رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

الحج أولى أم مساعدة الأولاد في الزواج؟

الحج أولى أم مساعدة الأولاد في الزواج؟
الحج أولى أم مساعدة الأولاد في الزواج؟

أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، على سائل يقول: « امتلك قدرًا من المال لشراء شقتين لأولادي، وعندي قطعة أرض من الأراضي الصحراوية وأريد الحج أنا وزوجتي، لكن تكاليف الحج تصل إلى ما يقرب من 40% من المبلغ المدخر لشراء الشقتين، فهل أخرج لأداء فريضة الحج أم أُبقي على هذا المبلغ بأكمله لأولادي لمساعدتهم على شراء المسكن الملائم، وإعداد عش الزوجية لكلٍّ منهما؟»، موضحًا أن الله - عز وجل- فرض الحج على عباده، وجعله من أركان الدين الحنيف، وذلك على المستطيع، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.

وقال سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث عن أبي أمامة - رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَنْ لَمْ يَحْبِسْهُ مَرَضٌ أَوْ حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ أَوْ سُلْطَانٌ جَائِرٌ وَلَمْ يَحُجَّ فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُوَدِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «حُجُّوا قَبْلَ أَنْ لَا تَحُجُّوا». 

وأضاف «جمعة» أنه إذا ما توافر عند الإنسان المسلم الزاد وأمن الطريق والقدرة البدنية فإنه يجب عليه المسارعة لأداء فريضة الحج؛ لأنه لا يدري ماذا يكون غدًا، مشيرًا إلى أنه يجب على السائل المبادرة والإسراع إلى أداء فريضة الحج، ولا يعمل على إسعاد ولديه وحرمان نفسه من أداء هذه الفريضة؛ فإن الأرزاق بيد الله تعالى، وهو مدبر الكون؛ قال عز وجل: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.

واستطرد: « خاصة أن ولديه قد بلغًا وعملًا في مناصب تدر عليهما دخلًا لا بأس به، والله سبحانه وتعالى هو المستعان، وعليه التوكل وحده دون غيره»، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.