محافظ شمال سيناء: الرئيس السيسي وجه بتخفيض تكلفة الوحدة السكنية للأهالي بنسبة 55% ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب محافظ شمال سيناء: لا توطين لأي فلسطيني.. وإعادة 3 آلاف إلى غزة قريبا الخارجية: اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية مستقرة والطرفان ملتزمان بها الهلال الأحمر المصري: نراجع شاحنات مساعدات غزة للتأكد من خلوها من أسلحة أو مخدرات أو غيرهما الخارجية: اتصالات مكثفة للتأكيد على رفض مصر لأي محاولة لاقتحام لرفح الفلسطينية بريا الرئيس السيسي يعلن انطلاق البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسى.. انطلاق بطولة الفروسية بعرض الموسيقى العسكرية بدء فعاليات افتتاح البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسي رئيس الوزراء: مصر تدعم جهود استضافة البحرين القمة العربية 33 فى مايو الزمالك يصدر بيانا بشأن إيقاف القيد بسبب مستحقات خالد بو طيب الرئيس السيسي يشدد على ضرورة وقف الحرب ويحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

مرصدالأزهر: المتطرفون اليمينيون يستغلون مفهوم ”الهوية” لتبرير أفعالهم الإرهابيّة

جرائم التنظيمات الإرهابيّة
جرائم التنظيمات الإرهابيّة

عادت جرائم اليمين المتطرف تطلّ علينا بقوة بعدما توارت جرائم التنظيمات الإرهابيّة، حتى فوجئنا بجريمة مقتل "جورج فلوريد"، التي جاءت ترجمة لعقيدة هذا الاتجاه الذي يؤمن بتفوق الأبيض على الأسود، ولم تكن تلك الجريمة وليدة اللحظة، بل امتدّت جذورها حتى ميلاد هذه العقيدة الفاسدة على يد النازيين ونظرائهم، ومن ثمَّ كان لزامًا علينا أن نلقي الضوء على هذه الظاهرة وأسبابها، وسبل علاجها.

لا شكّ أن جزءًا كبيرًا من نَزعة التطرف المُتصاعدة تعمل على تأجيجها وتقف وراءها جهاتٌ مستفيدة من بقاء التطرف، وتعتمد على التزييف والتلاعب من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الحديثة، التي تعمل على التّعبئة والحشد والتمهيد، ومن ثمَّ فإنَّ جزءًا غير قليل من الخطاب الإعلاميّ الحالي يساهم في صناعة المشهد المتطرف في أوروبا والعالم.

ويرى كثير من الباحثين أن الإيديولوجيّة والقوة الدافعة وراء اليمين المتطرف الجديد في أوروبا والغرب وصعوده بقوة، كان عقب الهجوم الذي نفَّذه "تنظيم القاعدة" على برجي التجارة العالميين، كَردَّةِ فعلٍ عكسيّة تجاه المسلمين في أوروبا، ورأينا حركات ترفع شعارات القوميّة والفاشيّة، كما رأينا نشاطات بعض الجماعات اليمينية الإرهابيّة، التي قامت بالعديد من الهجمات عبر أوروبا مثل حركة "بيجيدا" وغيرها من الحركات اليمينية التي نفَّذت بعض العمليات الإرهابيّة ضد الأجانب، لا سيّما المسلمين، ثم جاءت الموجة الأخيرة من اللاّجئين بعد الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، والتي استغلها اليمين المتطرف في زيادة موجة العداء ضد المسلمين، حتى استطاع اليمين المتطرف خلال الانتخابات الأخيرة في كثير من الدول الأوروبيّة أن يحقّق نتائج قويّة؛ بسبب رفضه لبقاء اللاّجئين، وإصراره على معاداة المهاجرين من خلال رفع شعار: «عِرقنا الأبيض» فوق الجميع.

وربَّما يُذكِّرنا هذا الأمر بالحالة العامة قبل الحرب العالميّة الثانية؛ فقد أدَّت الأجواء قبل الحرب العالميّة إلى الصعود اللّافت لأحزاب اليمين المتطرف، الأمر الذي أشعل فتيل الحرب العالميّة الثانية.

سياسة الهُويَّة

يستغل المتطرفون اليمينيون مفهوم "الهُويَّة" لتبرير أفعالهم الإرهابيّة، فبعدما تمَّ حظر دخول اللاّجئين من سبع دول عربيّة وإسلاميّة إلى الولايات المتحدة، دعا رئيس الوزراء الكنديّ آنذاك "جاستن ترودو" إلى الترحيب باللاّجئين في كندا، لكن لم تمض ساعات حتى قام متطرفون يمينيون بإطلاق النار على بعض المصلين في مدينة "كيبك" الكنديّة، ما أسفر عن مقتل أربعة من المسلمين، ليأتي هذا الحادث ردًّا على تصريحات رئيس الوزراء، وتنفيذًا للسياسة العدائيّة تجاه الإسلام والمسلمين. فـ "سياسة الهُويَّة" تهدف في المقام الأول إلى تقسيم العالم على أساس عرقيّ ودينيّ من خلال ترجمة مشاعر الخوف إلى سلوك عدوانيّ يهدف إلى القضاء على الأخضر واليابس.

وبالنسبة لـ سياسة الهُويَّة لليمين المتطرف في ألمانيا فإنَّ حركة "بيجيدا" (أوربيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، قد قامت في عام 2016 بمظاهرة شارك فيها ما يزيد عن 20000 مشارك للتحذير من خطر المسلمين على الهوية الأوروبيّة، وزعم مؤسس الحركة أن أوروبا استطاعت أن تلملم جراحها بعد الحربين العالميتين وتعود أقوي مما كانت، لكنها أمام خطر "الأسلمة" ستصبح صريعة لن تقاوم، حيث إن المسلمين -من وجهة نظرهم- يشكلون الخطر الرّئيس، ومعول الهدم المدمر، والذي لن يترك أوروبا حتى يجعلها جثة هامدة، ولذا يجب على الأوروبيين الوطنيين مقاومة الأسلمة، وصدُّ المسلمين عن هذا المُخطط.



وسائل الإعلام والخطاب العنصريّ الطائفيّ وأثره في قضية التطرف

التفتت الجماعات المتطرفة بكافة أشكالها إلى دور الإعلام في العصر الحالي سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا، وسواء كان الإعلام التقليديّ أم الإعلام البديل، الذي أصبح يشكّل الركيزة الأساسيّة في العصر الحديث، والذي يعتمد على المشاركة والانتشار عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ ليتخطى حواجز الزمان والمكان والمراقبة، ويمكنه تجاوز حدود اللغة والثقافة، والذي يستخدمه فئة الشباب بالأخص؛ فهو الأكثر تأثيرًا في مخاطبة عقولهم ونفوسهم. ومن ثمَّ فقد استغلت الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم "داعش" الإرهابيّ الشبكة العنكبوتيّة في تسويق نشاطاته عبر جميع المنافذ الإعلاميّة التقليديّة وغير التقليديّة من مدونات ومنتديات ومواقع إلكترونيّة وإذاعة ثابتة وإصدارات مرئيّة ومكتوبة بلغات عديدة مثل العربيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة والتركيّة والشيشانيّة والكرديّة. وكان لهذا السلاح الإعلاميّ أثر واضح في معارك التنظيم، الأمر نفسه يصنعه اليمين المتطرف في أوروبا، ولذلك حذَّر المؤتمر الأخير لوزراء الداخليّة الألمان من الاستغلال الخاطئ للإنترنت من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة.



الإسلاموفوبيا وعلاقتها بالتطرف
سيظل الدافع الأكبر وراء هجمات اليمين المتطرف هو ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، حيث يتهم اليمينيون دائمًا المسلمين بأنهم بربريون، وأنهم ما جاءوا إلا لأسلمة أوروبا وتغيير هُويَّتها، ولعل السبب الفاعل في انتشار ظاهرة التطرف بين اليمينيين والمنتمين للإسلام هو الكره المتبادل، وهو ما يظهر جليًّا في صفحات المنتمين لكلا التيارين، وأن أحدهما دائمًا ما يأتي كردَّة فعل للآخر، وخاصة في الفترة الأخيرة بعد ظهور تنظيم "داعش" الإرهابيّ، وهجمات ذئابه المنفردة على أوروبا.

أما "الغضب" الذي ينشأ نتيجة الشعور بالاغتراب، والذي يتم تأجيجه عن قصد، من منطلق الكراهية بسبب الاختلاف الطبيعيّ والإنسانيّ، يمكن أن ينشأ من أيدولوجيّة يمينية متطرفة أو غيرها؛ فبينما يعارض البعض "أسلمة الغرب" يتحرك آخرون ضد "تغريب الإسلام"، وهذا يؤدي في النهاية إلى "التطرف المتبادل"، كما هو معروف.



التطرف المتصاعد

هناك كثير من المتطرفين اليمينيين أصبحوا أكثر تطرفًا بمجرد تحول بعضهم للإسلام، على الرغم أنه قَبل إقدامهم على هذه الخطوة كانوا يدعون صراح