رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

محللون: اعتراف إسرائيل بقصف مواقع إيرانية بسوريا يغيير خطط المواجهة

اعتبر محللون إسرائيليون، اليوم الأحد، أن اعتراف إسرائيل الفوري بمسؤوليتها عن الغارات التي استهدفت مواقع تابعة لفيلق القدس الإيراني، ولميليشيا شيعية في دمشق، تغيير جوهري في سياسة مواجهة ما تسميه "التموضع الإيراني في سوريا"، فيما اعتبرها البعض رسالة لروسيا عما تفعله إيران في سوريا .

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لهيئة البث الرسمية، صباح الأحد، إن هدف هذه العملية هو نقل رسالة لطهران مفادها لا حصانة لها في أي مكان، وأضاف كاتس، "لولا النشاطات الإسرائيلية على مدى السنوات الأخيرة، لوصل عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا الى 100 ألف".

وقال الهدف من العملية هو ضرب رأس الأفعى، وإيران هي رأس الأفعى، وتابع ويجب نزع أنيابها؛ وهما فيلق القدس، وقائده قاسم سليماني.

من ناحيته، قال وزير الطاقة يوفال شتاينتس، في مقابلة مع إذاعة "103 FM" العبرية، إن "المعركة ضد إيران واسعة وطويلة، لأن طهران تحاول السيطرة على كل الشرق الأوسط، لتكون قادرة على توجيه الضغط ضد إسرائيل".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، ليلة السبت، أن "قواته أغارت على عدد من الأهداف التابعة لفيلق القدس الإيراني في قرية عقربا، جنوب شرق دمشق" ،واتهم البيان، النظام السوري بأنه مسؤول عن محاولة فيلق القدس والميليشيات الشيعية تنفيذ هجوم ضد إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة.

ومن جانبها، قالت الوكالة الرسمية للنظام السوري، إن مضادات الدفاع الجوي تصدت لصواريخ معادية في سماء دمشق، وأسقطت معظمها في المنطقة الجنوبية قبل أن تصل إلى أهدافها.

 الهجوم يكشف لروسيا عن النشاطات الإيرانية في سوريا

فيما ذهب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية رون بن يشاي، إلى إن قرار إسرائيل الإعلان عن مسؤوليتها عن الهجوم هدفه ردع الإيرانيين من تكرار محاولات شن هجمات ضدها، ولتوجيه رسالة لإيران عن حجم الاختراق الاستخباري الذي يعانون منه.

وتابع بن يشاي، أن هناك سببا آخر لكشف إسرائيل عن مسؤوليتها عن الهجوم، وهو للكشف لروسيا وللعالم عن مواصلة استخدام إيران الأراضي السورية كقاعدة لتسوية حسابها مع إسرائيل، حتى من داخل مساحة الثمانين كيلومترا التي تعهدت روسيا بأنها ستمنع تنفيذ عمليات ضد إسرائيل انطلاقها منها.

واعتبر أن "المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران تتوسع، كما أن القصف الإسرائيلي الذي أحبط هذه العملية والإعلان عنه، رسالة من إسرائيل إلى قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حول ما يمكن أن يواجهه في المستقبل إذا تصاعدت المواجهة"، وأوضح بن يشاي، "تركز عمليات إسرائيل ضد أهداف إيرانية في العراق دفع طهران إلى محاولة تنفيذ هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية".

لكن المحلل العسكري الإسرائيلي لم يستبعد أن تواصل إيران محاولاتها للانتقام رغم إدراكها لحجم الاختراق الاستخباري في صفوف قواتها، لذلك يرى بن يشاي أن الهجوم الإسرائيلي ليس الكلمة الأخيرة في المواجهة بين الطرفين.والسبت، قال نتنياهو، إنه أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وذكر في تغريدة على حسابه على تويتر، "أنهما ناقشا التطورات الإقليمية والوضع في سوريا، مع التأكيد على تعزيز منظومة التنسيق العسكري بينهما"، في إشارة إلى التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والقوات الروسية الموجودة في سوريا.

التغيير الإسرائيلي في مواجهة إيران

من ناحيته، قال محلل الشؤون العسكرية في القناة 12 العبرية روني دانييل، إن الهجوم الإسرائيلي والإعلان عنه أنهى حالة الغموض التي كانت تتبعها إسرائيل في حملتها العسكرية ضد التموضع الإيراني في سوريا، وأضاف أن هذا التطور قد يكون تغييرا في استراتيجية إسرائيل في مواجهة إيران.

وقال دانييل، إن "العملية تضع متخذي القرار السياسي في تل أبيب أمام أسئلة كبيرة مثل: هل ستتبنى إسرائيل سياسة الإعلان عن الهجمات التي تنفذها؟ وهل ستسعى لتجنيد دعم دولي خاصة من قبل الولايات المتحدة، من أجل زيادة الضغط على إيران؟ وهل سيحول الإيرانيون سوريا إلى قاعدة لهم لشن هجمات على إسرائيل؟

وتابع دانييل، "ستبقى هذه الأسئلة ماثلة أمام الجميع في منطقة الشرق الأوسط، والتصعيد الحقيقي قد يكون واردا، بالمقابل قد تؤدي هذه العملية إلى ردع إيران وأتباعها في سوريا".