رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

البوم ذكري تأسيس حزب العمال بالمملكة المتحدة .. ماذا تعرف عنه؟

حزب العمال بالمملكة المتحدة
حزب العمال بالمملكة المتحدة

يمثل اليوم ذكري تأسيس حزب العمال باللمملكة المتحدة حيث تم تأسيسه مثل اليوم 27 فبراير من عام 1900 ..

حزب العمال هو حزب سياسي يحسب على يسار الوسط في المملكة المتحدة. يرجع تاريخه إلى عام 1900 حين تكونت لجنة لتمثيل العمال في البرلمان. تم في عام 1906 انتخاب 26 عضوا من العمال, وقد وجد حزب العمل جذوره في تنظيمات خارج البرلمان فقد كان عبارة عن اتحاد لجماعات معينة ومصالح معينة تميزت بالتنوع ومن أهم هذه الجماعات : حركة نقابات العمال, ومجموعة الجمعيات الاشتراكية وحزب العمال المستقل والجمعية الفابية والاتحاد الماركسي الاشتراكي الديمقراطي. ويهتم حزب العمل بإعادة توزيع الثروة من خلال نظام متطور للضرائب المباشرة وذلك لمصلحة العمال وعائلاتهم.

أصبح الحزب منذ عام 1924 ثاني أكبر الأحزاب في المملكة المتحدة وتولى الحكم في الفترة من 1929 حتى 1931 بدعم من حزب الأحرار.

نظام العضوية

نظام العضوية في الحزب شديد التعقيد، فهناك عضوية عاملة للأفراد وعضوية بالانتساب للنقابات ويشارك في المؤتمر السنوي للحزب ممثلون عن كل من هذين النوعين، ويهتم الحزب بالحريات المدنية وحقوق الأقليات, ويلتزم بمستوى عال من الإنفاق العام وخاصة في مجالات الرفاهية الاجتماعية والتعليم والخدمات الصحية والإسكانية ويتبع الحزب سياسة خارجية تقوم على الدفاع عن حلف شمال الاطلنطي(الناتو), والمطالبة بانسحاب المملكة المتحدة من الجماعة الأوربية ونزع السلاح النووي.

ويتركز تأييد الحزب بصفة رئيسة داخل النقابات العمالية وله نفوذ داخل المدن الكبرى, وفي التجمعات الكاثوليكية.

التغييرات الاجتماعية

تولى زعيم العمال كليمنت أتلي منصب النائب لوينستون تشرشل في الحكومة الائتلافية التي تولت الحكم عام 1940. وأشاع تقرير بيفريدج الذي أعد خلال فترة الحرب الأمل نحو مجتمع أفضل، وسلط الأضواء على التغييرات الاجتماعية التي ستتحقق خلال فترة السلم

غير أن الفوز الكاسح الذي حصل عليه العمال في انتخابات ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين كان مفاجئا حتى بالنسبة لمؤيدي الحزب أنفسهم

وشهدت المملكة المتحدة بعد الحرب قيام دولة الرفاه وتأميم الصناعات الرئيسية مثل الفحم والصلب والسكك الحديدية. إلا أن خيبة الأمل ما لبثت أن تبعت ذلك، حين فاز المحافظون في انتخابات ألف وتسعمائة وواحد وخمسين، وأدى الانتعاش الاقتصادي إلى إبقاء العمال خارج السلطة لثلاث عشرة سنة

في الستينيات تمكن حزب العمال بعد أن أعيد تجديده برئاسة هارولد ويلسون من استعادة السلطة، بأغلبية بسيطة في بادئ الأمر عام ألف وتسعمائة وأربعة وستين ثم بأغلبية كبيرة في عام ستة وستين

غير أن المشاكل الاقتصادية لحقت بالحكومة الجديدة، مما أدى إلى تخفيض قيمة الجنيه الإسترليني عام ألف وتسعمائة وسبعين، وبالتالي إلى عودة المحافظين لتولي السلطة

ما لبث حزب العمال أن عاد إلى السلطة عام أربعة وسبعين، بعد فوزه في عمليتي انتخاب في العام ذاته، ليجد نفسه أمام مشاكل جديدة

بعد استقالة هارولد ويلسون المفاجئة من زعامة الحزب، أصبح جيم كالاهان رئيسا للوزراء. ولم يلبث ان وجد نفسه يجلس فوق أزمة اقتصادية تحتاج إلى قرض دولي كبير وخفض في المصروفات العامة

أما القشة القاسمة بالنسبة للعديد من الناخبين فجاءت على شكل شلل أصاب البلاد بسبب النزاعات العمالية خلال الفترة التي أطلق عليها اسم شتاء التذمر

سنوات التيه

في انتخابات تسعة وسبعين تخلى الناخبون عن العمال واحتلت مارغريت ثاتشر مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننج ستريت. وكان ذلك ايذانا ببداية ثمانية عشر عاما من بقاء حزب العمال في مقاعد المعارضة وبأكثر الفترات الحالكة في تاريخ الحزب وفاز المحافظون في اربع انتخابات على التوالي، ثلاث خلال رئاسة تاتشر والرابع خلال رئاسة جون ميجر.

خلال سنوات التيه، انتقلت زعامة العمال إلى زعيم الجناح اليساري مايكل فوت.

وقامت مجموعة من الوزراء السابقين في الجناح اليميني للحزب عرفت باسم مجموعة الأربعة بالاستقالة من الحزب وإنشاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي

عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين أعلن حزب العمال عن برنامجه الانتخابي. وقد وصفه البعض في وقت لاحق بأنه أطول رسالة انتحار في التاريخ. وتولى زعامة الحزب نيل كينوك بعد انتهاء ولاية فوت، وقد واجه تحديات قوية أثناء قيامه بضخ دماء جديدة في الحزب.

وفي الوقت الذي بدأ فيه حزب العمال يتحرك خطوة بعد أخرى نحو الحكم، فان كينوك لم يتمكن من قيادته لتحقيق الفوز الحاسم.

وقد خلفه في رئاسة الحزب جون سميث وهو من أعضاء البرلمان الذين كانت لهم مكانتهم وكان ينظر إليه على نطاق واسع بأنه رئيس الوزراء المنتظر. وكانت وفاته المفاجئة بنوبة قلبية عام أربعة وتسعين لطمة قاسية للحزب.

تجديد الحزب

في عمليات المنافسة التي تلت ذلك، اختير توني بلير زعيماُ، وأخذت مسيرة التحديث التي بدأها نيل كينوك تحث الخطى بقوة.

وواجه مهندسوا حزب العمال الجديد معارضة من القوى التقليدية بالتصاقها مع الاشتراكية، وهو ما اعتبرته زعامة الحزب عبئا انتخابيا.

وفي تحرك رمزي للانسلاخ عن الماضي، ألغي البند الرابع الذي يلزم الحزب بعمليات التأميم.

أعيد ترتيب موقع الحزب في يسار الوسط، ودخل العمال انتخابات سبعة وتسعين في وقت بدا فيه أن حكومة المحافظين لم تعد تملك أفكارا جديدة. كما لطخت سمعة أفراد من البرلمانيين من حزب المحافظين ادعاءات بالفساد.

وحمل برنامج العمال الانتخابي صورة حزب يحمل سياسة جديدة، تضع نهاية للانقسام القديم بين يسار ويمين. فكانت النتيجة فوزا كاسحا حمل توني بلير إلى رئاسة الوزارة.