رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

خبراء: زيارة بوتين للخليج دليل على زيادة نفوذه فى الشرق الأوسط.. وفشل إدارة ترامب مهدت الطريق لموسكو

خيبات الأمل الأمريكية تدفع العرب إلى أحضان الدب الروسى

الملك سلمان وبوتن
الملك سلمان وبوتن

تعد زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إلى منطقة الخليج، خاصة الإمارات والسعودية الأولى له منذ 12 عاما، حيث استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، بوتين، فى قصر اليمامة بالرياض.
وأقيمت له مراسم استقبال رسمية، تدل على أن المشهد السياسى السعودى والخليجى مشبع بخيبات الأمل من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى لم يستطع أن يقوض النفوذ الإيرانى فى المنطقة، ولم يستطع أيضاً حماية حلفائه فى الخليج من الجماعات المدعومة من قبل إيران، خاصة تلك التى لم تتوقف صواريخها وطائراتها المسيرة عن استهداف الأراضى السعودية من اليمن، وبذلك تتجه المنطقة إلى روسيا.
ويرى مراقبون أن زيارة بوتين لحليفة واشنطن السعودية دليل على زيادة نفوذ الرئيس الروسى فى الشرق الأوسط، فعشية زيارة بوتين كانت القوات الأمريكية تنسحب من شمال سوريا فى الوقت الذى أبرم فيه حلفاؤها الأكراد اتفاقاً مع الجيش السورى المدعوم من روسيا بهدف "صد الهجوم العسكرى التركى".
ومن جانبه أكد الدكتور سيد مجاهد خبير العلاقات الدولية، أن الزيارة جاءت للترويج لمنظومة الدفاع الروسية التى أكدت كفاءتها، مشيرا إلى أن بجانب مناقشتها تعميق العلاقات بين البلدين.
وأوضح أنه سبق وأن عرضت موسكو تزويدها ببعض منظومة صواريخ روسية، "ربما تشهد المحادثات الملف الإيرانى وكيفية تحسين العلاقات بين البلدين".
وأضاف مجاهد أن زيارة الرئيس الروسى للشرق الأوسط بهدف سعى روسيا لتوطيد نفوذها فى الشرق الأوسط، موضحا أنها تحاول منذ سنوات خلق علاقات جيدة مع دول الخليج، لذلك أجرت زيارات لدول الخليج، ومن المرجح أن تشهد الفترة القادمة زيارات روسية لعدة دول خليجية.
ومن جانبه قال أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن: زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تكتسب أهمية فائقة، وذلك لثلاثة أسباب على الأقل، أولها تاريخى، وثانيها بنيوى، وثالثها يتعلق بالتوقيت.
وأضاف يوسف أن الخليج الآن يعمل على القوة الموازنة على قمة النظام الدولى تبقى أساسية، مشيرا إلى أنه نُسِب للزعيم الهندى نهرو، أحد الزعماء الثلاثة لحركة عدم الانحياز فى خمسينيات القرن الماضى وستينياته، القول: "لو لم يكن الاتحاد السوفيتى موجوداً لاخترعناه" فى إشارة إلى أهمية القوة الموازنة فى قمة النظام الدولى والتى غابت فى الفترة الماضية بسبب سيطرة أحادية من جانب الولايات المتحدة.
وأكد يوسف أنه هذه الأهمية أكثر إذا أخذنا توقيت الزيارة الحالية فى الاعتبار، فهى تتم فى وقت تمر فيه المنطقة بحالة من التوتر الذى قد يفضى إلى صدام، مشيرا إلى أنه فى هذه الظروف سوف يكون من المفيد الاستماع إلى الأفكار الروسية بشأن تهدئة التوتر والخروج من الأزمات الراهنة والتفاعل مع هذه الأفكار.
وفى ذات السياق أوضح الدكتور أيمن سلامة أستاذ العلوم السياسية، أن روسيا كانت تعمل منذ سنوات على توطيد علاقاتها بدول الشرق الأوسط، موضحا أن الولايات المتحدة كانت دائما ما تمنعها من هذه المحاولات بتحسن علاقتها بشكل مستمر مع الشرق الأوسط.
وشدد سلامة على أن الفترة الحالية تشكل الفرصة المثالية لروسيا لتوطيد علاقتها بدول الشرق الأوسط، موضحا أن الهجوم الداخلى الذى يتعرض له ترامب تسبب فى محاولة انسحابه من الشرق الأوسط، ففى الأسبوع الماضى تم سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وفى وقت سابق أعلن نيته سحب القوات الأمريكية من ليبيا.
وأكد سلامة على أن الوقت الذى عزلت فيه واشنطن نفسها عن محاور أساسية بالشرق الأوسط كطهران ودمشق، وتمتعت بعلاقات مميزة مع دول الخليج وتركيا؛ كانت موسكو الوحيدة التى تتمتع بعلاقات طيبة وفعالة مع كل تلك الأطراف المتناقضة، كالسعودية وإيران وتركيا وسوريا وحتى مع إسرائيل، وهو أمر يعد إرباكاً لأمريكياً فتح أبواب الشرق الأوسط أمام روسيا لالتهامه.