رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

السيسى يعرض آمال مصر وأفريقيا أمام الدول العظمى فى قمتى «جى 7» و«تيكاد»

السفير الياباني: مشاركة مصر تعطى زخما للعلاقات الثنائية

حجازى: الرئيس يناقش حق أفريقيا ومصر فى نقل التكنولوجيا المتطورة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية

رمضان قرنى: التحركات الخارجية المصرية تخدم القضايا الأفريقية

 

تتوجه أنظار العالم خلال الأسبوع المقبل إلى فرنسا واليابان اللتين تشهدان قمتين عالميتين هما مجموعة السبع الصناعية الكبرى وقمة تيكاد السابعة، والتى يحمل فيهما الرئيس عبدالفتاح السيسى على عاتقه مصالح ورؤى التقدم والتنمية ونقل التكنولوجيا المختلفة إلى بلادنا والقارة الأفريقية.

ففى فرنسا تنعقد قمة رؤساء الدول والحكومات فى مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، فى مدينة بياريتز، والمقرر لها أن تناقش العديد من القضايا الهامة والمحورية التى تشغل اهتمام العالم بما يسهم فى تحقيق الطفرة المطلوبة واللازمة فى الأداء الصناعى بهذه الدول، وتأتى مشاركة الرئيس السيسى، تتويجا لدور مصر الريادى فى مجالات عديدة خاصة بعد نجاح القيادة السياسية الحالية فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، والتى ساهمت فى نقلة حضارية للاقتصاد القومى، إذ تشكل هذه القمة حدثا محوريا فى فترة الرئاسة الفرنسية لمجموعة الدول السبع التى وضعت مكافحة أوجه انعدام المساواة فى محور المناقشات الجارية.

ومجموعة الدول السبع تضم كلا من «فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وكندا والاتحاد الأوروبى»، ويجمع المؤتمر بصيغته المتجددة عددا من البلدان الشريكة، ويأتى على رأسها مصر، وبلدان أفريقية أخرى من أجل طرح حلول مشتركة فعلية لمكافحة جميع أشكال اللا مساواة.

ومنذ انطلاقها عام 1993، تعتبر قمة طوكيو الدولية للتنمية الأفريقية «تيكاد» واحدة من أهم الاجتماعات المعنية بتنمية أفريقيا من خلال التعاون مع اليابان، إلا أن «تيكاد» هذا العام والمنتظر عقدها خلال الفترة من 28 حتى 30 أغسطس الجارى فى مدينة يوكوهاما، تختلف عن سابقيها فى أنها تعقد فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، ويشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر كرئيس لمصر وللاتحاد الأفريقى.

وتنظم «تيكاد» بمشاركة عدد من المنظمات الدولية للحكومة اليابانية وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة الإنمائى (UNDP)، ومفوضية الاتحاد الأفريقى (AUC) والبنك الدولى، وكان «تيكاد 1» مجرد البداية التى فتحت الباب لمزيد من الاستثمارات اليابانية والتعاون بين الجانبين، إذ أسفر المؤتمر الأول عن «إعلان طوكيو للتنمية الأفريقية»، وفقا لوزارة الخارجية اليابانية، واتفقت الدول الأفريقية الـ48 المشاركة فى المؤتمر على الإعلان الذى تضمن أهدافا لتنمية هذه الدول، ودعم القطاع الخاص، والتعاون الدولى والإقليمى.

من جانبه قال السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية السابق إن مشاركة مصر فى قمة الشراكة من أجل التنمية الأفريقية «تيكاد 7»، والتى تعقد هذا العام بعنوان «الشعوب والتكنولوجيا والتنمية»، تعكس أهمية ما ينقل فى مجال التنمية إلى القارة السمراء.

وأشار حجازى فى تصريح لــ«الزمان» إلى رسالة نشرها الرئيس عبدالفتاح السيسى على موقع وزارة الخارجية اليابانية، أعرب فيها عن خالص تقديره لشعب وحكومة اليابان لاستضافتها اجتماعات مؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية الأفريقية «تيكاد 7»، وأكد على أهميتها للقارة وأنها أثبتت منذ انطلاق قمتها الأولى عام 1993 أنها إحدى المنصات الهامة التى تجمع مختلف الشركاء معا لدعم أفريقيا وتطلعاتها التنموية.

وشدد حجازى على قوة الشراكة المصرية اليابانية وما تعيده على أفريقيا من تطور وتنمية فى مجلات الصحة والثقافة والاقتصاد والبنية التحتية وبشرية وتنموية ومالية واجتماعية وتطوير المدن ونقل التكنولوجيا والعمل المالى والمصرفى وتدريب القيادات مما يعود على القارة من تطور.

ولفت حجازى إلى أن حجم العلاقات واللقاءات المتعددة بين السيسى ونظيره اليابانى شينزو آبى تضع مصر فى مكانة متميزة، ولكن الرئيس يشارك حاليا كرئيس للاتحاد الأفريقى مما يتيح له اللقاءات الكبرى مع كافة الشركات ورؤساء الدول الكبرى من أجل تحقيق أكبر مكاسب للقارة، متابعا: القمة ستقدم مصر للمستثمرين كافة بعد الإشادات الدولية بنجاح برنامجها للإصلاح الاقتصادى، مما يجعلها جذابة للاستثمار والمستثمرين.

وفى ذات السياق قال الدكتور رمضان قرنى، خبير الشؤون الأفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، إن مشاركة الرئيس فى قمة «تيكاد» تأتى تكريسا للدور المصرى فى أفريقيا فى الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن مصر تحمل على عاتقها طرح رؤية التنمية الأفريقية المستدامة 2063، والتى تعول القارة على الشركاء المانحين والداعمين فى تمويل تلك الأجندة التنموية.

وأكد قرنى على أن الرئيس خلال تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقى فى فبراير الماضى توجه برسالة إلى الشركاء الدوليين لدعم التنمية والسلم والأمن وبناء القدرات البشرية الأفريقية، وخاصة فى مجالات بعد الإعمار وتسوية النزاعات السلمية.

وتابع أن مصر شرعت فى إحداث التشبيك الثلاثى بين مصر وأفريقيا والشركاء الدوليين من خلال تنظيمها منتدى الاستثمار فى أفريقيا على مدار ثلاث دورات متتالية، من أجل تشابك دولى مع رجال الأعمال الأفريقيين لتحقيق رؤية أفريقية خالصة فى التنمية.

وأضح قرنى أن الشراكة مع اليابان أحد الشراكات العشر الرئيسية والإستراتيجية مع القارة السمراء، مشيرة إلى أن هناك رؤية مصرية وأفريقية تتوافق بشكل كبير مع الحضور المصرى فى تلك القمة.

بدوره أكد سفير اليابان بالقاهرة مساكى نوكى، أهمية مشاركة السيسى بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقى، فى «تيكاد 7»، بمشاركة ألف و500 رجل أعمال يابانى و50 رجل أعمال مصرى.

ولفت السفير إلى أن مشاركة الرئيس السيسى ستكون مشاركة فاعلة وهامة إذ سيرأس مع رئيس الوزراء اليابانى الجلسات الافتتاحية والختامية، بالإضافة إلى مشاركته فى الفعاليات المختلفة التى تعقد على هامش المؤتمر والتى تبلغ حوالى 170 فعالية، كما أن المؤتمر المقبل سيكون أول مؤتمر للتيكاد يحضره رئيس مصرى.

وأشار السفير إلى أن مصر أحد أهم شركاء التنمية لبلاده فى أفريقيا؛ خاصة فى مجال التدريب من خلال استقبال المتدربين الأفارقة، مشددا على أن القاهرة تعد أحد أهم العواصم فى القارة إذ تسهم بفاعلية فى جهود الاندماج والتقدم والاستقرار وتلعب دورا هاما فى تفعيل اتفاقيات التجارة الحرة فى أفريقيا، ما ينعكس على مناخ الاستثمار وهو ما تستفيد منه اليابان.

 

وقال نوكى إن مصر ثالث أكبر شريك تجارى لليابان فى أفريقيا ورابع أكبر دولة بها شركات يابانية، مضيفا أن مصر أجرت إصلاحات اقتصادية هامة بدأت تؤتى ثمارها مع تحسن المؤشرات الاقتصادية المختلفة، وهى عناصر تساهم فى جذب المزيد من الاستثمارات اليابانية لمصر.

 

قمة«G7» بفرنسا

وحول مشاركة الرئيس فى قمة «G7» بفرنسا، بعد توجيه الدعوة له من الرئيس الفرنسى، أكد مساعد وزير الخارجية السفير محمد حجازى أن  السيسى سوف ينقل خلالها هموم وتحديات العمل الأفريقى المشترك ويشاركه فيها رؤساء بوركينا فاسو وروندا والسنغال.

وأشار إلى أن الرئيس سوف يطرح ضرورة الحق فى المساواة والتنمية الاقتصادية، خاصة فى ظل ما تشهده الساحة الدولية من العديد من الاضطرابات والقلاقل، إما بسبب القرارات الأمريكية الحمائية، وهى البعد عما تنص به القرارات الدولية والانفرادية بالقرارات بدلا من التشاور والبحث عن المصالح الوطنية الضيقة، مشيرا إلى أن القمة ستشهد محاولة نزع فتيل الأزمة الامريكية الصينية «الحرب التجارية»، وكذلك الضرائب الباهظة التى وقعها ترامب على المنتجات الأوروبية أيضا، كما أنه سيتم مناقشة قضايا الإرهاب والهجرة أيضا والنزاعات فى الشرق الأوسط وخاصة سوريا وليبيا واليمن، مشيرا إلى أن السيسى سوف يؤكد على أهمية قضايا السلم والأمن والعدالة وتحقيق التنمية فى دول العالم الثالث لمواجهة الإرهاب وغيرها.

من ناحيته، أضاف الدكتور رمضان قرنى أن مشاركة الرئيس أيضا فى قمة «جى 7» بفرنسا تصب فى صالح التحركات الخارجية المصرية التى تتعلق برؤية القاهرة فى القضايا الأفريقية، مشيرا إلى أننا نرى حرصا مصريا كبيرا على المشاركة فى كافة المنتديات الدولية التى تكون أفريقيا جزءا منها.

وأكد قرنى أن الغرض الرئيسى من المشاركة فى كافة المنتديات أن هناك رغبة مصرية قوية لوضع قضايا القارة الأفريقية على أجندة القرار الدولى، وشدد على أن مصر وضعت بشكل واضح القضايا الأفريقية أمام القمة العربية الأوروبية أيضا، خاصة أننا لدينا عدد من المشتركات على رأسها الهجرة والتنمية وإقرار الأمن والسلم ودعم أجندة 2063.