موعد نهائي كأس الرابطة الإماراتي بين الوحدة والعين كاف يعلن 3 قرارات بشأن أزمة مباراة اتحاد العاصمة ونهضة بركان انقطاع المياه عن 6 مناطق بالقاهرة الكبرى في هذا التوقيت وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولي الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية بصعيد مصر ضبط 329 قضية مخدرات و200 قطعة سلاح ناري خلال 24 ساعة غادة إبراهيم: مستعدة أعمل دور رومانسي مع كريم عبد العزيز ولكن بدون قبلات نص كلمة الرئيس السيسي في الذكرى الـ42 لتحرير سيناء السيدة انتصار السيسي: تحية واجبة لكل من ضحى وخاض أشرف المعارك كي يستعيد الوطن عزته وهيبته ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبي جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي غادة إبراهيم: «في ناس بتعتتلي فيديوهات خادشة عن دينا ولكني رفضت أتكلم عنها» الداخلية تواصل حملاتها لضبط الأسواق والتصدى الحاسم لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز غادة إبراهيم: مشهدي في «الإمبراطور» سبب طلاقي ولا أتمنى حذفه لأنه يحمل رسالة
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

هل تجرد «صفقة القرن» الفلسطينيين من حقوقهم؟

عواصف الغضب تدفع الإسرائيليين لرفض «صفقة القرن»

لقى إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال لقائه برئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو عن صفقة القرن، ردود فعل واسعة بين السياسيين العرب، الذين اعتبروها بمثابة قتل للقضية الفلسطينية، فقد تضمنت نزع سلاح حركة المقاومة حماس، وإقامة دولة يهودية عاصمتها القدس الموحدة، وأخرى فلسطينية، من الممكن أن يكون لها عاصمة فى القدس الشرقية، دون أن يوضح أى معالم محددة لهذه العاصمة.

ردود الأفعال الغاضبة دفعت الإسرائيليون إلى رفض صفقة ترامب المشبوهة وفقا لاستطلاع رأي أجرته هيئة الإذاعة والبث التلفزيوني الإسرائيلي بنسبة بلغت 61 % ، وفى المقابل فإن 10% لم يعلنوا أي اعتراض على الخطة.

ذكرت هيئة الإذاعة والبث التلفزيوني الإسرائيلي أن غالبية الإسرائيليين يرفضون خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتعلقة بالسلام فى الشرق الأوسط، موضحا أن 61 % من الإسرائيليين يعتقدون أن خطة ترامب لن تؤدي إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفى المقابل فإن 10% لم يعلنوا أي اعتراض على الخطة.

فيما علقت الخارجية المصرية، على الصفقة، مؤكدة أنها تنظر للمبادرة الأمريكية، من منطلق ضرورة التوصل لتسوية شاملة للقضية، بما يعيد للشعب الفلسطينى كامل حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة ذات سيادة على الأراضى المحتلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية.

ودعت مصر الطرفيّن المعنييّن بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفيّن إزاءها، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبى تطلعات وآمال الشعبيّن فى تحقيق السلام الشامل والعادل.

وأعلن سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، أن مصر قدمت الآلاف من الشهداء للقضية الفلسطينية، وأن الرئيس السيسى يشدد فى العديد من المناسبات الوطنية على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يقوم على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

وأضاف أن مصر حاولت خلال الفترة الماضية دعم المصالحة الوطنية الفلسطينية، ولا زالت تقود قاطرة التصالح فى أى تفاوض بينهم من أجل تبنى موقف فلسطينى موحد، مشيرا إلى أنه يجب دراسة خطة ترامب يجب وجعلها بداية لتحريك عملية السلام التى توقفت منذ سنوات.

وقال الدكتور أشرف مؤنس مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، إن الرئيس الأمريكى يواجه الآن محاكمة علنية أمام الكونجرس الأمريكى، كما أنه مقبل على الانتخابات الرئاسية، وفى حاجة تغير الموقف السياسى العالمى لإنقاذه من الموقف الصعب الذى يعيشه حاليا.

أضاف لـ"الزمان" أن رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو يعيش هو الآخر مشكلات داخلية عنيفة، بالإضافة إلى خوضه انتخابات عنيفة هذا العام، بعد فشل كل الأحزاب السياسية فى تشكيل حكومة بعد الانتخابات التى أجريت سبتمبر 2019.

وقال مؤنس، إن الكنيست قام بسحب الحصانة من نتنياهو تمهيدا لمحاكمته مما يجعله فى موقف صعب يبحث عن طوق نجاة للخروج منه لذلك التقت مصالحه مع الرئيس الأمريكى فى البحث عن بالونة للخروج من الأزمات الداخلية على حساب الشعب الفلسطينى.

من جانبه أكد الدكتور جمال شقرة، مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الصفقة تقتل القضية الفلسطينية إلى الأبد، لأنها تجرد الفصائل الفلسطينية من كل أدوات الدفاع عن النفس، وتنقل فكرة الدولة اليهودية إلى أرض الواقع.

وقال شقرة، إن الرئيس الأمريكى استثمر الأوضاع العربية المخزية، والشتات الذى تعانى معظم شعوب الدول العربية خاصة فى سوريا وليبيا واليمن، فى الإعلان عن الصفقة الظالمة، وإحياء فكرة الشرق الأوسط الجديد التى رفضتها مصر ووقفت واستطاعت منع تنفيذها رغم ما كانت تعانى منه، من ارتباك اقتصادى فى أعقاب أحداث الربيع العربى.

لم يستبعد مقرر لجنة التاريخ الربط بين الصفقة المشبوهة، ومفاوضات سد النهضة، فقد تم المباحثات بشأنهما فى يوم واحد، مما يشير إلى احتمالات استغلال أمريكا الموقف للضغط على مصر للموافقة على صفقة القرن ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذى لم يمت كما اعتقد العرب وإنما أجله الأمريكان للوقت المناسب لتنفيذه.

تعجب شقرة من موافقة ثلاثة دول عربية هى الإمارات العربية وعمان والبحرين على الصفقة قبل التنسيق مع باقى الدول العربية، حيث توقع أن تكون الصفقة سببا فى إحداث صحوة فلسطينية جديدة، لأن الفصائل الفلسطينية لن تقبل بها.

تصفية القضية

واعتبرت حنان عشراوى، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صفقة القرن، محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، والحصول على الشرعية لدولة الاحتلال ولكننا متمسكون بحقوقنا وندرك حجم المؤامرة، مطالبة الفصائل الفلسطينية بتوحيد الجهود لمواجهة الأزمة.

وقال إسماعيل رضوان القيادى بحركة حماس، إن الحركة ستتخذ كل الإجراءات لإفشال صفقة القرن، بدأ من إطلاق المسرات الشعبية فى الضفة الغربية والقدس وفى الأراضى المحتلة ومخيمات الشتات للتعبير عن رفضنا للصفقة.

وأضاف أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حاولا قلب الحقائق بأن فلسطين ملك لليهود وليس للفلسطينيين، ولكن فلسطين ستبقى ملكا للشعب الفلسطينى بالحقائق السياسية والقانونية.

وقال إن القدس ستبقى عاصمة فلسطين وحق العودة مقدس وسلاح المقاومة خط أحمر والاحتلال وأمريكا يتحملان المسئولية عن أى تداعيات قد تحصل فى المنطقة.

وتابع: "مطلوب اجتماع للفصائل لوضع خطة استراتيجية لإفشال الصفقة وصولا لاستعادة الوحدة الفلسطينية، وعلى السلطة الفلسطينية اتخاذ قرار جاد لوقف التنسيق الأمنى مع الاحتلال ردا على الصفقة".

الجبهة الشعبية

وقال جميل زهر عضو المكتب السياسى للجبهة الشعبية، إن الأمة أمام مؤامرة ومحاولات كبيرة من قبل الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال لتصفية الحقوق الوطنية للفلسطينيين.

وأضاف زهر: "أنه آن الأوان لاتخاذ خطوات عملية وجدية باجتماع عاجل للأمناء العامين للفصائل للاتفاق على رؤية استراتيجية موحدة لمواجهة وإسقاط صفقة القرن، مطالبا باتخاذ خطوات عملية تؤذى هذا الاحتلال تبدأ بسحب الاعتراف بحكومة الاحتلال ودفن اتفاقيات أوسلو ووقف التنسيق الأمنى".

وتابع: أن هذه الاتفاقيات كبلت الشعب الفلسطينى وشكلت غطاء متواصلا لهذا العدو كى يواصل سياسة الاستيطان والتهويد والقتل والتعذيب وتدمير الحلم الفلسطينى بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وطالب جميل مزهر بوقف الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتصعيد المقاومة الشعبية كى ننتصر على هذا العدو، ونسقط هذه الصفقة كما أسقطنا مؤامرة التوطين ومشروع روجرز، وغيرها من المشاريع المشبوهة والشعب الفلسطينى سيسقط هذه المؤامرة.

خيارات الفلسطينيين

بدوره أكد القيادى فى حركة الجهاد الاسلامى أحمد المدلل، أن ما طرحه ترامب عبارة عن وعودات وأمنيات لن تمر على الشعب الفلسطينى وأن الخيارات متعددة لإفشال صفقة القرن.

وقال المدلل، إن الشعب الفلسطينى موحد وفى حالة استنفار لرفضه لصفقة القرن لأن إسرائيل لن تكون واقعا على أرض فلسطين، ولا يمكن لأى عربى أو مسلم أن يقبل بما طرحه ترامب.

ولفت إلى أن خيارات الفلسطينيين متعددة سواء كانت بمواجهة دبلوماسية فى المحافل الدولية والتأكيد على حق الشعب الفلسطينى على أرضه، أو مقاومة شعبية من خلال استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، ويجب أن يُعطى الفلسطينيون الفرصة فى الضفة الغربية لمواجهة الاحتلال وأن الكفاح المسلح هو الخيار الأقوى فى مواجهة الاحتلال.

أرض محتلة

وقال المستشار زيد الأيوبى رئيس مركز العرب للشئون الاستراتيجية إن إعلان ترامب عن خطه للسلام اليوم يمثل وصفة للدمار والإرهاب لا سيما وأنها خطة تتنكر لحق الشعب الفلسطينى التاريخى بإقامة دولته الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد الأيوبى، أن ترامب تلاعب بالألفاظ عندما تحدث عن أن القدس الشرقية هى عاصمة دولة فلسطين القادمة لأن القدس الشرقية بالنسبة لنا وللقانون الدولى هى جزء من القدس الذى احتل عام ١٩٦٧ وهذا ما أكد عليه مجلس الأمن الدولى فى العشرات من قراراته، حيث اعتبر أن كل الإجراءات التعسفية الإسرائيلية لا تلغى أن القدس محتلة ولا تعطى هذه الإجراءات أى حق لإسرائيل فى القدس.

ونوه الأيوبى، بأن مضامين إعلان ترامب بشأن خطته للسلام يدل بشكل واضح أنه لا يمتلك أى خبرة سياسية وليس لديه أى علم بتاريخ فلسطين وهذا وحده كاف لأن نعرف إلى أى مدى يسيطر اللوبى الصهيونى على القرارات فى البيت الأبيض وكأن دور ترامب كان اليوم ينحصر فقط فى الإعلان عن خطة حملت اسمه لكنه لم يكن له علاقة فى صياغتها أو دراستها أصلا.

وأوضح الأيوبى، أن الشعب الفلسطينى برمته يرفض خطة ترامب وسيناضل بكل الوسائل التى كفلها له القانون الدولى لإسقاط هذه الصفقة البائسة.. "إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق".

وأشار الأيوبى إلى أن خطة ترامب تأتى فى سياق الاستعراض الانتخابى كونه هو وحليفه مقدمين على انتخابات جديدة لكن هذا الإعلان عمليا سيلقى رفض العرب والمسلمين وكل أحرار العالم حتى الحزب الديمقراطى فى أمريكا وتيار اليسار لدى كيان الاحتلال وهو ما سيجعل من هذه الخطة مجرد زوبعة بفنجان كونها تأتى فى سياق دعاية انتخابية وتنكرت لقرارات الشرعية الدولية.

وأكد الأيوبى، أن السلام لن يتحقق إلا بتطبيق قرارات الشرعية الدولية والانسحاب الكامل من الأراضى العربية المحتلة عام ١٩٦٧ بما فيها القدس الشريف.

قرارات الأمم المتحدة على المحك

وأصدرت الخارجية الفلسطينية بيانا أكدت فيه، أن الواقع الراهن وبعد الكشف عن تفاصيل المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية يجعل من غير المقبول الاختباء وراء مواقف وبيانات وصيغ فضفاضة مبهمة، والدفاع عن ما تبقى من مصداقية للأمم المتحدة وقراراتها، ومن مصداقية للدول التى تدعى الحرص على حقوق الإنسان وعلى تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وتساءلت الوزارة فى بيان لها، أين يقف الأشقاء العرب من هذه الحقيقة؟! خاصة وقد صدرت بعض البيانات التى تنظر بإيجابية لهذه الصفقة التى تقضى على حلم وآمال الشعب الفلسطينى، مشيره إلى أنه يبقى أمل الفلسطينيين معقوداً على موقف عربى جماعى وموحد يعبر عن التضامن العربى مع شعبنا وحقوقه كمسئولية جماعية تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وإسناده ودعمه فى تصديه لمؤامرة القرن وذلك فى الاجتماع المرتقب فى الجامعة العربية السبت المقبل.

وتابعت أن روح هذا الظلم سيستمر ينزف فى عروق كل فلسطينى، وكما اعتمد اليوم وتمسك بمبدأ حقه فى العودة إلى أرض آبائه وأجداده والصمود فيها، وبعد مرور أكثر من سبعين عاماً على نكبته المتجددة، يخطئ من يعتقد بأن هذا التغول والهيمنة وفرض المواقف بقوة أمريكا وإسرائيل أنه دائم، أو أن شعبنا الجبار سوف يقبل بهذه المهانة والذل وهدر الكرامة وحقوقه الوطنية، الآن وبعد آلاف السنين.

خطة سلام والقانون الدولى

ومن جانبه قال أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن "تحقيق السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين مرهونٌ بإرادة الطرفين وليس بإرادة طرف دون الآخر.. وخطة السلام التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى تعكس رؤية أمريكيةً غير ملزمة".

وأوضح الأمين العام "أننا نعكف على دراسة الرؤية الأمريكية بشكل مدقق.. ونحن منفتحون على أى جهدٍ جاد يُبذل من أجل تحقيق السلام.. غير أن القراءة الأولى من خلال الإعلان تشير إلى إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة فى أرضهم وعدم ملاءمة الكثير من الأفكار التوفيقية المطروحة".

وأضاف أن السلام العادل والقابل للاستدامة لا يُمكن تحقيقه بتجاهل حقيقة الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية منذ عام 1967، أو بالعمل على شرعنة هذا الاحتلال".

وأكد أبوالغيط أن "الموقف الفلسطينى بطبيعة الحال هو الفيصل فى تشكيل الموقف العربى الجماعى من خطة السلام الأمريكية"، مُشيراً إلى اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى لبلورة هذا الموقف العربى.