف، وقبول الآخر، وثقافة الحوار، وقيم السلام، والتسامح، والتعايش، والاندماج الإيجابي، والتصدي لسرطان الإرهاب الخبيث، وفيروس التطرف اللعين، وآفة العنف المقيتة، وإنقاذ البشرية من ويلات التكفير، ليس بإفريقيا فحسب بل في العالم أجمع".

وأشار إلى: "أنه مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، قرر الإمام الأكبر تشكيل لجنة للشئون الأفريقية لا سيما أن هناك طلابًا من ٤٦ دولة إفريقية يتوافدون للدراسة بالمعاهد والكليات الأزهرية، وذلك لوضع البرامج الداعمة لأشقائنا، وقد وافق، على مضاعفة المنح الدراسية المقررة لأبناء أفريقيا، لتصبح ١٦٠٠ منحة، إضافة إلى التوسع في قوافل السلام لنشر ثقافة التعايش والتسامح بدلًا من الكراهية والعنف، وتدريب الأئمة الأفارقة على آليات مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المستحدثة، وإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية".

ولفت إلى أن جهود الأزهر التعليمية في إفريقيا لا تقتصر على استقبال الطلاب الوافدين للدراسة بالقاهرة فحسب، بل حرص الأزهر الشريف على المبادرة والذهاب بمنهجه وعلمائه إلى قلب أفريقيا، وذلك من خلال 16 معهدًا أزهريًا تنتشر في كل من: الصومال وتنزانيا وجنوب أفريقيا وتشاد ونيجيريا والنيجر وأوغندا، وذلك وفق بروتوكولات تعاون بين مصر وهذه الدول".

وقال إن الأزهر، يعمل من خلال هذه المعاهد على تحسين الأوضاع التعليمية في هذه الدول الشقيقة، ونشر المنهج الأزهري الوسطي، من خلال إمداد هذه المعاهد بالمناهج الدراسية الأزهرية وإيفاد مدرسين في العلوم الشرعية واللغة العربية.

وقال: "لا أعتقد أنه لابد أيضًا من البحث الواقعي لأزماتنا، والسعي الجاد نحو حلها، بمراعاة فقه الأولويات؛ إعلاءً لمبدأ: «الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية»؛ فنحن أدرى بما يُواجهنا من تحديات، والأقدر على تجاوزها، ولا أرى طوقًا للنجاة بمنأى عن البحث العلمي؛ فما أحوجنا الآن إلى بناء شراكة حقيقية بين مؤسسات التعليم العالي في أفريقيا تنطلق من تيسير تبادل الخبرات الأكاديمية والرسائل العلمية والدراسات والأبحاث التخصصية والمجتمعية عبر التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة".