رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حوادث

بعد حصد أرواح المئات.. الدولة تضع خطة عاجلة لتجنب كوارث «فواصل الطرق»

صيانة 25 ألف متر فواصل على الطريق الدائرى بمعدل 5 آلاف كل عام.. والإدارة العامة للمرور تتولى المسئولية

خبراء لـ«الزمان»: سيارات النقل الثقيل تسبب اعوجاج الفواصل وانهيار أجزاء منها يهدر أرواح قائدى الملاكى

كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فى تقرير رسمى صادر العام قبل الماضى عن إجمالى عدد حوادث السيارات على الطرق والتى بلغت 11098 حادثة نتج عنها وفاة 3747 شخصا، وقد تنوعت الأسباب ما بين الرعونة فى القيادة وانفجار الإطارات والشبورة المائية وصولا إلى فواصل الطرق الرابطة بين الكبارى والمنتشرة على طول الطريق الدائرى بمسافة 25 ألف متر تقريبًا.

وتعتبر تلك الفواصل وسيلة للربط بين الكبارى ومع مرور الوقت والأحمال الثقيلة تتباعد المسافة بين الفواصل ويتآكل البعض الآخر بما ينتج عنه حوادث الطرق لا سيما أنها سلاح ضار يهشم «مساعدين السيارة» ويحتمل قائد السيارة فى النهاية مصروفات صيانة مرتفعة.

العميد أحمد الأسوانى الخبير المرورى يكشف لـ«الزمان» تفاصيل خطة الدولة لصيانة الفواصل وما تم إنفاقه من قبل على تلك الفواصل، قائلا إن الدولة تسعى بكل قوة لتقليل حوادث الطرق سواء بتركيب الرادارات لضبط سرعة قائدى السيارات والكمائن الثابتة والمتحركة، إلى جانب الصيانات الدورية بواسطة هيئة الطرق والكبارى، وفيما يخص فواصل الكبارى فهى منتشرة على طول 25 ألف متر بالطريق الدائرى وبعضها متهالك بما جعل الدولة ممثلة فى الإدارة العامة للمرور وهيئة الطرق والكبارى أن تضعها على أولويات الصيانة الدورية بموجب 5 آلاف متر سنويًا، خاصة أن الطريق الدائرى يشهد سنويًا 170 ألف رحلة يوميًا.

وأضاف الخبير المرورى أن فواصل الطرق من أخطر مسببات الحوادث وكانت ولا تزال صداعا مزمنا فى عقل المسئولين وربما افتتاح الدائرى الإقليمى واعتماد سيارات النقل الثقيل على ذلك الطريق سوف يقلل من انهيار الفواصل بشكل كبير، علمًا بأن تصدع الفواصل وانهيار أجزاء منها يعود إلى الأحمال الزائدة وربما صيانة الفواصل خلال الفترة الحالية سيكون ذا أثر كبير على المدى البعيد لأنه لن تكون هناك أحمال زائدة سوى سيارات الملاكى ومركبات النقل الجماعى.

وأوضح مصدر حكومى أن الدولة نجحت فى تحديد أماكن انهيار الفواصل على الكبارى على مستوى الجمهورية فى إطار خطة عاجلة لصيانة الكبارى وتقليل الحوادث، وعليه تم رصد مبلغ 300 مليون جنيه بالفترة الماضية لعمل صيانة عاجلة، وخلال الفترة المقبلة سيتم صرف 500 مليون جنيه لعلاج تصدعات الفواصل على طول الطريق الدائرى.

وأشار المصدر إلى أنه تم توفير عناصر الأمن والسلامة لتأمين سلامة المرور لسائقى السيارات من نشر العلامات الإرشادية والدهان الأرضى والتخطيط بالطريق وصيانة وإصلاح أكثر من 20 ألف عمود إنارة وتخصيص شركتين لتنظيف الدائرى يوميا من مخلفات القمامة المنزلية وإزالة مخلفات هدم المبانى، بالإضافة لحملات الإزالة للإشغالات والتعديات والمخالفات من الأكشاك والإعلانات المخالفة، لإعادة الانضباط والقضاء على فوضى التعدى على ممتلكات الدولة واستعادة الشكل الحضارى لأهم الطرق الحيوية بالقاهرة الكبرى.

من جانبه، أوضح محمود فرحات الأمين العام لنقابة السائقين بالقليوبية، أن عشرات السائقين استشهدوا على الطريق الدائرى بسبب انهيار الفواصل خاصة الموجودة بالمنيب وقبل موقف العاشر، وقبل نزلة بهتيم وباسوس، وهو ما دفعنا للمطالبة عشرات المرات بأن يتم علاج تلك الفواصل وحينما يأس السائقون من عدم الاستجابة وذلك قبل سنوات، كنا نقوم بملء الفراغات الموجودة فى الفواصل بالأتربة الموجودة على جانب الطريق وهى وسيلة غير فعالة ولكنها أفضل من العدم، وبدلا من قيام المسئولين بعمل الصيانة الدورية قاموا بنفس التصرف وكانوا يغطون الفواصل بالأسمنت والذى يتآكل مع مرور الوقت.

وتابع فرحات: الطرق بشكل عام تحتاج إلى صيانة دورية لضمان استمرارها داخل نطاق الخدمة، وبالتالى لا بد أن نعول على تحركات الرئيس فى ملف الطرق والكبارى وتدشين أكبر شبكة طرق تربط جميع محافظات مصر من خلال الدائرى الإقليمى.