رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«مضيق هرمز» بين صراع «أسعار النفط» و بلورة «التحالف العسكري»

مضيق هرمز
مضيق هرمز

يعلم الكثيرون أن مضيق هرمز له أهمية كبرى بإعتباره من أهم الممرات المائية العالمية، فهو ممراً استراتيجاً يتحكم في حوالي 40 % من النفط المنقول، ورغم أنه ممرًا دوليًا مؤثرأ إلا أن الإدارة الإيرانية دائمًا ما تهدد بغلقه كلما ضاق عليها الخناق.

وتجري الولايات المتحدة الأمريكية في الأونة الأخيرة اتصالات مع العديد من الدول من أجل تشكيل تحالف عسكري يضمن أمن الملاحة البحرية في مضيقي هرمز وباب المندب على اثر اعتداءات إرهابية استهدفت سفن شحن وناقلات نفط في الممرات المائية الحيوية لإمدادات النفط العالمية -على حد قولها-.

من جانبها، علقت الدكتورة دينا محسن الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية ، لـ«الزمان» قائلة، إن الإقليم يشهد اضطراباً وتحولات جدرية جيوبوليتكية، وسط تسارع وتيرة الأحداث وتدفق القضايا مما أدى إلى تداخل الكثير من الموضوعات وتضارب المصالح.

وأشار إلى أنه وفقاً لرؤى وتحليلات العديد من المراكز البحثية والنخب السياسية ووسائل الإعلام الدولية، يتّضح أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عازم على توريط أكبر عدد ممكن من الدول العربية داخل بوتقة الصراع الخليجى الإيرانى تحت ما يسمى بـ«التحالف الدولى لحماية الممرات المائية والملاحة الآمنة »، متابعة:«جميع الشواهد المنطقية أثبتت فشل الفكرة قبل أن تولد، ولكن ما يتم الآن من مساومات ومقايضات سياسية ربحية ليست بالغريبة على طباع رجل تجارة تتسم بشخصيته صفة التجّار المهرة، لكنه ليس رجل اقتصاد كما يدّعى البعض داخل الأوساط الدولية والعربية، فهو لا يعتمد على آليات التطوير فقط يستخدم آليات الإتاوة والقرصنة.

وأضافت أن القرار الذى تم إتخاذه مؤخراً والموافقة عليه بأغلبية أعضاء الكونجرس الأمريكى، الخاص بعدم السماح للرئيس باتخاذ قرار الدخول بأى حرب عسكرية إلا بعد موافقة الكونجرس على هذا القرار، يعد تقييد لترامب وخطف من يده الكارت الذى لطالما كان يُلّوح به فى وسائل الإعلام كنوع من أنواع التهديد للنظام الإيرانى، لذا بدأ مجدداً فى الحيلولة لإيجاد منفذ بديل لحفظ ماء الوجه، ولإيجاد مبرر للحصول على مقابل التواجد الأمريكى في هذا التحالف، لتغطية نفقات هذا التواجد في الممرات المائية الخاصة بالخليج العربي.

وأضاف محمد جابر، الباحث في الشأن الإيراني، أن ما يجري الآن في الخليج ومضيق هرمز قد لا يستهدف الجانب الايراني بالدرجة الأولى لكنه مجرد ابتزاز للمملكة العربية السعودية ودول الخليج خاص بعد تلميحاته الأخيرة، بأن يدفع كل من أراد الحماية من الولايات المتحدة الأمريكية الثمن، فضلا عن عدم وجود جدية في تشكيل هذا التحالف خاصة بعد زيارة محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني الأخيرة وهو ما يكشف ان شيئاً اخر يدور في النوايا الايرانية الامريكية.

وفيما يتعلق بفكرة التحالف الامريكية، أوضح الخبير في الشأن الدولي عمرود المنعم، لـ«الزمان»، أن منطقة الخليج في حاجة الى وعي أكبر فالنفوذ الامريكي يفكر بطريقة الاستعمار البريطاني في هذة المسألة للسيطرة على المنطقة، هذا بخلاف محاولة إيران صناعة نفوذها بطرق مذهبية للسيطرة كيفما تتعامل لفرض سيطرتها على بعض الجزر كطنب الصغرى وطنب الكبرى.

وأشار إلى أن النظرة في صراع الولايات المتحدة وايران خلال الفترة الماضية كان يشوبها نوعاً من انواع السيطرة والنفوذ غير المشروط تارة من إيران التي تسعى إلى السيطرة على دول الخليج منذ أكثر من ثلاثون عاماً وتارة أخرى من الولايات المتحدة عن طريق سعيها لتكوين مثل هذة التحالفات أخرى من خلال اجاد أكثر من مدخل لمحاولة التعامل مع المنطقة  التي بدأ فوذها  النفطي يتراجع بشدة.

وكانت شركة الاستشارات الأمريكية رابيدان الأمريكية أعلنت، الثلاثاء الماضي، عن احتمالية صعود أسعار النفط  في البداية بين 15 و20 دولارا للبرميل إذا أغلقت إيران مضيق هرمز، لكنها ستتراجع على الفور حالما تتدخل القوات الأمريكية، وذلك فى إطار تحليلها لتصورات محتملة تنطوى على توقف تدفق النفط بعد صراع.

موضوعات متعلقة