رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

اقتصاد

«المحطات النووية» تحصل على إذن قبول الضبعة الشركة الروسية تبدأ فى التنفيذ منتصف 2020

شهد الأسبوع الصناعى الكبير، الذى أقيم خلال الأيام الماضية إقبالا مكثفًا لما يزيد عن 2000 شخص من موردى ومقاولى الصناعة النووية فى العالم، منهم 20% من الجانب الروسى والباقى من الشركات المصرية، وذلك استعدادًا لتنفيذ أول محطة للطاقة النووية فى مصر، حيث تسعى حاليا الشركة الروسية، للحصول على الضوء الأخضر لبدء تنفيذ المشروع النووى بالضبعة منتصف العام المقبل.
وشاركت الشركة الروسية روساتوم بجناح كبير فى المعرض، قامت من خلاله بشرح وافٍ لنظام مشتريات المؤسسة الروسية، والكشف عن معلومات حول المناقصات الحالية والمستقبلية لمشروع المحطة النووية المصرية، والتى تعد فرصا واعدة للموردين والمقاولين المحتملين لمشروع الضبعة.
ومن المعروف، أن شركة روساتوم الروسية تحتل المرتبة الأولى فى العالم فى تخصيب اليورانيوم، والثانية فى العالم من حيث احتياطى اليورانيوم، كما أنها بالمركز الرابع من حيث إنتاجها، باعتبارها توفر 17% من سوق الوقود النووى، وتوحد أكثر من 400 مؤسسة ومنظمة، بما فى ذلك أسطول كاسحات الجليد النووى الوحيد فى العالم، الذى يعمل بها نحو 250 ألف شخص، وهو الأمر الذى ترتب عليه اختيار مصر لتقود عملية تنفيذ المشروع النووى المصرى.
وعلى هامش المنتدى الثانى لموردى ومقاولى إنشاء مشروع الضبعة النووى، الذى عقد أمس بالتعاون مع هيئة محطات الطاقة النووية، أعلن خبراء الطاقة النووية ورؤساء شركة روساتوم، عن طرح ما لا يقل عن 150 مناقصة عالمية ومحلية لهذا المشروع الضخم، وتقوم الشركة، بعرض 10 مناقصات حتى الآن، مؤكدين أن المحطة تتكون من أكثر من 200 مبنى.
ومن المقرر أن تحصل روساتوم على إذن البدء فى تنفيذ الأعمال الرئيسية للمشروع منتصف 2020.
وأكد الدكتور أمجد الوكيل، أن مشروع المحطة النووية المصرية يعتبر أكبر مشروع فى تاريخ مصر، مطالبا بضرورة تضافر جميع الجهود المبذولة من الجهات المشاركة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية منه، والتى فى مقدمتها رفع نسب المشاركة الوطنية، مشيرا إلى أنه تم مراعاة هذا البند عند إعداد عقود تنفيذ المشروع، حيث تم استهداف نسبة 20% كحد أدنى لنسبة المشاركة المحلية للوحدة النووية الأولى وصولا إلى نسبة 35% على الأقل للوحدة النووية الرابعة، مما يستوجب التنسيق الدائم والمستمر للوصول إلى تحقيق النسب المستهدفة، والتى تعتبر المحرك الرئيسى لتحديث الصناعة والارتقاء بكوادرها البشرية.
وأضاف أنه جارٍ حاليا عمل دراسة جدوى من أجل تصنيع بعض أجزاء المفاعلات النووية بمصر، ومن المنتظر أن يتم التوسع فى التصنيع المحلى لهذه الطاقة فى مصر، بحيث تصل إلى 35% عند استلام المفاعل الأربعة فى 2029.
من ناحيته، قال كيريل كوماروف، النائب الأول للمدير العام لشركة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية، على هامش المنتدى، إنه رغم وجود العديد من المحطات النووية العالمية، إلا أن محطة الضبعة المصرية ستكون الأكثر أمانا والأحدث على مستوى العالم، مشيرا إلى أن الشركة تسعى فى الوقت الحالى لبناء وتنفيذ ما يفوق عن 22 مفاعلا نوويا حول العالم، وبالتالى تعتزم أيضا توطين التكنولوجيا النووية فى مصر، وذلك من خلال توريد الوقود النووى على مدار عمر المحطة النووية بالضبعة عقب الانتهاء من تنفيذها، إلى جانب إنشاء محطات لتخزين النفايات الخاصة بالمحطة.
وتوقع أيضا أن تقوم الشركة بإنشاء مشروعات ضخمة فى مصر، مثل: الأهرامات والسد العالى بالتعاون مع الشركات المصرية فى المرحلة المقبلة.
وفى سياق متصل، أوضح ألكسندر فورونكوف مدير المركز الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى روساتوم، أن مشروع الضبعة النووى سيتم بأحدث التكنولوجيا الموجود فى العالم، والتى ستتناسب مع معايير السلامة الروسية والدولية، بما فى ذلك منظمة الطاقة الروسية.
وفيما يتعلق بالشركات و‬المصانع‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬محطة‭ ‬الضبعة، أشار إلى أن الشركة تعتمد فى المقام الأول على‭ ‬المناقصات‭ ‬والتى بشأنها تظهر‭ ‬الشركات‭ ‬المصرية‭ المؤهلة ممن ‬تتوافر‭ ‬فيها‭ ‬الشروط، وذلك يتم من خلال ‬لجنة‭ ‬التقييم.
أيضا أن مكونات‭ ‬المحطات‭ ‬النووية‭ ‬متعددة وبالتالى لا‭ ‬يمكن‭ ‬لجانب‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬يوفرها‭ ‬من‭ ‬مصدر‭ ‬واحد،‭ ‬والشركة تسعى باستمرار ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬استقدام‭ ‬المكونات‭ ‬اللازمة‭ ‬من أجل تنفيذ‭ ‬المفاعلات‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬مختلفة‭ ‬ومحلية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الكفاءة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعملية.
واستطرد قائلا: "رغم كل ذلك فإن دور شركة روساتوم هام جدا فى توافر هذه المكونات‭ ‬هذا بخلاف‭ ‬أهميتها‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المحطة‭ ‬مثل‭ ‬قلب‭ ‬المفاعل".

موضوعات متعلقة