رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

تسريبات تفضح مؤامرة الإخوان ضد السعودية

«إنترسبت» يكشف عن اجتماع سري بين التنظيم وفيلق القدس لاستهداف المملكة

نالت تسريبات الوثائق السرية عن أرشيف الاستخبارات الإيرانية صدى واسع في الأوساط الإعلامية العربية والدولية، بعد أن حصل موقع "إنترسبت"علي الوثائق ونشرها بالتعاون مع صحيفة "نيويورك تايمز"، تضمنت 700 صفحة كتبها ضباط استخبارات إيرانيون في الفترة 2014-2015.

وتضمنت الوثائق تفاصيل اجتماع لم يعلن عنه بين جماعة الإخوان المسلمين المصنفة بالإرهابية في مصر والسعودية وروسيا، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي صنفته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كمنظمة إرهابية أجنبية في أبريل، وحاول مرارا البيت الأبيض الضغط لتصنيف جماعة الإخوان كإرهابية هي الأخرى.

ربط تقرير موقع "ذا إنترسبت" الذي نشر الوثائق، تزامن عزل الراحل محمد مرسي، وحدوث اللقاء السري بعد ذلك بعدة أشهر في أحد فنادق تركيا بين الطرفين الإخواني والإيراني بهدف استهداف السعودية، ووصفه الموقع بأنه جمع أقوى منظمتين في الشرق الأوسط من حيث النفوذ.

حسب الوثائق فإن اللقاء السري جاء في توقيت حرج لكلا الطرفين ففي أبريل 2014، حيث كانت الشيعة تتمزق في المناطق التي يهيمن عليها السُنة في شمال العراق، في الوقت الذي كان يواجه فيه الجيش العراقي داعش، بينما كانت جماعة الإخوان المسلمين تعاني عقب عزل الراحل المحسوب عليها محمد مرسي ونظرت إلى التحالف مع الإيرانيين على أنه فرصة لاستعادة بعض مكانتها الإقليمية، ولم يكن اختيار تركيا كمكان لإجراء المحادثات مصادفة، حيث تربطها علاقات ممتازة مع كل من إيران والإخوان، رغم رفضها منح تأشيرة دخول لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، بحسب الوثيقة المسربة من وزارة الداخلية الإيرانية.

ووفقا للإنترسبت لم يدرك الطرفان، أن بينهم جاسوسا لم يحضر المحادثات فقط بل كان أحد منظميها، وسجل كل ما دار، وهو ممثل وزارة الداخلية الإيرانية التي تنافس الحرس الثوري وتزعجها مكانته داخل جهاز الأمن القومي الإيراني.

وحضر الاجتماع وفد رفيع المستوى من فيلق القدس، بقيادة أحد من نواب سليماني، عرف في الوثيقة باسم أبو حسين، فيما حضر من جانب الإخوان أبرز 3 قيادات لها وهم نائب المرشد العام لجماعة الإخوان والأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير مصطفي، ومحمود الإبياري، ويوسف مصطفي ندا، إلا أن ندا أنكر في مقابلة مع "ذا انترسبت" حضوره هذا الاجتماع، حيث أن إدارة الرئيس جورج بوش قيدت حركته بعد أحداث 11 سبتمبر بسبب شكوكها في تمويله للقاعدة.

وبحسب الوثيقة، بحث الطرفان إمكانية التعاون ما بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن لتقليل الصراع بينهما وإدارته ناحية السعودية، فإيران لها تأثير على الحوثيين، في حين أن الأخوان لهم نفوذهم على على القبائل السُنية المسلحة وأكد وفد الإخوان على الخلافات بين إيران كرمز للشيعة والإخوان المسلمين كممثل للعالم السني، لكنه شدد على "بذل جهد مشترك للتعاون وتقليل الصراع بين الحوثيين والقبائل السُنية، وأن العدو "المشترك لكل منهما هو كراهيتهما للملكة العربية السعودية".

ووفقا لرأي الانترسبت "ربما أدرك قادة الإخوان أنهم إذا طلبوا المساعدة الإيرانية لاستعادة السلطة في القاهرة، أنهم سيشوهون مصر"، وأوردت الوثيقة أن جماعة الإخوان أدركت أن هناك حدود للتعاون الإقليمي مع فيلق القدس، حيث قال وفد الجماعة أنهم ملتزمون بـ "النهج السلمي الإصلاحي" للتغيير في الشرق الأوسط، الأمر الذي أظهر أن قوة القدس لم تكن كذلك، وأصبح جليا فشل المحادثات بين الجانبين، ولم يوضح الأرشيف المسرب ما إذا عقدت اجتماعات أخرى من هذا النوع بعد ذلك.

وذكرت "إنترسبت" أن التقارير المرسلة لها والمكونة من 700 صفحة تم تسريبها بشكل مجهول، وترجمها من الفارسية إلى الإنجليزية وشاركتها مع التايمز الأمريكية، وكلاهما تحققا من صحة المستندات، ولكن لم يتوصلوا لهوية الفاعل، الذي تراسلوا معه عبر القنوات المشفرة ، ورفض مقابلة أحد المراسلين، في هذه الرسائل، قال المصدر إنه يريد "إعلام العالم بما تفعله إيران في بلدي العراق"، و تضمنت التسريبات علاقات إيران بالداخل العراقي.

وفي فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي عن قناة الجزيرة القطرية استضاف فيه المذيع القيادي في الجماعة الإرهابية محمود الايباري الذي ذكرته الوثائق المسربة وأكد فيه أنه وقيادات الإخوان التقوا فعلا قيادات الحرس الثوري في تركيا منذ 5 سنوات من عام 2019 الجاري، وأوضح الإبياري أن اللقاء كان من أجل "مصلحة الأمة"، ليتهرب من سؤال المذيع بشأن السعودية قائلا " تحدثنا عن كل قضايا المنطقة"، حيث قال إنهم ناقشوا مع الجانب الإيراني قضية اليمن و"ما يُعيد الحكم الشرعي" ووفقا لتقرير الانترسبت كان اللقاء في إبريل عام ٢٠١٤، ووضعت جماعة الحوثي المدعومة من إيران يدها على صنعاء في سبتمبر 2014 أي بعد اللقاء بـ 5 أشهر .

ومن جانبه قال الباحث في الشأن الإيراني إسلام المنسي، جاءت التسريبات لتزيد من حرج نظام الملالي، حيث تزامنت مع مواجه النظام ثورات في الداخل والخارج حيث انتفض مواطني لبنان والعراق ضد تدخلات طهران، إضافة إلى سوء وضع المليشيات الإيرانية في اليمن.

وأورد المنسي أن أول ما تحدث فيه وفد جماعة الإخوان هو الاختلافات بين الطرفين، مؤكدين على إمكانية التعامل بينهما في عدد من القضايا السياسية، مضيفا أن الجماعة سعت منذ الأيام الأولى لنجاح الثورة الإيرانية عام 1979إلى تخطي الخلافات العقائدية وبناء شراكة استراتيجية مع الملالي، مضيفا أن النظام في طهران رفض فقد تأسس على قواعد أيدولوجية صارمة مما أعطي الإخوان إجابة طلبهم حينما حاولوا التحالف مع الملالي.

وأشار المنسي إلى أن جماعة الأخوان تسعي للإضرار بالنظام السعودي ومعادة سياسته في داخل الاقليم وخارجة لان المملكة من الدول الساعية إلى مكافحة المشروع الإخواني في المنطقة، وفكره و رموزه.

وأضاف الباحث في الشأن الإيراني أنه طبقا للوثائق أصر قادة الإخوان على تنحية فكرة استخدام قدرات الجانب الإيراني لإرجاعهم لحكم مصر تماما، لأن الكشف عن تعاونهم مع إيران سيضر بسمعتهم ومشروعهم داخل وخارج مصر، لما لإيرن من سجل الأسود بالإضافة إلى الرفض الشعبي لها بسبب فكرها الطائفي .

 

وأكد المنسي أن المقابلة السرية فشلت بسبب وجود مناخ من عدم الثقة بين الطرفين، كما أن العرض كان من طرف جماعة الإخوان ولم يلق تجاوبا إيرانيا لأن القادة الإيرانيون لم يروا مصلحتهم في إلقاء ثقلهم بجانب الجماعة التي لم تكن في أقوي حالتها في ذلك الحين، بالإضافة إلى عدم استعدادهم لدفع الضريبة التحالف، وجذب عداءات جديدة.

وأورد المنسي أن الإخوان دائما ما يغيرون تحالفتهم التي عادتًا ما تكون لفترة قصيرة لأن همهم الأول هو مصلحة الجماعة الآنية، وفي وقت ما كان الإخوان من أشد الأطراف عداوة لجماعة الحوثي في اليمن بينما في وقت لاحق طاردت الإخوان اتهامات التنسيق مع الحوثيين.