وزيرة الهجرة: أبناء مصر في الخارج يعدون ثروة قومية كبرى «مدبولي» يوجه وزيري المالية والتجارة بالاجتماع مع المُصدرين للتوافق حول مقترحات لزيادة الصادرات السفارة الصينية في مصر تنظم فعالية بعنوان «شهر الخيرات» فحص 795 ألف مواطن ضمن المبادرات الرئاسية لتحسين الصحة العامة للمواطنين خلال رمضان وزيرة البيئة تلتقي نقيب الصحفيين لبحث سبل التعاون في دعم الصحافة البيئية في مصر مؤشرات البورصة تواصل تراجعها بمنتصف تعاملات جلسة الخميس «أتربة ونشاط رياح».. استمرار ارتفاع درجات الحرارة حتى الثلاثاء المقبل ضمن مبادرة ”دايماً على بالى“.. توزيع كراتين مواد غذائية على الأسر الأولى بالرعاية بالبحيرة محافظ الغربية يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الرصف والتطوير والحملة الميكانيكية تحرير 151 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة نتائج جهود الأجهزة الأمنية بالقاهرة لمكافحة جرائم السرقات خلال 24 ساعة.. ضبط 17308 مخالفة مرورية متنوعة
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

إمام الحرم المكي في خطبة الجمعة : الافتقار إلى الله باب عظيم من أبواب الفرج و رفع البلاء

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي المسلمين بتقوى الله عز وجل - وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : الحمد لله رب العالمين فتح أبواب الخير للعاملين ، و نوع سبل الطاعات للمؤمنين ، فالكيس من دان نفسه ، و عمل لما بعد الموت ، و العاجز من أتبع نفسه هواها ، و تمنى على الله الأماني .

أمة الإسلام : إن الإيمان بقضاء الله و قدره ، ركن من أركان الإيمان الستة ، و في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما سئل عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله و ملائكته ، و كتبه و رسله و اليوم الآخر ، و تؤمن بالقدر خيره و شره ، فالله - جل جلاله - قدر مقادير الخلائق و أرزاقهم و آجالهم ، و ابتلاهم بالحسنات و السيئات فتن في السراء ، و محن في الضراء ، فهذا أدم عليه السلام خلقه الله بيده ، و نفخ فيه من روحه ، و أسجد له ملائكته ، ثم ابتلاه الله بأكل الشجرة ، فأخرجه من الجنة ، ثم قال سبحانه في حق ذريته من بعده :" و لنبلونكم بشيئ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين " .

فكم يا عباد الله في الشدائد و المحن من المنح و العطايا ، و هذه حقيقة لا يوقن بها إلا من رضي بالله حق الرضا ، و أحسن الظن به ، و صدق في التوكل عليه ، و فوض الأمر إليه ، و كان على يقين و ثقة بوعده أنه سبحانه لا يريد بعباده إلا الخير و الصلاح ، و الفوز و الفلاح ، فقد توافي المضرة من جانب المسرة ، و المسرة من جانب المضرة ، و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم ، و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون .

و أضاف المعيقلي : في يوم الحديبية عقد النبي - صلي الله عليه و سلم - صلحاً مع المشركين ، و رأى بعض الصحابة رضوان الله عليهم ، بأن فيه ظلماً و إجحافاً لهم ، حتى قال عمر رضي الله عنه : يارسول الله ، ألسنا على الحق و هم على الباطل ، فقال بلى ، فقال : أليس قتلانا في الجنة و قتلاهم في النار ؟ قال : بلى ، قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ، أنرجع و لما يحكم الله بيننا و بينهم ، فقال صلى الله عليه وسلم : يا بن الخطاب : إني رسول الله و لن يضيعني الله أبدا ، فانطلق عمر إلى أبي بكر ، فقال له مثل ما قال للنبي - صلى الله عليه و سلم - ، فقال أبو بكر : إنه رسول الله و لن يُضيعه الله أبدا ، فأنزل الله تعالى : " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " ، فقال عمر : يا رسول الله أوفتح هو : قال نعم رواه البخاري و مسلم .

و تابع بالقول : أمة الإسلام ، إن ما يجري على العالم اليوم هو في ظاهره شر و بلاء ، و لكن عسى الله أن يجعل فيه خيراً كثيرا ، فكل ذلك بعلم الله و حكمته ، و قضائه و قدره ، و الله عند حسن ظن عبده به ، فالرحيم لا يقدر لعباده إلا الخير ، فلا يجزع العبد من قدر الله ، و لا ييأس من رحمته ، و لعل هذا المكروه يكون سببا لنعمة لا تُنال إلا به .

أيها المؤمنون بالله و رسوله : إن في قوله تعالى : و عسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خير كثيرا " دعوة للتسليم بأمر الله ، و علاجاً للقلق و التشاؤم ، و سبباً لحصول السكينة و الطمأنينة ، و ليست دعوة لبث الوهن في العمل ، أو ذريعة للخمول و الكسل ، فحين نتحدث عن الرضا بقضاء الله ، هو تفويض الأمور إليه ، فلا يفضي ذلك إلى العجز و التواكل ، و ترك الأخذ بالأسباب و التخاذل ، بل يكون العمل بكل ما في الوسع و الطاقة ، و الاجتهاد على قدر الاستطاعة من فعل الأسباب التي سخرها الله ، و مدافعة أقدار الله بأقداره .

و لنعلم أيها المؤمنون أن الافتقار إلى الله تعالى سبيل لمرضاته و معيته ، و باب عظيم من أبواب الفرج و رفع البلاء ، و كشف الضراء ، فقوة الإنسان و عزه في ضعفه و انكساره لربه ، ففي يوم بدر أظهر النبي شدة افتقاره إلى ربه ، و حاجته إلى خالقه .

فحري بنا هذه الأيام أن نظهر افتقارنا إلى ربنا ، و نتقرب له بصالح أعمالنا ، و أن نكثر من صنائع المعروف ، فصنائع المعروف مما يكشف الله بها البلاء ، و يرفع بها الوباء ، و يغفر بها الذنوب ، و يستر بها العيوب ، و يفرج الله بها الهموم .

و بين المعيقلي في الخطبة الثانية : أن الإسلام قد حفظ الإنسان قلباً و جسداً و نفسا ، و أسرة و مجتمعا ، فأوجب حفظ الضروريات الخمس ، و منها : حفظ النفس ، فجزي الله خيراً خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين إذ جعلوا صحة الإنسان و كرامته في مقدمة الأولويات لا فرق في ذلك بين مواطن و مقيم ، و إن من أعظم الأعمال و أحبها إلى الكبير المتعال ما تقوم به الوزارات و الهيئات و منسوبوها و المتطوعون معها من جهود عظيمة ؛ لحماية النفوس و دفع الجائحة ، و حفظ الأمن الغذائي و الاجتماعي ، و خاصة ما يقوم به منسوبو القطاع الصحي ، الذين شرفهم الله بهذه المهمة النبيلة ، فعملهم من أعظم الأعمال ، و علمهم من أنبل العلوم و أنفعها بعد علم الكتاب و السنة ؛ لما فيه من حفظ الأبدان ، و في حفظ الأبدان حفظ للعقول و الأديان ، فهنيئاً لكم قادة الصحة و منسوبيها جمعتم بين تكليف و تشريف ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، و الله ذو الفضل العظيم .

و أما رجال أمننا في الميدان ، و المرابطون على ثغور بلادنا فيكفيهم شرفاً و أجرا بُشرى رسول الله صلى الله عليه و سلم : عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، و عين باتت تحرس في سبيل الله ، فطوبى لكل عين سهرست ؛ لأجل راحة عباد الرحمن ، و طوبى لكل عين باتت تحرس الثغور ؛ لحفظ الأمن ، و رد العدوان ، فلكم منا خالص الدعاء بأن يبارك الله في أعمالكم ، و أن يحفظكم من بين أيديكم و من خلفكم .