رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

”بعد تلقيها الضوء الأخضر من أمريكا ”.. أنقرة تساوم القارة العجوز بورقة الدواعش

جددت العاصمة التركية أنقرة تهديدها لدول الاتحاد الأوروبي، ولكن في هذه المرة ارتفعت حدة التهديد بأنها ستعيد الدواعش ذوي الأصول الأوروبية لبلادهم، ولن تبقيهم على أراضيها، ووفقا لوكالة رويترز، هدد وزير الداخلية التركي، سليمان سويلو، بإعادة سجناء تنظيم داعش الإرهابي إلى بلدانهم الأصلية في الدول الأوروبية، وأعتبر سويلو أن موقف أوروبا من سجناء داعش أمر غير مقبول وليس مسئولا، لذا سيعيدهم إلى بلادهم، وكانت دول أوروبية سحبت الجنسية من مواطنيها الذين انضموا للتنظيم.

ووفقا لـ" يورونيوز" الأوروبية، أكدت وزارة الداخلية البريطانية والخارجية البلجيكية على أن مواطنيهما الذين قاتلوا من أجل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق يجب محاكمتهم في البلدان التي ارتكبت فيها جرائمهم، وليس إعادتهم إلى بلادهم للمحاكمة، وذلك بعد يوم من تهديد أنقرة لها.

وفي سياق متصل، هدد بنفسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال أكتوبر المنقضي، الأوروبيين بفتح الحدود أمام المهاجرين، وذلك بعدما لاقي انتقاد دولي واسع بسبب شنه حربا على الشمال السوري، لكن اختلفت نبرة تركيا الإستعلائية، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مقتل زعيم تنظيم الدولة "داعش" أبو بكر البغدادي، بيد القوات الأمريكية خلال عملية عسكرية شنتها شمال غربي سوريا، فمن ناحية تواجه تركيا من المراقبين الدوليين عدد من الإتهامات بشأن تعاونها مع الإرهاب المتطرف الذي يستخدم الإسلام كستار لعملياته، وكانت كشفت تقارير نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، أن تركيا توجه الدعم المالي واللوجيستي لـ"داعش" و"جبهة النصرة"، وكما ألمحت التقارير إلى امتلاك "داعش" مكتباً غير رسمي في مدينة إسطنبول، ينظم من خلاله عمليات دعم وإمداد لها في سوريا والعراق بالعناصر الأجنبية.

ومن ناحية أخرى أشاد ترامب بالدور البارز والداعم الذي قدمته أنقرة للقوات الأمريكية للإيقاع بالبغدادي، وذلك خلال تصريحه الصحفي في البيت الأبيض بشأن انتحار زعيم التنظيم، حيث برزت خلال الأسابيع القلائل الماضية، مدى التوافق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي ترامب، وذلك في تزامن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وتخليها عن حليفها الكردي الذي كانت له اليد العليا في دحض إرهاب الدواعش في سوريا، وبداية العملية العسكرية التركية المعروفة بـ "نبع السلام" على سوريا التي تستهدف فيها أنقرة قتل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ذوو الأغلبية الكردية الذين تصنفهم كإرهابيين .

ومن جانب أخر، تخشى الدول الأوروبية من هجمة المتشددين خاصة بعدما واجهت عددا منها طالت مدنها الكبري، وتتعمد تركيا استخدام الدواعش كورقة لمساومة الأوروبيين، للوصول إلى غايتها التي تتمثل في إقامة "منطقة آمنة" على طول الحدود مع شمال شرق سوريا والذي يبلغ 440 كيلومترا.

وفي نفس السياق، هدد ترامب بنقل سجناء داعش إلى حدود الدول الأوروبية، إذا لم تبادر دول مثل فرنسا وألمانيا إلى استعادة المتشددين الذين يحملون جنسيتها، وقال إن بلاده لن تتحمل عبء سجنهم، في حين أشارت وكالة "سانا" السورية الرسمية، إلى وصول وفود امنية اوروبية الى العراق، للتنسيق حول نقل دواعشها من سوريا الى العراق، وسط معلومات عن محاولات لنقل 13 الف داعشي إلى داخل الاراضي العراقية، وذلك قبيل إعلان بغداد رفضها رسميا استقبالهم، وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أحمد الصحاف، إن العراق "غير معني بالإرهابيين الأجانب الذين شنوا عمليات إرهابية خارج العراق وعلى دولهم التكفل بهم".

وأكد الدكتورعبدالخبيرعطا أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف على أن دول الاتحاد الأوروبي لها مواطنين من راعاياها انضموا تحت رايحة تنظيم الدولة في العراق وسوريا، لذلك قدمت أوروبا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية الدعم والمساندة لقوات سوريا الديمقراطية، المعروفة بـ "قسد" ذات الأغلبية الكردية خلال محاربتهم لداعش، مضيفًا أن العراق رفضت بشكل مطلق الإبقاء على سجناء داعش وعوائلهم ذوي الأصول الأوروبية على أراضيها وأصرت على أن تتكفل دولهم بهم.