تقارب خليجي إسرائيلي لمواجهة التحديات الإيرانية

شاركت إسرائيل من خلال وفد رسمي، في مؤتمر دولي لبحث سبل التصدي لهجمات إيران في الخليج العربي خلال الأشهر القليلة الماضية في العاصمة البحرينية المنامة، ومثلت رئيسة الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية، دانا بنفينستي جباي، إسرائيل في مؤتمر المنامة المعني بأمن الملاحة الجوية والبحرية، وذلك وفقا لموقع "تايمز أوف إسرائيل".

ويعد الاجتماع الذي تستضيفه كل من البحرين والولايات المتحدة وبولندا، جزءًا من "عملية وارسو"، التي بدأت في فبراير من العام الجاري بهدف مواجهة إيران وشيطنتها وانعقد في العاصمة البولندية، بحضور ممثلي الدول إلي جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليتجه تركيز المؤتمر فيما بعد على السعي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

 

بحث ممثلو أكثر من 60 دولة مشاركة في مؤتمر المنامة خلال يومين، تنسيق الجهود لمواجهة الهجمات المتكررة ضد السفن والمنشآت النفطية في الخليج والتي اتهمت إيران بالوقوف وراءها، وهو أول مؤتمر دولي ينعقد في الخليج لبحث أعمال طهران العدائية وفشل سياسات الولايات المتحدة في كبح جماحها، وصرح وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة خلال افتتاح المؤتمر "علينا جميعنا تبنى موقف جماعي، لاتخاذ الخطوات الضرورية لحماية بلداننا من الدول المارقة".

 

فيما أشارت وزارة الخارجية البحرينية في تغريدة على حسابها في موقع التدوينات القصيرة تويتر أن: " الاجتماع سيشكل فرصة للتشاور وتبادل الرؤى بين عديد من دول العالم، للوصول إلى السبل الكفيلة بردع الخطر الإيراني وضمان حرية الملاحة في هذه المنطقة الاستراتيجية للعالم أجمع"، مضيفة أن الاجتماع "يأتي في إطارالدورالذي تضطلع به مملكة البحرين للمساهمة في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وإدراكاً منها للمخاطر التي تهددها في ظل ممارسات إيران التي تشكل خطراً كبيراً على الملاحة البحرية والجوية، وتجسيداً لسياسة البحرين المرتكزة على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة جميع المشكلات والأزمات التي تهدد الأمن والسلم الدوليَّين".

 

وقالت الدكتورة هبه شكري المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، إن مؤتمر المنامة يعد أول مؤتمر دولي ينعقد لمناقشة كيفية التصدي للخطر الإيراني، وجاء عقب حدوث سلسلة من الهجمات الإيرانية حدثت في الأشهر الأخيرة، طالت سفن النفط الخليجية في منطقة الخليج العربي، وكان أخرها حادث أرامكو في السعودية.

وأضافت أن الولايات المتحدة قامت بعدة محاولات لإنشاء تحالف دولي لحماية الخليج نتيجة زيادة التحرشات الإيرانية، وأرسلت قوات أمريكية محدودة إلى السعودية إلا أنها فشلت في بناء التحالف بسبب خوف الدول الأوروبية من الإنخراط في مواجهة إيران .

 

ومن جانبها اعتبرت شكري أن مشاركة الوفد الإسرائيلي في المؤتمر "طبيعية " خاصة مع وجود تقارب كبير في الفترة الأخيرة بين إسرائيل ودول الخليج وعلى رأسها البحرين، مشيرة أن البحرين في وقت سابق قامت بتعيين سفيرة يهودية الأصل، كما أن هناك باستمرار تصريحات من وزير الخارجية البحريني تدافع عن إسرائيل ووجودها وحقها في الدفاع عن نفسها.

 

وذكرت شكري أن حضور إسرائيل للمؤتمر كان "طبيعي" لأنه كان بموافقة من الولايات المتحدة الأمريكية وبرعايتها لمجابهة إيران من خلال عمل تحالف دولي ، لذا فطهران هي العامل المشترك لحدوث التقارب بين دول الخليج وإسرائيل وأمريكا .

 

ويذكر أن إسرائيل حضرت الاجتماع بوفد رسمي، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية معلنة مع هذه المملكة البحرين، وذلك عقب 4 أشهر على مشاركة مماثلة في "ورشة البحرين" المعنية بالشطر الاقتصادي من "صفقة القرن" .