الخارجية: اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية مستقرة والطرفان ملتزمان بها الهلال الأحمر المصري: نراجع شاحنات مساعدات غزة للتأكد من خلوها من أسلحة أو مخدرات أو غيرهما الخارجية: اتصالات مكثفة للتأكيد على رفض مصر لأي محاولة لاقتحام لرفح الفلسطينية بريا الرئيس السيسي يعلن انطلاق البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسى.. انطلاق بطولة الفروسية بعرض الموسيقى العسكرية بدء فعاليات افتتاح البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسي رئيس الوزراء: مصر تدعم جهود استضافة البحرين القمة العربية 33 فى مايو الزمالك يصدر بيانا بشأن إيقاف القيد بسبب مستحقات خالد بو طيب الرئيس السيسي يشدد على ضرورة وقف الحرب ويحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية وزيرة التخطيط: الخطة تستهدف توسيع الحماية الاجتماعية والتعليم والصحة أولوية المحكمة الرياضية الدولية تخطر الجبلاية والزمالك يإيقاف القيد مجلس الوزراء يُصدر قرارات جديدة بشأن صفقة «رأس الحكمة»
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

بلدة الإمام «طنطاوي».. علماء «بلصفورة» يحيون أول حفل لتكريم المتفوقين.. ويسترجعون ذكريات نوابغ القرية

«ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم.. على الهدى لمن استهدى أدلاء، ففز بعلمٍ ولا تطلب به بدلاً.. فالناس موتى وأهل العلم أحياء».. بهذه الأبيات يحث الإمام علي على تعلم العلم، فهو سلاح العالم، به تتقدم وبدونه تنكسر، وينتشر فيها الوبال، قال تعالى: «والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا»، فالتعليم بلا تربية عديم الفائدة.

 هناك بلدة نابعة من صعيد مصر تثمر على مر الزمان علماء وأساتذة جامعات وأشياخ أزاهرة، تعلموا بها ويعلموا الناس، وهي قرية «بلصفورة» التابعة لمحافظة سوهاج.

وممن تعلم فيها واحد من أعلام مشايخ الأزهر إنه الإمام الدكتور الفقيه محمد سيد طنطاوي.


وبذات الصدد، نظم أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية،  حفل تكريم لطلاب القرية المتفوقين في المراحل التعليمية المختلفة برعاية اللجنة العلمية بـ«جمعية نهضة بلدنا للتنمية».

 

وترجع فكرة الحفل إلى الباحث إسلام محمد صابر، المدرس المساعد بكلية الزراعة بجامعة الأزهر بالقاهرة،  تكريمًا لعلماء قريته، وفخرًا وتفاخرًا بالأساتذة والمشايخ الذين تعلموا في البلد الطيبة.

 

وقال«صابر» لـ«الزمان»، إن الهدف من الحفل ذكرى تلقي تعليم الشيخ «طنطاوي» في القرية وغيره ممن تعلموا بها، ونشر الوعي والحث على أهمية العلم بالقرية، مشيرًا إلى أن العلم يجعل الإنسان له قيمة وقامة في بلده ويخدم دينه ووطنه، وينفعه في دنياه.

 

  وجاء ذلك بالتنسيق والتعاون مع الباحث أيمن رجب حمدان المدرس المساعد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بـ«جرجا»، والباحث محمد دياب حمد المدرس المساعد في كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر بالقاهرة.

 وكان الحفل عَقِب نهار يوم السبت الموافق الحادي والثلاثين من شهر أغسطس، وأول الشهر المحرم لعام 2019/1441، والذي يقيمه العديد من أساتذة الجامعات بالقرية، كما شهد الحفل أبناء القرية من أعضاء هيئة التدريس.

 

بينما حضر أيضًا مشايخ العائلات وأبناء وطلاب القرية والقَريات الملاصقة، وأقيمت فاعليات الحفل بمعهد بلصفورة الديني، حيث بدأ الحفل بالعديد من الفقرات من مثل «الوقوف للسلام الوطني، وتلاوة سورة الفاتحة».

 

وافتتح الشيخ إبراهيم أشرف الشريف، المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بقنا، أيات من الذكر الحكيم، ومن جانبه، وقال الشيخ مزارع أبو السعود مهران، شيخ معهد بلصفورة الأزهري، إن المعهد قد مر بمراحل متنوعة في مختلف العصور.

 ولفت «أبو السعود»، إلى الحديث عن أبرز الشخصيات التي ساهمت في إنشاء المعهد، ويعد الأول على مستوى الصعيد والثالث قِدامًا على مستوى القطر المصري، حيث أنشئ سنة 1856 م.

 وثمن «أبو السعود»، جهود الشيخ «علي بدر» المؤسس الأول للمعهد، التي قام بها خلال مسيرته الأبوية والتعليمية، وظهور طلاب ومشايخ وأساتذة جامعات من هذا المعهد العريق، النابع منه حب العلم والعلماء بصفة خاصة والبلد الطيبة بصفة عامة.

 وأشار الدكتور حسن شيخون أحمد، أستاذ النحو والصرف بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، إلى أن هذا الاحتفال يقام للمرة الأولى في القرية بإشراف أعضاء هيئة التدريس من أبناء القرية.

 

وأوضح «شيخون»، أن إقامة هذا الحفل قد واكب احتفال العالم الإسلامي بهجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، وحث طلاب العلم من أبناء القرية والقَريات المجاورة على المثابرة  والاجتهاد وطلب العلم.

 

وتابع أستاذ النحو والصرف، أنه بالعلم تنهض الأمم ويكونوا سفراء لبلدهم وخير من يمثّل القرية من أبنائها في المجالات التعليمية المختلفة، وفي سياق متصل، رحب الشيخ أحمد حسين رشوان، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية السابق، بالسادة الحضور من أبناء القرية والقرى المجاورة.

 

 وعبر «رشوان»، عن سعادته بإقامة هذا الحفل وبأبناء القرية الذين أزروا في إقامة هذا الحفل، مؤكدًا على أنها خطوة مهمة في استعادة القرية لمكانتها المتميزة في المجال التعليمي وغيره من المجالات الآخرى، وفي خدمة القرية.

 

 ومن جهته، نوه الباحث مصطفى عبد الرحمن أبو شهيد، المدرس المساعد بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، نيابة عن شباب الباحثين من أبناء القرية، عن أهمية العلوم التجريبية والتطبيقية في نهضة البلاد ورقى الأوطان.

 

 وذكر «أبو شهيد»، أنه هناك أساتذة وعلماء من أبناء القرية نبغوا في العلوم التطبيقية والتجريبية وأسهموا في التقدم الحضاري، من خلال ما قدموه من أبحاث، وما انتهوا إليه من نتائج.

 

وتوج الشيخ حسين عطا، مدير منطقة سوهاج الأزهرية، عن جهود أعضاء هيئات التدريس من أبناء القرية في إقامة هذا الحفل من أجل تشجيع الطلاب على طلب العلم.

 

 وأثنى «عطا»، على جميع الحضور والأساتذة والطلاب، لافتًا إلى أن معهد بلصفورة أحد البقاع التي تنتمي إلى المؤسسة الأزهرية، لإقامة حفل تكريم الطلاب من أبناء القرية، ورفع الروح المعنوية للطلاب والتشبث بها.

 

ويلتقط الباحث محمد دياب حمد، المدرس المساعد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة، والباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف التابع لمشيخة الأزهر بالقاهرة، طرف الحديث، منوهًا عن أهمية أن يقام الحفل الأول لأعضاء هيئة التدريس من أبناء القرية في معهد بلصفورة الأزهري.

 

وحرص «دياب»، على أنه لابد من الأهتمام بمثل هذة البلدة، التي تعد رمزًا للعلم وبقعة من أزكى البقاع بالقرية، مشيرًا إلى أنه على مر الزمان تخرج فيه الأجيال والأجيال من داخل القطر المصري.

 

وحمل هؤلاء مشاعل النور والعلم إلى بلادهم، وانتفعوا بما تعلموا فيه، فكان وجود المعهد بالقرية له فضل كبير في ذكرها في الأوساط العلمية، ومازال المعهد يتخرج فيه أساتذة جامعات وباحثين في مختلف المجالات.

 

وأبرز من تخرجوا بالمعهد من أبناء القرية وممن تلقوا العلم فيها من القرى والبلدان المجاورة لها، من مثل «محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق رحمه الله، والدكتور أحمد طه الريان، أستاذ الفقه المقارن، وشيخ المذهب المالكي في مصر»، حيث كانت «بلصفورة» بالنسبة لهم منبعًا للعلم.

 

 وتناول مقدم الحفل، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، واحدًا من أعلام قرية بلصفورة وأحد أبنائها الذين ذاع صيتهم في القطر المصري، إنه الشيخ «علي يوسف»، جليس الخديوي عباس حلمي الثاني، والصديق الشخصي له.

 

 والشيخ من أبرز الشخصيات بالقرية، حيث نشأ بها، ويعد الرئيس الأول لجريدة «المؤيد»، وكانت له صولات وجولات فيها، ويعتبر الشيخ صاحب جريدة «المؤيد» لما له من انتقادات شدة ضد الحكم الإنجليزي آنذاك.

 

 وآنئذ، قام بإنشاء «حزب الإصلاح الدستوري» سنة 1906، ومجلة «الأداب»، وواحدًا من أهم الداعين لإنشاء الجامعة المصرية، بالإضافة إلى إنشاء جمعية الهلال الأحمر المصري سنة 1911.