رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

الأوروبيون يدعمون الحل العسكري لضمان الملاحة في مضيق هرمز

الملاحة في هرمز
الملاحة في هرمز

قامت إيران في الأيام الأخيرة بسلسلة من التحركات السريعة كنوع من رد الفعل الإنتقامي و لإجبار الولايات المتحدة للجلوس على طاولة المفاوضات خاصة بعد أن ضربت واشنطن اقتصاد طهران النفطي والذي يعد العمود الأساسي التي ترتكز عليه إيران في نشاطها التجاري، ولكن ملعب الأحداث يزداد سخونة بمرور الأيام ومع ما بدا مؤخرا من جانب القوى الأوروبية التي تسعي لإرسال قوى أمنية لضمان الملاحة في هرمز وعلى رأسها بريطانيا التي احتجزت إيران إحدى ناقلاتها البحرية للنفط.

وتداول الإعلام العالمي صورة إنزال العلم البريطاني عن الناقلة ويرفع بدلا منه العلم الإيراني،  فمازالت القوى الأوروبية تتخذ سياسة مهادنة إيران وطبعا ذلك للوصول إلى مصالحها وعلى رأسها النفط، وتقول جريدة "واشنطن إكزامنر"، وفقًا للمسؤولين، أن العقوبات دمرت الاقتصاد الإيراني منذ أن أعادت إدارة ترامب فرضها في شهر يونيو الماضي، وهو الشهر الأول منذ  دخول العقوبات بالكامل حيز التنفيذ ، حيث صدرت إيران 300  ألف برميل من النفط يوميًا، وهو أقل من نصف أدني معدلها السابق .

وفي الوقت نفسه، صعدت طهران من سلوكها العدواني، حيث أسقطت طائرة أمريكية بدون طيار في المجال الجوي الدولي، وبالطبع استولت على سفينة بريطانية في مضيق هرمز، وأجرت أمس الجمعة تجربة صاروخ باليستي، كما كشفت النقاب عن شروعها في بدء إنشاء محطة نووية جديدة في بوشهر في النصف  الأول من شهر أغسطس المقبل.

لكن يبدو أن سياسة المهادنة كتبت عدد من الدول الأوروبية نهايته ، حيث قال وزير الدفاع الفرنسي "فلورنس بارلي" في مقابلة مع مؤسسة "إيست ريبوبليان " إن قوة الحماية البحرية الأوروبية المخططة في الخليج لن تتطلب إرسال سفن إضافية إلى المنطقة.
"لقد أجرينا اتصالات مع ألمانيا والمملكة المتحدة ، لبناء عمل مشترك" ، وأوضح "سيسمح لنا ذلك بالمساهمة في تأمين حركة النقل البحري في الخليج ومعرفة الوضع بجلاء".

 وكانت اقترحت بريطانيا على الدول الأوربية تشكيل قوة أمنية لضمان الملاحة في هرمز، وأعلنت بعدها بأيام قلائل فرنسا وإيطاليا والدنمارك-وكانت تحرشت بها سفن تابعة للحرس الثوري الإيراني- دعم خطة بريطانيا، فأعلنت الدنمارك أنها ستفكر جديا في المشاركة العسكرية في الخطة، في حين طلب وزير الخارجية الألماني "هايكو ماس " التوضيح حتى تتخذ بلاده قرارها النهائي ، مؤكد ترحيب ألمانيا بالخطة، ثم أصدر البيت الابيض بيانا أمس الجمعة، يقول فيه أن دونالد ترامب ملتزم بحماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها ضد تهديدات إيران في مضيق هرمز.

وأضاف البيت الأبيض أن " الرئيس ترامب يرغب في مساعدة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لحل أزمة الناقلة البريطانية المحتجزة في إيران" .

ووفقا لوكالة "بلومبرج " الأمريكية قال جوناثان الترمان ، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "تعني خطوة المبادرة الأوروبية  أن أوروبا تريد فصل نفسها عن السياسة الأمريكية تجاه إيران"، وأورد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان : "على الصعيد الدبلوماسي ، نريد تهيئة الظروف لإجراء محادثات إقليمية شاملة حول الأمن البحري". "هذا هو عكس سياسة الولايات المتحدة المتمثلة في الضغط الأقصى."


والجدير بالذكر أن الحلفاء الأوروبيون يتحركون بموازاة مع التحرك الأمريكي في منطقة الخليج ، وكانت السعودية تستضيف لديها عدد من القوات الأمريكية كنوع من الرد على الاستفزازات الإيرانية، لكن إيران مازال في جعبتها الكثير من الحيل ولديها من الأوراق ما يكفي لتلعب بها فبصماتها في نراه في خراب اليمن وسوريا و تزعزع العراق فمن يوالونها كثيرون، شوكة إيران تمثل غصة في حلق العرب والخليج إلا أنها قد تكون كما يعتبرها البعض أداة ضغط للوصول إلى أغراض ومصالح لن تكون إلا بالتهديد.