رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

توك شو

المفكر مراد وهبة: أحداث 11 سبتمبر كانت تستهدف تدمير الثورة العلمية والتكنولوجية

قال الفيلسوف مراد وهبة، إن الانفجار الذي وقع في مدينة نيويورك الأمريكية في 11 سبتمبر 2011 ودّمر مركز التجارة العالمي كان يستهدف تدمير الثورة العلمية والتكنولوجية، موضحًا أن قيمة هذا المركز ليس كونه أمريكاني أو متواجد بالولايات المتحدة الأمريكية، بل قيمته هو أنه كان أعلى مرحلة في الثورة العلمية والتكنولوجية، مضيفًا :" بدون مواربة أو بدون خفاء أي شيء هم أن الأصوليين الإسلاميين وراء هذه التفجيرات".

وأضاف "وهبة"، خلال حواره في برنامج "نطق فكرا"، مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، على شاشة "TeN"، : " لما تدمر هذا المبنى كأنك بتدمر الثورة العلمية والتكنولوجية، بداية القرن الحادي والعشرين كانت بهذا الحادث الإرهابي، الأصوليين بتقول أنا بدمر الحضارة الكافرة ، وبالتالي أصبح التكفير مع التدمير في إطار الأصولية"، موضحًا أن "الرأسمالية الطفيلية" ظهرت في بداية القرن العشرين.

وتابع: " معنى الرأسمالية الطفيلية هي أنها رأسمالية غير منتجة، وتجلب أموالًا من خلال التجارة في المخدرات والسلاح"، كما أن الرأسمالية الطفيلية هي الممول الرئيسي للأصوليات الدينية و أن الرأسمالية الطفيلية كانت تمول الأصوليات الدينية، وتنقسم الأصوليات الدينية إلى عدة أصوليات منها الأصولية الإسلامية وهي أخطرهم، موضحًا أنها هي أخطرهم لأنها هي في الصدارة وليس مثل الأصوليات الأخرى التي تُعد مكلمة للأصوليات الدينية.

وأوضح أن الأصوليات الدينية مُصطلح غربي في الأساس ولكنه شائع في الغرب والشرق ولذلك يّدخل في المسار الحضاري، مضيفا :" عشان نفهم المسار الحضاري يجب أن نعلم أولا أن الأصوليات الدينية تُعني رفض نظرية التطور، الأصولية الدينية تُعني عدم إعمال العقل في النص الديني ورفض أي نظرية علمية تقف ضد التفسير الحرفي للنص الديني، كما أن ما ينطبق على الأصولية الإسلامية ينطبق على الأصولية المسيحية والأصولية اليهودية، حيث إن نظرية التطور مرفوضة من كافة الأصوليات الدينية.

وكشف التعريف الصحيح للإرهاب والحل الأمثل لمواجهته من الناحية الفلسفية، حيث ذكر أن الإرهاب يكون بدايته التكفير، وهي أن تقوم الأصولية الدينية بتكفير شخص معين، مضيفًا :" الأصولية الدينية تقول مثلا الشخص ده بيعمل العقل في النص الديني يبقى كافر، فتنتظر من الشخص أن يعود عن ما يفعله، والشخص أما أن يعود أو يواصل ، إذا واصل ما يفعله يعد في نظرهم كافر عنيد ويجب قتله".

وأوضح الفيلسوف، أن الإمام أبو حامد الغزالي له كتاب مشهور يُسمى "تهافت الفلاسفة"، وهو عبارة حوار طويله بينه وبين نفسه، وهذا الكتاب يّسعى لتدمير الفلسفة الإسلامية، حيث إن الفقرة الأولى في الكتاب تضمنت أن الكتاب الفلاسفة المسلمين كفرة لأنهم تأثروا بالفلسفة اليونانية الوثنية مثل سقراط وافلاطون وأرسطو، مضيفًا :" :" الغزالي سأل نفسه سؤال ، هما طالما كفرة هل يجب قتلهم، فكان رده أنهم كفرة بالقطع، ولم يُجيب على سؤال القتل رغم أنه هو من سأل السؤال لنفسه".

وأكد أن من جاوب على هذا السؤال هم التيارات الأخرى المتشددة حيث حثت على ضرورة قتلهم، وبالتالي نشأ الإرهاب، ومن أجل معالجة ظاهرة الإرهاب يجب أن نمنع تمامًا عملية التكفير، حيث إن الإرهاب يُهدد الحضارة الإنسانية جميعها، حيث إن الدول محكومة بأسواق اقتصادية غير رسمية في حين أن الأسواق الاقتصادية التابعة للدول في تراجع، وبالتالي فإن الاقتصاد النشط دائما يكون خارج إطار الدولة، وهذا يُدمر الدول من الداخل عندما يرتبط هذا الاقتصاد الغير رسمي مع الإرهاب، حيث تُصبح الحضارة في هذه الحالة مهددة بالزوال.

وأوضح أنه من أجل محاربة الإرهاب يجب معرفة جذوره، كاشفًا تفاصيل لقاء جمعه مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقًا، عندما كان وزيرًا للخارجية المصري من أجل دحر الإرهاب، مضيفًا :" عمرو موسى طلب يقابلني وقالي شوف أحنا أمنيا ممكن نخلص على الإرهاب لكن بذوره الفكرية هي دي المشكلة تقدر تساعدنا قولتله أه طبعا أقدر، قالي طب نتعاون"، ساخرًا :" وكانت الجلسة الأولى والأخيرة".