رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«إيمان» تركت الشهادة الجامعية وبدأت حلم الثراء بـ«ساندويتشات الجبنة» على الرصيف

إيمان
إيمان

على طاولة بسيطة في ميدان عبدالمنعم رياض بوسط القاهرة تفرش «إيمان» الفتاة العشرينية يوميًا أدوات صناعتها المحببة، التى تفضل العمل بها بعيدًا عن الشهادة الجامعية المرموقة التى حصلت عليها، قبل أن يتهاتف عليها المارة ليتناولوا أجمل ما صنعت يداها شاندويتشات الجبنة والمربى، ليشبعوا بها أفئدتهم ويستعينون بها على مواصلة ما تبقى من مشاق في يومهم.

دخلت إيمان ربيعها العشرين قبل سنتين، وتمنت العمل في وظيفة مرموقة عقب انتهائها مباشرة من دراستها بكلية التجارة، التى درست موادها طوال أربع سنوات، وفي نهاية تلك الفترة حصلت على شهادة البكالوريوس بتقدير جيد، وسعت وراء حلمها «الوظيفة الآمنة».

حاولت «الفتاة الشابة» الالتحاق بالوظيفة التى طالما تكسرت قدماها طوافا بأروقة الشركات، لتطرق أبواب المكاتب بحثا عن الفرصة التي تتمناها، لكن محاولاتها جميعا باءت بالفشل حتى أن اليأس دب بين جوانبها وأراد التملك منها حين رأت بأم عينها امتلاء سوق العمل بالخريجين دون وظائف.

لكن العزيمة الصلبة التي بنت لبناتها الظروف التي مرت بها إيمان منذ وفاة والدها وتركها وحيدة تجاهد أمواج الحياة العاتية، طردت اليأس الذى لم يستطع قتل حلم الفتاة في «اللقمة الحلال»، وهداها تفكيرها إلى البدء في مشروعها الخاص وفتح مطعم للوجبات الجاهزة يدر عليها دخلا يغنيها عن «لؤم الخبثاء»، إلا أنها التطمت مرة أخرى بالواقع.. «فالعين بصيرة واليد قصيرة».

وبدلا من أن تركن إلى اليأس مرة أخرى، نزلت إيمان إلى الشارع بأبسط الأدوات التي تمتلكها، لتصنع منها الوجبات التي أحبها روادها، فحين يتناولون الساندويشات الخفيفة، يطلبون المزيد حتى تمتلئ بطونهم إلى آخرها نظرا لمذاقها المميز، ويعتبرونها نموذجا مشرفا لـ«البنت المصرية الجدعة»، والتي وضعت العديد من الشباب المتكاسل عن العمل في موضع حرج أمام أنفسهم.

وعن كفاحها، تقول إيمان: «إنها فكرت في عملها المستقل وبدأت تنفيذه قبل ٨ أشهر، إذ حضرت إلى موقف أتوبيس عبدالمنعم رياض، لعمل ساندويتشات بطريقة نظيفة لمرتادي وسائل النقل»، مشيرة إلى أنها تقدم ساندويتشات الجبنة البيضاء والجبنة الرومى واللانشون والجبنة بالخلطة والمربى.

وفي نهاية حديثها أكدت إيمان أن حلم امتلاكها مطعما للوجبات الجاهزة ما زال يروادها يوميا، وتقول: «هييجي اليوم اللي هيكون عندي مطعمي الخاص وأكلاتي المميزة».

 

موضوعات متعلقة