رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

اقتصاد

نائب «الجالية المصرية فى الصين»: المنتجات الوطنية تشارك فى معارض الاستيراد الصينية الشهر المقبل

القطن وسيلة فعالة لدخول سوق بكين.. والحكايات التاريخية ستعجب العقلية الصينية

الصينيون لا يرون انتهاء أزمة السوق السوداء للدولار.. والقضاء عليها داخليًا

المستثمر سريع ويحتاج إلى تسهيل فى الإجراءات من هيئة التنمية الصناعية

التمثيل البرلمانى للمغترب والحكومة الذكية.. مكتسباتنا من ثورة 30 يونيو

مصر المحطة الأهم لمبادرة الحزام والطريق

قال إبراهيم نجم، نائب رئيس الجالية المصرية فى الصين، إن هناك تنسيقا مع المسؤولين المصريين لعرض المنتجات المصرية فى أكبر المعارض الصينية للاستيراد، والذى تنظمه الجالية المصرية هناك، داعيًا المصدرين المصريين الذين يمتلكون منتجات مصرية يستطيعون المنافسة بها فى الصين أن يبادروا بعرضها خلال المعرض، خاصة أن المشاركة مجانية وهناك إمكانية للبيع المباشر.

وأضاف نجم، خلال حواره لـ«الزمان»، أن عقد وزارة الهجرة وشؤون المصريين فى الخارج المؤتمر الأول للكيانات بالخارج خطوة مهمة جدًا، ليفهم المهاجر المصرى احتياجات بلده منه، وأيضًا لتعى الدولة مطالبه بشكل أكبر، مؤكدًا أن هناك تطورا كبيرا فى علاقة المغترب ببلده بعد ثورة 30 يونيو فى مستويات كثيرة، ولعل أكثرها أهمية أن المغترب أصبح ممثلًا فى مجلس الشعب.. وإلى نص الحوار.

ما رأيك فى المؤتمر الأول للكيانات المصرية فى الخارج؟

هى المرة الأولى التى يشارك فيها أعضاء الجالية المصرية فى الصين فى فعاليات لوزارة الهجرة، ولم نكن نعلم بيانات ومعلومات كافية قبل المؤتمر بفترة طويلة، ولكن استطعنا التسجيل للحضور فى اللحظات الأخيرة، ونتمنى المشاركة فى السنوات المقبلة أيضًا بعدد أكبر من أبناء الجالية.

وعمومًا المؤتمر خطوة جيدة جدًا، كنا نحلم بها منذ فترة طويلة، لأن ذلك النوع من المؤتمرات تساعدنا فهم احتياجات الدولة، وفهم أكثر من الدولة لاحتياجاتنا ومطالبنا ونحن كجالية فى الصين، أغلبنا يعمل فى القسم التجارى، فأغلب البيانات والمعلومات التى تم ذكرها فى المؤتمر، كنا نعلم معظمها، على عكس باقى الجاليات، إلا أنه بالفعل العلاقات المصرية الصينية التجارية جيدة جدا، ونحن نحتك بتلك المعلومات دائمًا.

ومعرفتنا المسبقة بذلك جعلتنا نشارك بتعليقات وليست مطالب، وعلقنا على بعض الإجراءات التى نرى فيها قصورا، وطالبنا بتطويرها.

ما هى أوجه القصور التى علقتم عليها؟

هناك جهد مبذول كبير نجده من الدولة معنا، ولكن بعض الإجراءات تكون معطلة، فهناك بعض الوزارات الاتصال على موقعها الإلكترونى غير صحيح، وأيضًا المؤتمر أتاح لنا الحديث مع هيئة التنمية الصناعية، والتى أعلن ممثلوها أنهم يوفرون أراضى للمستثمرين، وبالفعل موقعهم الإلكترونى وموظفوهم متعاونون للغاية، ولكن فى الوقت الحالى لا يوجد بها أراضٍ، فى الوقت الذى يتحدوثون فيه عن توفير أراضٍ، فالمشروع بجملته معطل، كما أن إجراءاتهم بها بعض العيوب، فاليوم المستثمر الصينى سريع، ويحتاج إلى أرض فى مكان ما بمساحة معينة، وهيئة التنمية الصناعية لا توفر ذلك، إذ أنها لديها أراضٍ فى أماكن معينة وفى أوقات معنية وتخصصات معينة، ونحن نحتاج إلى إجراءات أسهل فقط، ونحترم الخريطة الاستثمارية ولكن اليوم حينما أكون بحاجة إلى 25 ألف متر فى مكان ما علىّ أن أنتظر الطرح الجديد، وهذا الأمر غير مقبول بالنسبة للمستثمر الصينى.

وأيضًا البنك المركزى أكد أنه قضى على السوق السوداء، ولكن فى الصين نحن لا نرى ذلك، وإن كانوا بالفعل أخذوا إجراءات كثيرة فى سبيل ذلك.. لن أستطيع الحديث عنها، ولكن خلال عمليات التصدير والاستيراد يتم التعامل بالعملة، وبعض المستوردين والمصدرين ينتهجون بعض الأساليب التى تضر بالدولة، وهنا العلاج لا بد أن يكون داخليا.

كيف ترى تغير نظرة الدولة للمصريين فى الخارج بعد ثورة 30 يونيو؟

النظرة لنا تطورت كثيرًا، وأهم النقاط بالنسبة لى هو أن المصريين فى الخارج أصبح لهم تمثيل فى مجلس النواب، فرئيس الجالية المصرية فى الصين هو نائب فى مجلس الشعب، وساهم فى عرض مشكلاتنا لمحاولة حلها، خاصة أنه على تواصل دائم معنا، ودائما ما نشعر أننا داخل المجلس.

الحكومة الذكية والتطور الذى شهدته الوزارات وتواصلهم معنا عن طريق مواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعى، ونحصل على البيانات بشكل أسرع، فاليوم الحكومة أصبحت تصدر تحليلات عامة ومتخصصة مثل التضخم والنمو.. وقديمًا كان هناك نقص بالمعلومات.

الرئيس السيسى زار الصين أكثر من مرة وكذلك بادله الرئيس الصينى الزيارة.. هل تغيرت نظرة المجتمع الصينى لمصر؟ وكيف؟

حديثك سيرجعنا إلى 2013 حينما أجرت الصين مبادرة الحزام والطريق، وفى بدايتها كانت تمر بأكثر من 60 دولة، والعدد يزيد، ومصر من المحطات المهمة جدًا للمبادرة، وفضلًا عن أن هناك اهتماما كبيرا من الحكومة والشعب الصينى بمصر واتجهوا إليها، فالصين علاقاتها ممتازة بمصر على مدار التاريخ، وتقريبًا الرئيس السيسى يزور الصين سنويًا، على الأقل مرتين، وأعتقد أنها أكثر دولة زارها الرئيس السيسى، والرئيس الصينى أيضًا بادلنا الزيارة وهو فى العادة لا يخرج كثيرًا لزيارة دول أخرى ولكنه زار مصر، فضلًا عن أنه قضى فى مصر 3 أيام، وفى الدول الأخرى التى زارها كانت الزيارة يوما واحدا، وهو ما يدل على علاقة الود والصداقة بين الصين ومصر.

كم عدد الجالية المصرية فى الصين؟ وما هى أوضاعهم وأعمالهم هناك؟

لنكون صرحاء لا يوجد إحصاء حقيقى للعدد، ولكن نحن لدينا قاعدة بيانات كجالية مصرية وعددها أكثر من 500 مصرى، وهو عدد ليس كبيرًا إلا أنهم مؤثرون، ولأن دورهم مهم جدًا فى الوساطة التجارية بين البلدين، والاستثمارات المصرية داخل الصين ليست بأرقام كبيرة ولكن من المتوقع زيادتها بعد سياسة الانفتاح الصينى، ومبادرة الاستيراد، فمنذ العام الماضى بدأت الصين فى عمل معارض للاستيراد، فالمعرض الأكبر كان فى شنجهاى عام 2018، وسيكون سنويًا، سيكون هناك عشرات المعارض على مدار السنة للاستيراد من الخارج.

الجالية المصرية فى شهر أغسطس تنظم الجناح المصرى، وسيكون فى جوانزو، كما ستشارك فى المعرض الذى ستقيمه تشنجدو فى شهر نوفمبر المقبل، وسط الصين، كما نشارك فى عدد كبير من المعارض، وندعو المصريين الذين لديهم منتج مميز لكى يتم تصديره للصين.

وعرضنا على الدكتورة نفين جامع، رئيس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة للمشاركة، خاصة أن المشاركة مجانية مع إمكانية البيع المباشر، وأى مصرى لديه منتج متميز يمكن أن يبيعه بشكل مباشر خلال المعرض أو ممكن يسوق له.

ما هى المنتجات التى تتميز فيها مصر ويمكن تصديرها للصين؟

نحن لن ننافس الصين فى منطقتها، ولكن سننافسها فيما نتميز فيه، والبعض قد يتعجب من أن مصر تصدر البرتقال والعنب والفاكهة الأخرى، والمواد الخام.. والذى قد يتستغرب له البعض أن مصر يمكنها تصدير الملابس المصرية، من خلال تسويقنا لعبارة «Made In Eygpt»، والعقلية الصينية نستطيع التسويق لها إذا فهمناها، وهنا يأتى دورنا كجالية مصرية هناك، سنكون معاونا ومساعدا، إذ إن العقلية الصينية تحتاج إلى فهم واستيعاب، لأنه صعب جدا أن يبيع لنا، وكذلك البيع له، وخاصة أننا نفتح سوقا جديدة، ولدينا منتجات مميزة نستطيع دخول الصين بها، منها القطن المصرى، واستغلال القصص والحكايات للتسويق للمنتجات المصرية ستعجب العقلية الصينية.

ففى أيام الرئيس جمال عبدالناصر أخبره الرئيس الصينى برغبته فى شراء كل محصول القطن المصرى، فرد عليه الرئيس المصرى أن المحصول كبير جدًا، فما كان من الرئيس الصينى إلا أنه قال لو زاد سنتيمترا واحدا فقط فى بدلة كل صينى سينتهى المحصول، فالعلاقات التاريخية عامل هام للتسويق، وأيضًا الكثير من المصريين نجحوا فى ذلك ونعمل فى مشروع الاستيراد لأكثر من سنة.

ما الذى يمكن أن يستفيد منه المصدرون من المشاركة فى المعارض الصينية؟

أولًا لدينا هناك منتجات أثاث من دمياط تعرض فى الصين، والبرتقال والفواكهة، وأيضًا نسعى لإدخال المنتجات اليدوية، وزيت الزيتون نسعى لإدخاله.

ثانيًا بشكل غير مباشر على المصدر معرفة المعروضات الأخرى من الدول والعمل عليها لتسويقها من مصر، فالصين على سبيل المثال تأخذ من إيطاليا جلودا، فمن الممكن التنسيق لإدخال الجلود المصرية إلى السوق الصينية، وأيضًا نتمنى كجالية مصرية فى الصين التواصل مع الجاليات المصرية فى الدول الأخرى لنتعاون فى التصدير إلى الصين وفتح قنوات للتواصل.

هل تواصلت مع المسؤولين المصريين لعرض تلك الأفكار من المشاركة فى المعارض الصينية؟

بالفعل خلال جلسة المشروعات الصغيرة والمتوسطة مع الدكتورة نفين جامع بحضور وزيرة الهجرة فى المؤتمر الأول للكيانات، تم عرض المقترح، ورحبوا بالفكرة جدًا ووعدوا بأن يكون هناك قنوات للتواصل، وأنهم سيشاركوا فى المعرض المقبل الذى تنظمه الجالية، وسنوفر لهم المشاركة المجانية بالتعاون مع الحكومة الصينية وتسهيل إجراءات دخول المنتجات المصرية للمعرض.

هل كانت لديكم أى مقترحات لوزارة الاستثمار مع الجانب الصينى؟

عرضنا عليهم العكس، من خلال أن يأتى المستمثر الصينى ويفتح أسواقا، نحن نريد من المستثمر الصينى أن يأتى لمصر ويضع أمواله فيها، لذا نحتاج إلى سرعة وتسهيل فى الإجراءات، إذ إن المستثمر الصينى فى الفترة الأخيرة بدأ يخرج من الصين لأربعة أسباب، وهى أنهم عملوا خلال 30 سنة بجد ما ترتب عليه نقص المواد الخام، والحصيلة الدولارية لديهم كبيرة جدا، وهم يشترون الديون الأمريكية كل عام، وأيضًا الصين كانت تنتج داخليًا ما سبب نسبة تلوث مرتفعة، وفى اتجاه للإنتاح فى الخارج، للحفاظ على صحة المواطن الصينى، أما عن العدالة فى التعاون مع الدول، ستتعاون من أجل ربح مشترك، بمعنى أنه لا يفترض أن تكون نسبة الفارق بين الاستيراد والتصدير بين مصر والصين بهذا الشكل، فالاتجاه لتقليل الاستيراد للمواد الخام وفتح مصانع بجانبها، خاصة أن الأيدى المصرية أرخص والأرض أرخص والخامات متوفرة.

جميع العوامل مهيئة إذ إن مصر الدولة الأفريقية الوحيدة فى مبادرة الحزام والطريق، وهى من أهم المحطات، فضلًا عن مبادرة الصين وأفريقيا ومصر مخصص لها أكبر كوتة، ومصر مخصص لها 200 مليار من 600 مليار إجمالى استثمار، وننتظر من مصر استغلال ذلك ولكن بحرص من القروض ودون ضمانات سيادية، ونحن نثق فى مصر وسياساتها الحذرة من القروض، ونأمل أن يكون الاتفاق مع الجانب الصينى يكون مفيدًا.