رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

«الخارجية الفلسطينية» تحذر: استهداف الأقصى مدخل لفرض الحل الديني للصراع

حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من استمرار دعوات استهداف المسجد الأقصى المبارك من قبل المنظمات اليهودية والاستيطانية الإسرائيلية المتطرفة، بما يهدف إلى تحويل وحرف طابع الصراع من صراع سياسي إلى ديني.

 

وقالت "الوزارة" في بيان صادر عنها، اليوم الأحد، إنها ترى "أن مواقف وإعلانات وقرارات ترامب وفريقه المنحازة بشكل كامل لليمين الحاكم في إسرائيل تشكل مظلة لتلك الدعوات الاستعمارية، وتشجع اردان وامثاله على التمادي في تنفيذ مخططاتهم الهادفة الى تهويد الأقصى وباحاته، بما يؤدي ليس فقط الى تحويل طابع الصراع من سياسي الى ديني، وإنما الى فرض مرجعيات ومقولات واسس الحل الديني للصراع الذي يعترف بسيطرة ديانة واحدة على المقدسات بديلًا لمرجعيات السلام الدولية، بما يعنيه ذلك من محاولة أمريكية إسرائيلية مكشوفة لإخفاء الاحتلال والاستعمار والهروب من استحقاقات إنهائه وفقًا للشرعية الدولية وقراراتها والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

 

وأضافت "الخارجية" أنها "تنظر بخطورة بالغة لحملات التحريض المتواصلة وواسعة النطاق التي يطلقها اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل وأركانه وجمعياته ومنظماته الاستيطانية، وفي مقدمتها ما تسمى منظمات (جبل الهيكل) والحاخامات المتطرفين والمدارس الدينية الاستيطانية، التي تدعو بشكل علني وتطالب بتصعيد العدوان على المسجد الاقصى المبارك واستباحته بالكامل، سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال عديد اليافطات التي تنتشر في شوارع واحياء المتدينين المتطرفين وفي المستوطنات، أو عبر تصريحات ومواقف معادية واستفزازية يطلقها اكثر من مسؤول في دولة الاحتلال، كان أخرهم ما يسمى بوزير الامن الداخلي، جلعاد أردان، الذي بات يمثل اليمين في اسرائيل في تكرار مواقفه ودعواته لتصعيد الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، والذي شكل مظلة رسمية لعديد التدابير والاجراءات الاحتلالية الهادفة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس والمسجد الأقصى المبارك منذ ما قبل احتلال المدينة عام 1967، بما في ذلك الزيادة الملحوظة في اعداد ونوعية المقتحمين، بحيث تجاوزت في العام الماضي 35 ألف مستوطن، ومواصلة تكريس التقسيم الزماني للمسجد ريثما يتم تقسيمه مكانيا، وممارسة اقسى التضييقات والعقوبات والملاحقات، ليس فقط على المصلين وإنما على الأوقاف الاسلامية ورجالاتها وحراس المسجد الاقصى، من تنكيل وحجز الهويات والابعاد والاعتقالات، والهادفة الى سحب ومصادرة صلاحيات الاوقاف الاسلامية، وبما في ذلك ايضا السماح بالاقتحامات وبشكل غير مسبوق في المناسبات الدينية الاسلامية كما حصل في أول ايام عيد الأضحى، ومحاولة السيطرة الكاملة على عديد الأبواب المؤدية الى الأقصى وإفراغها من المسلمين كما يحدث بشكل متواصل في باب الرحمة ومصلاه".

 

واعتبرت وزارة الخارجية، أن مواقف أركان الصهيونية الدينية، ووعود "أردان" المشؤومة بالسماح للمستوطنين بحرية اداء شعائرهم التلمودية في الأقصى، هي اعترافات إسرائيلية رسمية بحقيقة المخططات التي تنفذها سلطات الاحتلال بشكل يومي للحرم القدسي الشريف، وتفسيرا لا لبس فيه، وشرحا لمعاني توسيع دائرة الجمهور المستهدف في إسرائيل للمشاركة في تلك الاقتحامات. وقالت "لم يقف اردان عند هذا الحد بل حاول اعطاء الشرعية لتغيير معاهدة السلام مع المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة، معتبرا انه بصدد عدم التصالح مع "خطأ تاريخي تم ارتكابه" على قاعدة أن "المبادئ تتغير مع الوقت"، معترفا من جديد ان الهدف هو فتح ابواب المسجد الأقصى للمستوطنين لممارسة شعائرهم الدينية".

 

وأكدت الوزارة، في هذا السياق، على أن شعبنا وقيادتنا والمقدسيين المرابطين الصامدين قادرين على اسقاط الحلول الدينية للصراع، كما سيسقطون الحلول المجتزئة والصفقات والمشاريع التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا العادلة والمشروعة.