رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الداخلية تسد «جوع الغلابة»

اللواء محمود توفيق
اللواء محمود توفيق

الداخلية تؤمن غذاء المصريين

«أمان».. تزيد العلاقة الحميمة بين الشرطة والمواطنين

 

«يد تحمى وتحرس ويد تؤمن البقاء وتوفر الغذاء».. بهذه الكلمات البسيطة يمكن وصف ما تقوم به أجهزة الأمن فى الوقت الحالى، فأصبح دور الشرطة لا يقتصر على مواجهة الجريمة ومنعها وضبط مرتكبيها فقط، وإنما تطور هذا الدور بشكل كبير، بمفهوم الأمن الأكثر انتشارا، إذ وجدت الشرطة نفسها مسئولة عن مشاركة الدولة فى تدبير السلع الغذائية التى يحتاج إليها المواطن المصرى باستمرار، وقامت بافتتاح عدد من منافذ البيع وعرضت بها المنتجات المتنوعة بأسعار زهيدة لمواجهة جشع التجار، واختارت لها اسم «أمان»، ليرتبط بمفهوم الأمن الشامل، وأدت دورها لمساعدة الدولة فى تدبير المستلزمات الغذائية التى تحقق للمواطن البسيط الأمن الغذائى.

واعتمدت الداخلية فى إستراتيجيتها لتنفيذ الأمن بمفهومه الأوسع بنظرية التوازى، إذ أدت دورها فى مواجهة الجريمة وهو الأمن الجنائى، بالإضافة إلى الأمن الاجتماعى، ولم يؤثر أحدهما على الآخر، إذ سجلت قطاعات وزارة الداخلية العديد من النجاحات وامصر تشن حربا تطهيرية شاملة

لبطولات فى ملف ملاحقة العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون، وأدخلت الشرطة السعادة فى قلوب العديد من الأسر ممن تعرض أبنائهم للخطف، ونجحت أجهزة البحث الجنائى فى إعادة الكثير من المختطفين، بالإضافة إلى الجهود المبذولة فى مجال مكافحة الإرهاب، وتطهير الأراضى الطيبة من العناصر الإرهابية وأعضاء جماعات سفك الدماء، والتى يتابعها العالم، إنها الحرب التى دخلتها مصر نيابة عن العالم.

وبالتزامن مع كل هذه الأدوار والبطولات كانت لوزير الداخلية اللواء محمود توفيق، رؤيته الواضحة فى التنسيق مع أجهزة الدولة للمساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى للمصريين ورفع الأعباء عن كاهل المواطن البسيط، معتبرا أن هذا الدور ليس غريبا على الشرطة المسئولة عن تحقيق الأمن الداخلى للوطن، وتنوعت خطة وزارة الداخلية لتحقيق هذا الأمن الغذائى، بين زيادة الانتشار فى منافذ بيع أمان التى تغطى حاليا الكثير من المدن، والتى تشهد إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، ولم تكتف وزارة الداخلية بالمنافذ التى قامت بافتتاحها فى المحافظات المختلفة لكنها قامت بتطوير شكل الخدمة فى هذا القطاع، باعتباره من أهم القطاعات المؤثرة فى الشارع المصرى، وأطلقت عدة مبادرات لتغطية المناطق المحرومة من منافذ البيع التابعة للشرطة، ومن بينها مبادرة «كلنا واحد» التى توفر خلالها السلع الأساسية، والتى طافت الكثير من القرى والمدن، وشهدت إقبالا جماهيريًا غير مسبوق من قبل المواطنين.

ونجحت خلالها الشرطة فى تحقيق دور اجتماعى هام وفريد يتمثل فى تحقيق أقصى استفادة للمواطنين وتمكينهم من اقتناء السلع الغذائية التى توفرها الشرطة المصرية، كما طورت وزارة الداخلية مساهمتها فى المنظومة الغذائية بإطلاق المنافذ المتنقلة المتمثلة فى سيارات بيع المنتجات والتى حملت جميع المنتجات التى تحتويها المنافذ الثابتة وتم عرضها بأسعار زهيدة على المواطنين فى القرى والنجوع، إعمالا بمبدأ الوطنية، ولم تنس وزارة الداخلية خلال تطبيق دورها المجتمعى واجبها الوطنى فى مساعدة الشركات الوطنية على ترويج منتجاتها والحفاظ على العمالة الموجودة بها، إذ أوجدت الشرطة أسواقا جديدة للشركات المصرية متمثلة فى «أمان»، لعرض منتجاتها على المواطنين.

 

أسعار زهيدة

منافذ البيع التى افتتحتها الشرطة وتوفر بها المنتجات الغذائية ومستلزمات الأسر المصرية، للمواطنين، احتوت على منتجات تتمتع بكفاءة وجودة عالية، وتتميز بأن أسعارها زهيدة تتناسب مع الحالة الاجتماعية للمواطن البسيط، ولعبت هذه المنافذ دورها الكبير فى زيادة العلاقة الحميمة الجامعة بين المصريين والشرطة، والتى يحكمها التاريخ المصرى خلال البطولات والمعارك التى شهدتها العقود الماضية وكان عنوانها التلاحم من أجل الوطن والزود عن أراضيه، وحاولت جماعة الإخوان الإرهابية إثارة الفتن وإحداث الوقيعة بين الشرطة والمصريين، لكنها لم تفلح وباءت محاولاتها بالفشل، وكان الرد قويا بأن تشابكت يد المواطنين بيد الشرطة لتحقيق الأمن والاستقرار على الأراضى المصرية، وتوجت وزارة الداخلية هذه العلاقة الطيبة بتحقيق الأمن الغذائى على أرض الوطن.

ولم تكن منافذ «أمان»، هى الأولى من نوعها فى تاريخ الشرطة، لكن تؤدى الشرطة المصرية دورا مجتمعيا منذ عدة سنوات، وذلك من خلال إدارة الرعاية اللاحقة، إذ توفر الوظائف والمهن للمفرج عنهم وأبناء المسجونين، وذلك لحمايتهم من السقوط فى طريق الشيطان، وهو الدور الذى تميزت به وزارة الداخلية على مدار العقود الماضية، فضلا عن المساعدات الإنسانية التى توفرها لبعض الأسر والمساهمات فى حالات زواج بنات السجناء، وغيرها من الأنشطة التى تدخل بها الشرطة السعادة فى قلوب المواطنين.

ويأتى الدور الذى تقدمه وزارة الداخلية فى هذا الإطار تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأجهزة الدولة باتخاذ كافة الإجراءات للتخفيف عن كاهل المواطنين لتوفير السلع الأساسية والغذائية بأسعار مناسبة، وأطلقت الداخلية المرحلة الجديدة من مبادرة «كلنا واحد» من خلال طرحها فى 626 فرعا لكبرى السلاسل التجارية والمنتشرة على امتداد ربوع الجمهورية وهى (كارفور– كازيون – خير زمان – أولاد رجب – راية – إسبنس – الفرجانى – المحلاوى – هايبر – أوسكار) على مستوى الجمهورية، بجودة عالية وأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تصل إلى 30%، وهامش ربح بسيط مما ينعكس أثرها إيجابيًا على جموع المستهلكين.

 

سجل النجاحات

سجل بطولات وزارة الداخلية الممتلئ بالنجاحات فى مواجهة الإرهاب والجماعات الدموية، كان حافلا بالكثير من الإنجازات التى أسهمت بصورة كبيرة فى حياة البسطاء، فكان للشرطة دور لا ينكره أحد فى مواجهة الأزمات الاقتصادية، منها الأزمة التى شهدتها البلاد فى نقص محصولى الطماطم والبطاطس، وهى كانت الأزمة الأكثر شهرة التى أثبتت فيها الداخلية جدارتها، إذ قامت الشرطة بتوفير كميات من البطاطس وبعض الخضراوات فى منافذ أمان التابعة للوزارة، وضخت الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة، بالتعاون مع مديرية أمن القاهرة وقتها 500 طن بطاطس، وطماطم بأسعار مخفضة تتراوح بين 6 جنيهات للبطاطس، و٥ جنيهات للطماطم، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الخضر والفاكهة واللحوم والدواجن.

ولم تتراجع الداخلية عن مواجهتها للاحتكار خلال الأزمات التى صنعها بعض تجار المواد الغذائية وأباطرة الأسواق، إذ استهدفتها الشرطة من خلال مباحث التموين بالمحافظات، لمتابعة الأسواق والتأكد من توافر السلع وعدم وجود ممارسات احتكارية من قبل التجار، بالإضافة إلى محاولات التلاعب بالأسعار أو تعطيش الأسواق من بعض السلع، وهى المحاولات التى استهدفت الداخلية بأجهزتها المختلفة محاربتها.

 

إشادة شعبية

منذ أن تم إطلاق منظومة وزارة الداخلية لتحقيق الأمن الغذائى «أمان»، وهى تلقى قبولا لدى المواطنين الذين أشادوا بها، وطالبوا بالتوسع فى افتتاح المزيد من هذه المنافذ التى توفر جميع احتياجات الأسرة بأسعار تقل عن الأسواق، كما أن المواطن يرى أن مجرد اهتمام الجهاز الأمنى بمستلزماته واحتياجاته الأسرية أمر يستوجب الإشادة، بالإضافة إلى أن الاهتمام بطرح السلع الغذائية بأسعار زهيدة هو دور تعتبره الشرطة وطنيا، إذ ترفع به الأعباء عن كاهل الدولة، والمواطنين، وتساهم به مع الدولة فى مواجهة غلاء الأسعار وجشع التجار.

محمد السيد، موظف، يقول: أعمل بشارع الصحافة، ومنذ أن تم افتتاح منفذ أمان فى الشارع وحقق طفرة كبيرة فى منطقة بولاق أبوالعلا، إذ اتجه المواطنون والعاملون بالمؤسسات الصحفية بالمنطقة لاقتناء مستلزمات الأسرة –كما يقولون من الإبرة إلى الصارخ- وذلك بأسعار تقل كثيرا عن المعمول بها فى الأسواق.

ويضيف السيد أن حالة المنتجات التى تعرضها منافذ وزارة الداخلية جيدة، بالإضافة إلى أن جميع أنواع اللحوم والدواجن الموجودة فى «أمان»، هى حقا تحقق الأمان، للجيوب والصحة، وقال: «بجد دى اسم على مسمى، وأشكر الرئيس السيسى، ووزير الداخلية على الاهتمام بالغلابة».

حمدى الجمل، موظف، يشير إلى أن انتشار منافذ أمان، بالمحافظات وتواجد أغلبها بجوار أقسام ومراكز الشرطة، يبث روح الطمأنينة فى نفوس المواطنين الذين يلجئون لاقتناء السلع الغذائية من منافذ البيع باعتبارها من أفضل السلع الموجودة فى الأسواق، ويكفى أن الجهاز الأمنى يقوم بتدعيمها وتأمينها.

ويضيف الجمل أنه ليس غريبا على وزارة الداخلية اهتمامها بحالة المواطن البسيط، موضحا أن دور وزارة الداخلية ليس أمنيا فقط لمواجهة الجريمة، لكنه يمتد أيضا إلى الدور المجتمعى الخاص بتأمين البقاء وتوفير لقمة العيش.

حسنة رجب، مدرسة، تشيد بحالة المنتجات التى تعرضها منافذ أمان، التابعة لوزارة الداخلية، مشيرة إلى أن هذه المنافذ ومديريات الأمن كان لها دور كبير فى مواجهة الأزمة التى شهدتها الأسواق خلال الأشهر المنقضية فى البطاطس التى ارتفع سعرها بعد قيام مافيا التجارة بتخزين كميات كبيرة منها وتعطيش السوق منها وتمكنوا من رفع الأسعار، إلا أن وزارة الداخلية نجحت فى توفير شحنات وتم عرضها بأسعار زهيدة، وكانت محاولات الداخلية هى المفتاح الحقيقى فى إنهاء الأزمة.

ووجهت حسنة، الشكر لأجهزة الشرطة، على الاهتمام بالمواطنين، وقالت: «تحيا مصر بأبنائها وأبطالها، تحيا مصر بشرطتها الوطنية».

 

البسطاء أولا

من ناحية أخرى لا ينكر أحد أن منظومة أمان أسهمت فى توفير احتياجات المواطن المصرى من السلع الغذائية الأساسية بأسعار يمكن وصفها بـ«التنافسية»، إذ تم افتتاح نحو 924 منفذا داخل جميع المحافظات، وتم الاهتمام بصورة كبيرة بالمناطق الشعبية والأكثر احتياجًا، باعتبار أن قاصدى هذه المنافذ والمستفيدين منها هم البسطاء، وتمثلت المنافذ فى 734 منفذا ثابتا، مقابل 1190 منفذا متحركا.

ولأن وزارة الداخلية تستهدف الأمن بشتى صوره فأشركت معها العديد من الشركات المصرية المصنعة للمنتجات والسلع الغذائية، إذ أعلنت الوزارة من قبل أن جميع السلع الغذائية المعروضة داخل منافذ أمان، معظمها مصنعة من قبل شركات مصرية، وهذا يأتى فى إطار حرص وزارة الداخلية على تشجيع الشركات على إيجاد سوق جديدة لترويج منتجاتها والحفاظ على العمالة الموجودة بها، وتشجيع المنتج المصرى، والترويج له بصورة مستمرة، ولم تنف الداخلية، أنه فى بعض الأحيان يتم اللجوء إلى استيراد بعض السلع الغذائية التى يحتاجها المواطن، من الخارج.

 

بوابة الخير

وفى نفس السياق، كان لوزارة الداخلية، دور إنسانى فى إطار المشاركة المجتمعية ومساعدة غير القادرين من المواطنين، وهو الدور الذى لعبته من خلال جمعية «أمان الخير»، إذ حرصت على مساعدة المواطنين وساهمت فى تقديم يد العون لهم بصورة مستمرة، عبر تنظيم عدد من القوافل الطبية بمحافظات الصعيد والدلتا، لتوقيع الفحوص الطبية على المواطنين، وقامت بصرف الأدوية اللازمة بالمجان، من خلال التعاقد مع عدد من الأطباء فى جميع التخصصات الطبية المختلفة، بالإضافة إلى مساعدة المرضى غير القادرين على العلاج، كما أطلقت الجمعية العديد من المبادرات للتبرع بآلاف الأموال لمساعدة الغارمات، كما ساهمت «أمان الخير»، فى تطوير دور الأيتام ورفع كفاءة دار «مؤسسة الجمالية لرعاية الأيتام»، بالتعاون مع بعض منظمات المجتمع المدنى.

 

موضوعات متعلقة