«الدراجات».. سلاح الحكومة للقضاء على الأمراض المزمنة والزحام المروري

يستخدمها الرئيس السيسى فى مؤتمرات الشباب.. وخلال الإجازات

استشارى جراحة عامة: ركوب الدراجات يقضى على السمنة.. ويحرق الدهون

 

«الدراجات».. فكرة شبابية جديدة أطلقتها وزارة الشباب والرياضة مؤخرا من أجل الحفاظ على صحة المواطنين فضلا عن القضاء على الزحام المرورى الكبير، والذى أصبح يهدد شوارع القاهرة والجيزة يوميا، وكل ذلك بسبب كثرة السيارات، وهذا ما دفع المسئولين فى مصر للتفكير خارج الصندوق، وذلك من خلال تطبيق مبادرة دراجة لكل مواطن، وتهدف هذه الفكرة إلى حث شباب الجامعات على استخدام الدراجات خلال الذهاب إلى الجامعات، كما أن الفكرة بدأها الرئيس السيسى فى كل المناسبات الشبابية، إذ استخدمها أكثر من مرة فى مؤتمرات الشباب فى شرم الشيخ، وفى محافظة الإسكندرية مؤخرا خلال احتفاله بعيد الأضحى وخلال زيارته الكلية الحربية وأكاديمية الشرطة .

 وقد أعلنت وزارة الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحى، عن  مبادرة رياضية قومية تحت شعار دراجة لكل مواطن، وتهدف المبادرة إلى تغيير ثقافة الانتقال اليومى للمواطنين وتحسين لياقتهم البدنية والصحية وتشجيعهم على استخدام وسائل التنقل النشط بدلا من الاعتماد على وسائل التنقل الآلى المستهلكة للوقود والملوثة للبيئة، مؤكدة أنه سيتم الإعلان عن المبادرة بجميع الهيئات والمؤسسات بمحافظات الجمهورية على عدة مراحل على أن تكون البداية بمحافظتى القاهرة والجيزة، وتنفذ المبادرة من خلال إتاحة الدراجات وسيتم إتاحتها للجمهور بسعر مناسب أقل من سعر السوق بالتعاون مع شركات الدراجات، وكذا توفير نظام تقسيط من خلال البنوك وشركات التقسيط .

المعلومات التى حصلت عليها «الزمان»، أن مشروع دراجة لكل طالب مبادرة «اختيارية»، إذ يتم تخيير الطالب بها، من أجل تنشيط الطلاب على المستوى البدنى، كما أن هذه الدراجات سيتم تصنيعها بواسطة إحدى الشركات الكبرى، وستكون أول دراجة مصرية بنسبة ١٠٠٪، كما أن الجامعات سيكون فيها أكبر «باركينج» وستكون وسيلة للتنقل داخل الحرم وخارج الحرم فى الجامعات الإقليمية وفروع جامعات القاهرة الكبرى، وتبلغ تكلفة الدراجة مبالغ بسيطة، تبدأ من ٣ آلاف جنيه حتى ٨ آلاف جنيه، وستكون الدراجة غير إجبارية، ويمكن شراء الدراجة بالتقسيط، والمكافآت والجوائز فى الجامعات عن المسابقات ستكون عبارة عن دراجة، كما أنه سيتم منع دخول سيارات الطلاب للحرم الجامعى نهائيا، وتوفير دراجات لذوى القدرات الخاصة، والمرحلة الأولى تبدأ بـ٥٠٠ ألف دراجة .

الدكتور أحمد متولى أخصائى التغذية أوضح أن رياضة ركوب الدراجات مفيدة لجسم الإنسان كله، فهى تعمل على تنشيط الجهاز القلبى الوعائى، ومن ثمّ تقلل من خطر الإصابة بالأزمات القلبية وارتفاع ضغط الدم، وتعمل على تقوية عضلات التنفس وتحسن من عملية التمثيل الغذائى للسكر والكوليسترول بالدم، وتفيد إحدى الدراسات بأن ركوب الدراجات تحافظ على وزن معتدل وتقلل من معدلات الإصابة بأمراض القلب، كما يساعد ركوب الدراجات على تقليل نسبة الوفيات بمقدار 40%، وتشير دراسات إلى أن راكبى الحافلات العامة وسيارات الأجرة والعربات الخاصة، يستنشقون هواءً ملوثا بفعل عوادم هذه المركبات أكثر بكثير من راكبى الدراجات، وبالتالى فإنها تحافظ على سلامة الرئتين.

من جانبه علق الدكتور هشام عبدالله استشارى جراحات السمنة وتنسيق القوام، أن هناك فوائد كثيرة لركوب الدرجات، إذ تقضى على الكثير من الأمراض المزمنة التى تصيب الكثيرين خلال السنوات الماضية، فالدراجة كانت قديما هى الوسلية الوحيدة للكثير من الموظفين وطلاب المدارس والجامعات، مشيرا إلى أن من أبرز الأمراض التى يعانى المواطنون منها السمنة وتعتبر من أمراض العصر، إذ إن السمنة أحد مسببات أمراض وضعف المسالك البولية.

مشيرا إلى أن هناك علاقة بينهما إذ تسبب السمنة الخمول البدنى والجلوس لفترات طويلة يؤدى إلى تطور أعراض ضعف المسالك البولية المنخفضة لدى الرجال وخاصة مشكلة تخزين البول، لافتا إلى أن الخمول البدنى الناتج عن السمنة يؤثر بالسلب على قوة العضلات والأطراف السفلية، التى تساعد الأشخاص على الحركة.

كما أن السمنة المفرطة، لها آثار سلبية على صحة المريض فى مختلف أعضاء الجسم وهذا يتضمن الكلى والمسالك البولية والتناسلية، والأمراض الناتجة عن السمنة كارتفاع ضغط الدم ومرض السكرى، من الأسباب الأكثر شيوعا للفشل الكلوى لدى البالغين، إذ إن الكثيرين من المصريين لا يتبعون نظاما غذائيا صحيحا، وهذا ما يؤدى إلى أمراض السمنة، كما أنه يجب الابتعاد عن تناول الأكلات الضارة أو التى تحتوى على نسبة مواد حافظة عالية، بالإضافة إلى الابتعاد عن تناول اللحوم المصنعة وأكلات المطاعم والأكلات الدسمة، كما أن ممارسة الرياضة ستساعد على إنقاص الوزن، وتحسين كفاءة القلب والأوعية الدموية، كما تقلل من الضغط العصبى والنفسى بشكل كبير.