رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

سياسة

سعد الجمال يكتب: الأزمة الليبية والأمن القومي المصري

إذا كانت الأزمة الليبية قد أقتربت من عامها التاسع منذ سقوط حكم الرئيس الراحل القذافي توالت فيها الأحداث والمعطيات على الواقع الليبى ما بين مساعى سياسية ونزاعات عسكرية مسلحة وتنظيمات إرهابية ونزاع على السلطة شرقا و غربا .
فإن هذه الأيام تدخل الأزمة منعطفا جديداً وخطيرا تتجة فية إلى تغليب المشهد العسكرى على الأرض مع تضاؤل فرص الحلول السياسية وذلك في إطار الحمله العسكريه للجيش الوطني الليبي بقياده حفتر لتطهير العاصمه طرابلس من معاقل التنظيمات الإرهابية والمرتزقه التابعين لحكومه الوفاق .
ولكن الخطوره الحقيقيه تأتي من الأطماع التركيه السافره التي تحالفت مع السراج في إتفاقات غير شرعية لتسمح بدفع قوات عسكرية وأسلحة تركيه إلى أتون النزاع ولحمايه الفصائل الإرهابية المدعومه من حكومه الوفاق
و غير خاف على أحد المحاولات التركيه المستمره عبر السنوات الماضيه الي تزويد المتطرفين بالسلاح والعتاد والطائرات المسيرة أملا فى أن تجد موطأ قدم داخل الأراضي الليبية وطمعا فى الثروات الوطنية للشعب الليبي .
كل هذه المعادلة المعقدة فى المشهد الليبيى لها تأثيراتها وأنعكاساتها على الأمن القومي المصري وهو ما أوضحة الرئيس السيسي أكثر من مرة وربما آخرها في مؤتمر شباب العالم بشرم الشيخ وتأكيد رفض مصر القاطع على أى تدخلات خارجية فى الشأن الليبيى .
إن كل التصرفات والسياسات التركية سواء فى سوريا أو العراق أو ليبيا أو حتى فى شرق المتوسط تجاة قبرص واليونان تسير إلى محاولات يائسة من الدكتاتور التركي أردوغان إلى أشعال الحرائق في المنطقة بأسرها ويأتي تحركات مصر الواعية تجاة الأزمة متمثلة فيما قام به مؤخراً الرئيس السيسي من إتصالات مكثفة مع زعماء العالم الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة وروسيا وايطاليا وأخيراً فرنسا للتأكيد على دعم مصر لثوابتها فى تأييد الجيش الوطني الليبي والرفض القاطع لأى تدخلات خارجية تزعزع استقرار ووحدة ليبيا وما سبق ذلك من أستقبال الرئيس للمشير حفتر ثم السيد/ عقيله صالح رئيس مجلس النواب الليبي السلطة الشرعية المنتخبة والممثلة الحقيقية للشعب الليبي
ونحن على يقين أن التحركات المصرية سواء على الصعيدين السياسي والدبلوماسي أو على الصعيد العسكري والأمنى ستأتي ثمارها فى نزع فتيل الأزمة وإلا سيكون هناك حديث آخر.