رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

رئيس ملتقى أحباء مصر لـ«الزمان»: المثقف العربى يعانى من تعنت الرقابة.. وعدم التصريح بإنشاء أعمال محترمة (حوار)

على الدولة الوقوف ضد الأفلام الهابطة ودراما البلطجة.. والضرب بيد من حديد

الاهتمام أكثر بثقافة المواطن المصرى.. تدريب الشباب على بعض المهن وإتاحة فرص العمل لهم

الملتقى يعمل على استعادة الهوية الثقافية لأبناء المنطقة العربية والأفريقية

نسعى لمحاربة الغلاء وحماية المستهلك

بالتزامن مع موعد انطلاق معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ51، حاورت «الزمان» السفيرة ثناء بخيت، رئيس ملتقى أحباء مصر الثقافى وسفيرة المنظمة الأوروبية للثقافة والفنون ببلجيكا، حيث أكدت أهمية الثقافة العربية واستعادة الهوية الثقافية للمواطن المصرى والعربى والأفريقى، مشيرة إلى أن المشهد الثقافى العربى فى ظل الحراك الذى تعيشه الأمة العربية فى السنوات الأخيرة تأثر كثيرًا بالربيع العربى.

وأشارت فى حوارها إلى أن التعنت الواضح من جانب الرقابة فى عدم التصريح بإنشاء أعمال محترمة، وتدعو إلى التثقيف والوعى والالتزام بكل نواحى الحياة، مشددة على ضرورة توافر سلاح قوى لدى المثقف العربى للدفاع عن ثقافات الأمم وتذليل العقبات التى تقابله.

وإلى نص الحوار..

فى البداية.. نريد التعرف على السفيرة ثناء بخيت أحمد؟

أشغل حاليا منصب سفيرة المنظمة الأوروبية العربية للثقافة والفنون والآداب مقرها العام بلجيكا، كما أننى رئيس ملتقى أحباء مصر، وعضو مجلس إدارة وعضو مجلس أمناء ببعض الكيانات الاجتماعية المصرية والسياسية الدولية وبعض الكيانات الثقافية فى مصر والعالم.

ماذا عن رؤيتك للمشهد السياسى الحالى؟

المواطن المصرى مر بالعديد من المراحل خلال السنوات الأخيرة، وبالتالى لا بد لنا أولا أن نقسم المشهد السياسى إلى ثلاث مراحل، كان أولها وأهمها مرحلة القضاء على حكم الجماعة الإرهابية، حيث تمكن الرئيس عبدالفتاح السيسى، من تحمل المسئولية وحده وهذا يحسب له، خاصة أن هذه المرحلة اتسمت بالمواقف المضطربة، كانت فيها القيادة السياسية مشغولة بترتيب البيت المصرى من الداخل إلا أن الرئيس السيسى، نجح فى العبور بالمصريين لشط الآمان.

حتى جاءت المرحلة الثانية المتعلقة بتنفيذ الرئيس السيسى لوعوده خاصة بعد نجاحه، فقد استطاع وبشكل كامل تأمين الدولة المصرية داخليًا وخارجيًا، إلى جانب إنشاء مشروعات عملاقة تعود بالاستفادة على مصر وشعبها.

أما المرحلة الثالثة التى بدأت هذا العام، مرحلة جنى الثمار، التى تستطيع أن ترصد ما يقدم من دعم للمواطن ووقف الارتفاع الجنونى للدولار ومد مظلة التأمينات والعلاج لفئات ظلت مهملة بالإضافة إلى بداية تنمية الصعيد.

بالنسبة للمرأة المصرية وعلاقتها بالمشهد السياسى.. كيف ترينها؟

تمكنت المرأة المصرية خلال السنوات الأخيرة من إثبات ثقتها وجدارتها بالمشهد السياسى، والدليل أنه تم الاعتماد عليها فى أكثر من منصب، وهذا يثبت وبجدارة مدى الثقة التى أعطاها الرئيس السيسى، للسيدة المصرية فى تولى المناصب التنفيذية بالدولة.

وكيف تقرأين المشهد الثقافى العربى فى ظل الحراك الذى تعيشه الأمة فى السنوات الأخيرة؟

المشهد الثقافى العربى فى ظل الحراك الذى تعيشه الأمة العربية فى السنوات الأخيرة، تأثر كثيرًا بالربيع العربى الذى أسميه بالربيع العبرى، فقد حاول أن يجرف ثقافتنا وهويتنا العربية والإسلامية من جذورها، لكن بحمد لله يوجد بيننا مثقفون فى أمتنا العربية لم ولن يتزحزحوا عن مواقفهم وعقيدتهم فى الحفاظ على الهوية والثقافة العربية، وهؤلاء جنود يدافعون عن ثقافتنا وتراثنا مثلهم مثل الجنود فى الميدان العسكرى.

بالتزامن مع معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ51.. كيف تشاهدين المثقف العربى حاليًا؟ وهل قام بدوره على أكمل وجه فى هذه المرحلة؟

هناك العديد من الصعوبات والمعوقات التى تواجه المثقف العربى والتى من أهمها، التعنت الواضح من جانب الرقابة فى عدم التصريح بإنشاء أعمال محترمة تدعو إلى التثقيف والوعى والالتزام بكل نواحى الحياة، وبالتالى يجب أن يتوافر لديه سلاح يدافع به عن ثقافتنا منها تذليل العقبات التى تقابله.

وفيما يتعلق بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ51 هذا العام، ورغم كل المعوقات التى يشهدها المثقف حاليًا، إلا أننى أتوقع إقبالا هائلا عليه واستمرارية لنجاحه السنوى، لأن الثقافة والإبداع هما علامتان أساسيتان لنجاح أى مجتمع، خاصة أنهما يجعلان من المعرفة رهانًا للتطور والنهضة والتنمية، وزراعة القيم الخالدة، وينتصران للحياة ضد كل النزعات المدمرة والأوضاع السيئة.

من المعروف لدى الجميع أن الثقافة العربية هى العروة الوثقى، والقاعدة الصلبة لأى مشروع ناجح فى المستقبل، وبالتالى فإن المعرض سيعد فرصة طيبة لإطلاع المشاركين والجمهور على كنوز الثقافة المصرية الأصيلة، من خلال البرامج والندوات والفاعليات التى تعدها وزارة الثقافة كل عام بالتعاون مع الدول العربية، وذلك من أجل دعم العلاقات الثقافية بين الدول.

رؤيتك للدراما التى يغلب عليها طابع البلطجة والألفاظ المسيئة؟

نرى بشكل يومى ونسمع عن التصريح بسهولة للأفلام الهابطة والتى تدعو إلى البلطجة والإسفاف وتطيح بثقافتنا العربية الأصيلة، كما أنها تقوم بتعليم الأجيال الجديدة الألفاظ السيئة التى لا تمت لنا بأى صلة لا من قريب أو بعيد، إلا أنها ثقافات ظهرت مع ظهور الربيع العبرى الذى يحاول أن يمحو وجودنا ويمحو تاريخنا، وبالتالى أطالب المسئولين، فى الدولة بسرعة التصدى لهذه النوعية من الأفلام الهابطة ودراما البلطجة، والضرب بيد من حديد، ونرجو من وزارة الثقافة المصرية الاهتمام أكثر بثقافة المواطن المصرى بأن يكون لها دور بارز فى إنتاج أعمال فنية محترمة، والارتقاء بالذوق العام، خاصة أن هذه الوزارة تعد من أهم الوزارات فى العالم فهى بمثابة الأم لكل الوزارات التى يتشكل عليها أى مجتمع راقٍ.

ولكننى أوجه تحية لكافة الأشقاء ببعض الدول مثل السودان والعراق فهم لا يزالون يدافعون بكل همة وقوة عن الثقافة العربية الأصيلة. كما أننا أصبحنا نعيش فى تلوث سمعى لم نعهده من قبل من أصوات لا تمت للغناء بصلة وتسمى بأغانى المهرجانات نسمعها فى كل مكان نذهب إليه وأصبحنا نترحم على زمن الفن الجميل ونعيش على ذكراه.

حدثينا عن ملتقى أحباء مصر؟ كيف تم إنشاء الملتقى؟

يتبنى ملتقى أحباء مصر، عددًا من الملفات الاستراتيجية المهمة فى إطار تعزيز التبادل الثقافى مع مصر والدول العربية. كما أنه يعد كيانًا يهتم بعقد الندوات التوعوية والثقافية للحفاظ على كل ما هو عربى سواء الهوية أو الشعر أو اللغة العربية ويشارك معنا أعضاء من كل الدول العربية، من أجل استعادة الريادة الثقافية لمصر والدول المحيطة بنا من خلال تعزيز القيم الإيجابية فى المجتمع، وتنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين، وتحقيق العدالة الثقافية وذلك بنشر الثقافة فى مختلف أقاليم مصر. ويقوم الملتقى أيضًا بتبادل الفعاليات الثقافية العربية والدولية وإعداد التشريعات التى تلزم بهذا الصدد. كما أن أعضاء ومؤسسى مجلس إدارة الملتقى شخصيات رائدة وبارزة من داخل مصر وخارجها وكذلك الأعضاء شخصيات وطنية وجادة، تساعد فى المحافظة على المكتسبات الثقافية لأبناء المنطقة العربية والأفريقية.

ما النشاطات التى يقوم بها الملتقى؟

نشاطات الملتقى تضم العديد من المجالات المختلفة ولا تكتفى بالوعى الثقافى فقط، بل يقوم أعضاء الملتقى بتدريب الشباب المصرى على بعض المهن فى جميع المجالات مع إيجاد فرص عمل لهم.

كما يقوم الملتقى بتدريب المرأة المصرية والعربية على الأعمال الفنية والمشغولات اليدوية «الهاند ميد»، المستوحاة من التراث العربى، بالإضافة إلى تسهيل عرضها فى معارض داخل مصر وخارجها تحت شعار «معارض صنع فى بلادى مصر».

ولا تقتصر نشاطات الملتقى على هذا فقط بل يقوم أيضًا بتنظيم رحلات توعوية للتعريف بآثار مصر وتنشيط السياحة إلى جانب إقامة أمسيات شعرية وفنية والعودة بها إلى زمن الفن الجميل، هذا بخلاف التوعية فى مختلف المجالات والخروج بتوصيات هامة ومحاولة إيصالها إلى المسئولين، من أجل العمل عليها، سواء فى «الثقافة والتعليم والإعلام وحماية المستهلك والوعى البيئى والصحى ومحاربة الغلاء».

كما نقوم بالرد وبدون مقابل على أى استشارات فى شتى المجلات والمساعدة على حلها فى نطاق المسموح به قانونا.

ما التحديات التى واجهتك خلال إدارتك لرئاسة ملتقى أحباء مصر؟

أحمد الله لم أجد فى إدارتى لملتقى أحباء مصر أى تحدٍ أو صعوبة لأننى أتحمل الدعم المادى الكامل للملتقى لأننى عاشقة لبلدى مصر وعاشقة لكل ما هو عربى، وأخيرا أرسل رسالة تحية وتقدير لرئيسنا الوطنى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وللجيش المصرى والشرطة المصرية ولكل شعب مصر وكل الشعوب العربية.