رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«دم المتعافين» محاولة جديدة لإنقاذ ضحايا ”كورونا”

الوباء المستجد يصيب العالم العجز الكلى فى مواجهته

تسبب إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الأحد الماضى، حول إمكانية شفاء المصابين بفيروس "كورونا" المستجد من خلال دم المتعافين من المرض، تساؤلات حول إمكانية علاج الحالات المتفشية وإيقاف تقدم الفيروس الذى تسبب فى إيقاف العالم أجمع.

ويرى البعض، أن قرار استخدام دم المتعافين فتح أمل وجود علاج جديد للفيروس الفتاك الذى جعل السماء للطيور والأرض تحولت مرتعا للحيوانات بعد هجر الإنسان والتزامه بالمنازل.

واشنطن ونيويورك تجربان

فى واشنطن، يستعد الأطباء فى الولايات المتحدة لنقل "بلازما الدم" من متطوعين من المتعافين من فيروس "كورونا" لاستخدامها كعلاج للمصابين بالفيروس، ذلك بعدما منحتهم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الضوء الأخضر للقيام بذلك.

ويعتبر مركز الدم فى نيويورك (NYBC) أيضا من أوائل المنظمات لجمع الدم فى الولايات المتحدة تجمع البلازما من مرضى فيروس "كورونا" المستجد COVID-19 لاستخدامها كعلاج محتمل للمرض.

ورجع الأطباء إلى أنه كان من الشائع علاج الأمراض البكتيرية المعدية عن طريق غرس دم المرضى الذين تم شفاؤهم فى أولئك الذين يعانون من العدوى، مجربين هذا النهج أيضًا ضد الالتهابات الفيروسية مثل أنفلونزاH1N1، والسارس وMERS، بنجاح واستفاد بعض المرضى، لكن البعض الآخر لم يستفد والأطباء ليس لديهم فهم رؤية واضحة.

وتحتوى بلازما الدم من مرضى "كوفيد-19" المعروف بفيروس "كورونا" المستجد، على الأجسام المضادة التى طورها جهازهم المناعى لمحاربة العدوى.

ورغم تأكيد باحثين أمريكيين، أنه لا يوجد هناك ما يثبت فعالية استخدام البلازما كعلاج "كورونا"، فإنهم يعتبرون النتائج التاريخية لعلاج أمراض أخرى أمر مشجعا، حيث تم استخدامها لمحاربة تفشى الأنفلونزا والحصبة قبل ظهور اللقاحات والأدوية الحديثة، وجُرب مؤخرا ضد "السارس" و"إيبولا"، كما استخدمته الصين الشهر الماضى.

تستند فكرة دم المتعافين أو ما يطلق عليه "البلازما" إلى مفهوم المناعة السلبية، فمن المحتمل أن الأشخاص الذين تعافوا من عدوى فيروس "كورونا" COVID-19 قد فعلوا ذلك لأن أنظمتهم المناعية طورت استجابات مناعية قوية، فهى تصنع أجسامًا مضادة، بما فى ذلك قاتلة للميكروبات، فيمكن أخذ هذه الأجسام المضادة من مريض "كورونا" COVID-19 المستجد، وإدخاله إلى شخص مصاب بالفيروس مؤخرًا.

بلازما النقاهة

وسيتم إعطاء ما يسمى بـ"بلازما النقاهة" للمرضى واتصالاتهم فى عدد من التجارب السريرية التى هى قيد النظر مع هيئات التمويل الطبى.

يقول الدكتور بروس ساشيس، كبير الأطباء فى نيويورك بلود: "الفكرة هى أنه إذا قمت بنقل شخص مريض بشكل سلبى، فقد تساعد الأجسام المضادة مؤقتًا شخصًا مريضًا على مكافحة العدوى بشكل أكثر فعالية، وتتحسن سريعًا".

فى حين أن العلاج لا يزال تجريبيًا، سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية فى 24 مارس للأطباء باستخدام البلازما من المرضى الذين تم شفاؤهم لعلاج أولئك الذين يعانون من "عدوى COVID-19 الخطيرة بموجب نظام الموافقة على الطوارئ.

وأضاف ساشيس أن مركز الدم فى نيويورك على استعداد لبدء جمع الدم من المرضى الذين تم شفاؤهم والذين أثبتت نتائجهم السلبية للعدوى الفيروسية النشطة، واستوفت متطلبات أخرى لضمان أمان البلازمة، فمن المرجح أن يأتى المانحون الأوائل من المستشفيات التى عالجت المرضى بنجاح، وستعود البلازما المتبرع بها إلى تلك المستشفيات لعلاج مرضاهم.

اللقاح الألمانى بعد الصيف

الأمل فى اللقاح، جاء من ألمانيا، عندما قال رئيس شركة كورفاك الألمانية بالإنابة فرانتس فارنر هاس، إن عشرات الآلاف من المصابين بـ"كورونا" من الممكن أن يحصلوا على لقاح للفيروس الخريف القادم.

وأضاف أنه بعد "التقدم الذى أحرزه علماء الشركة، فإن التجارب السريرية لهذا اللقاح ستنطلق الصيف القادم".

وأكد هاس أنه إذا وافقت السلطات الألمانية فسنبدأ فى الإنتاج، مضيفا أنه لدى شركته قدرة إنتاجية تتروح بين 200 و400 مليون جرعة لقاح لفيروس "كورونا" فى العام الواحد.

عقار الملاريا الفرنسى

وفى فرنسا كان الوصول إلى إمكانية استخدام عقار الملاريا لحين الوصول إلى علاج مخصص لـ"كورونا"، حيث كشف البروفيسور الفرنسى ديدييه راؤول مدير المعهد الاستشفائى الجامعى فى مرسيليا خلال تجربة سريرية، فعالية عقار هيدروكسى كلوروكوين المستخدم لعلاج الملاريا فى شفاء المصابين بفيروس "كورونا".

وأظهرت الدراسة الفرنسية التى كشف عنها راؤول، شفاء جميع المصابين بـ"كورونا" بعد علاجهم على مدى ستة أيام متواصلة بعقار هيدروكسى كلوروكوين والمضاد الحيوى أزيثروميسين معا.

وقالت الدراسة إن علاج هيدروكسى كلوروكوين يمنع تكاثر الفيروس فى جسم الإنسان، ويعمل على خفض واختفاء العدوى الفيروسية لدى مرضى "كوفيد 19"K، مضيفا أن تأثير هذا العقار يعززه عقار أزيثروميسين الذى يسرع فى شفاء المرضى.