رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

3 ملفات شائكة ينجزها الرئيس السيسي في «قمة سوتشي»

موسكو وواشنطن يتوسطان لإنهاء أزمة سد النهضة.. وبوادر جديدة لعودة السياحة الروسية.. وزيادة حجم الاستثمار فى القارة السمراء

أنجز الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، عددا من الملفات المحورية والشائكة خلال ترأسه القمة "الأفريقية-الروسية" التى عقدت لأول مرة فى مدينة سوتشى الأربعاء الماضى ولمدة يومين، حيث نجح فى إعادة المباحثات المتأزمة بشأن سد النهضة، وإعلان الولايات المتحدة وروسيا رغبتهما التوسط فى مباحثات سد النهضة المتعثرة بما يعد إنجازا للقيادة السياسية.

وكانت مصر قد قبلت دعوة أمريكية للاجتماع فى الولايات المتحدة بشأن أزمة مشروع سد النهضة الإثيوبى، وفى الوقت ذاته تستعد روسيا، للتدخل بين القاهرة وأديس أبابا.

وأعلن مبعوث الرئيس الروسى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، أن روسيا مستعدة للتوسط بين إثيوبيا ومصر حول مسألة بناء سد النهضة على نهر النيل.

وقال "بوجدانوف" على هامش قمة "روسيا-أفريقيا" فى سوتشى: "إذا طلبوا منا، فنحن على استعداد دائما، لدينا علاقات ممتازة مع أديس أبابا والقاهرة، وبالطبع ناقشنا هذا الموضوع أكثر من مرة، إذا كانت وساطتنا مطلوبة فنحن دائما على استعداد".

وأيضا من الملفات الهامة التى حملها الرئيس السيسى، خلال القمة الأفريقية، أزمة عودة السياحة الروسية واستئناف الرحلات الجوية بشكل كامل لجميع المطارات المصرية، خاصة بعد إنجاز عمليات تأمين المطارات بشكل كامل وفقا للمعايير والضوابط الدولية.

كما أنجز الرئيس السيسى، اتفاقيات هامة تتعلق بزيادة حجم الاستثمارات الروسية فى القارة الأفريقية، وخاصة فى مجال التقنيات النووية فى خدمة تنمية القارة السمراء، حيث بلغت قيمة المبادلات التجارية بين روسيا وأفريقيا فى 2018 عشرين مليار دولار، أى ما يعادل نصف قيمة المبادلات مع فرنسا وأقل بعشر مرات من المبادلات مع الصين.

فيما أعلن بوتين الأربعاء، عند افتتاحه لأعمال القمة أن روسيا تريد أن تضاعف مبادلاتها التجارية مع أفريقيا "كحد أدنى" فى السنوات الخمس المقبلة.

وقال بوتين، فى الجلسة العامة للقمة، إن روسيا تصدر حاليا ما قيمته 25 مليار دولار من المواد الغذائية وهو أكثر مما نصدره من الأسلحة التى تشكل 15 مليار دولار".

وأضاف: "نحن قادرون على مضاعفة هذه التبادلات كحد أدنى خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة".

أما الرئيس السيسى، أكد فى كلمته بالقمة، أنّ التعاون مع الدول الأفريقية يجب أن يستند إلى مبادئ المصلحة المشتركة والملكية الأفريقية، فى إطار يهدف إلى دعم التنمية الشاملة والمستدامة فى القارة الأفريقية من خلال 3 ركائز، وهى: الإسراع فى التحول الاقتصادى وتحسين مناخ الأعمال من خلال شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية، وتعزيز السلم والاستقرار وفق الرؤية الأفريقية الواردة فى أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة الأممية 2030".

ولفت إلى أن الجانب الروسى شريك للدول الأفريقية، مؤكدا أن الدول الأفريقية تتطلع إلى مساهمة روسيا فى دعم جهود التنمية فى أفريقيا والمساهمة فى تمويل وتنفيذ مشروعات البنية التحتية بالقارة الأفريقية، خاصة مشروعات توليد الطاقة ومشروعات ربط الطرق.

وأشار إلى مصر تطلع إلى مساهمة روسيا فى جهود التنمية فى أفريقيا، مؤكدا الاهتمام بسرعة الانتهاء من إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى مصر.

كما أكد الرئيس السيسى، أهمية التعاون بين مصر وروسيا والانتهاء من تسوية مشروع الضبعة مؤكدا التعاون بين مصر وروسيا فى محاربة الإرهاب، وتعزيز التعاون العسكرى بين مصر وروسيا، وسرعة قيام الجانب الروسى بتقديم الدعم الفنى للهيئة النووية المصرية، فضلا عن التعاون فى مجال تطوير السكك الحديدية فى مصر.

واستضافت "سوتشى" الأربعاء، أول قمة روسية أفريقية بحضور عشرات رؤساء الدول والحكومات، برئاسة الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين والمصرى عبدالفتاح السيسى، رئيس الاتحاد الأفريقى فى دورته الحالية، على أن تعقد القمة كل ثلاث سنوات وتناقش العديد من القضايا.

وتضمن برنامج القمة- التى تشكل نسخة عن "منتديات التعاون الصينية الأفريقية" التى سمحت لبكين بأن تصبح الشريك الأول للقارة- سلسلة من القضايا بدءا من "التقنيات النووية فى خدمة تنمية القارة" إلى جعل "المناجم الأفريقية فى خدمة شعوب أفريقيا".

وقال المستشار فى الكرملين يورى أوشاكوف، إن 43 بلدا يمثلها قادتها و11 أخرى سيمثلها نواب رؤساء أو وزراء خارجية أو سفراء"، أى كل الدول الأفريقية الـ54 شاركوا فى القمة.

ومن أبرز القادة رؤساء جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا ونيجيريا محمد بخارى وكذلك شركاء تاريخيون، مثل: الرئيس الأنغولى جواو لورينشو والأحدث عهدا رئيس أفريقيا الوسطى فوستان أرشانج تواديرا، وساحل العاج ممثلة برئيسها الحسن وتارا، ليشكل المنتدى فرصة كبيرة للاهتمام بالمصالح الأفريقية.

موضوعات متعلقة