رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

الدكتور منير القادري: من أراد الغنيمة صحح العزيمة

منطلقا من الحديث النبوي الشريف «إنَّما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.. »، تناول الدكتورمنير القادري بودشيش مدير مؤسسة الملتقى ورئيس مركز المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، اليوم، في كلمته ضمن الليلة الافتراضية الحاديتة عشر من سلسلة ليالي الوصال في زمن كورونا، "ذكر وفكر" ،المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بشراكة مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال ،السبت 11يوليو 2020، موضوع "علم النية في الإسلام أساس التصوف و العبادات و المعاملات"، مبرزا أن هذا الحديث يعد من أعظم أصول الشريعة؛ و يدخل في حكمه العبادات والمعاملات والعادات، موردا ما جاء عن الأئمة في تعظيم قدر هذا الحديث، حتى اعتبر ثلث الإسلام ، وأضاف بأن هذا الحديث إشارة ربانية إلى أن من أراد الغنيمة صحح العزيمة، ومن أراد المواهب السنيّة أخلص النية.

وأكد الدكتور منير، أنَّ النيَّة هي الحد الفاصل بين العمل الخالص لوجه الله تعالى وبين العمل الذي يُقصد به غيره، وأن من فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أنه يُجرى الثواب لأناسٍ منعتهم الأعذار من المشاركة في أعمال الخير والبر، مذكرا في هذا الصدد بما جاء عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري – رضي الله عنهما – قال : "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزَاةٍ، فَقَالَ: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلا كَانُوا مَعَكُمْ حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ"، وهوما جعل المتصوفة يعتنون بمعالجة مصدر هذه النية الذي هو القلب ، بالذكر وصحبة الصالحين".

وبين ورئيس مركز المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، أن العمل الصالح مقيد برضاء الله عز وجل، لا برضى الناس ، وأن عالم النواميس الكونية الذي وضعه الله عز في علاه محكم جدا، فمن حرص على صفاء نيته وحماية قلبه من كل ما يمكن أن يفسده، رزق من الخير فوق ما يتمنى؛ ومن بنى أعماله على نيةٍ فاسدة فإن عمله يُعتبر مردودًا عليه غير مقبول .

وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، أولى اهتماما خاصا للشباب، باعتبارهم المعول عليهم في نصرة الدين ، وتحمّل أعباء نهضة الأمة ، من خلال رؤية نبوية محمدية في تربية النشء، هذه التربية التي أورثتهم ثباتا في العزيمة، وتفانيا في نشر هذا الدي ، مستدلا بما جاء عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : " يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ".

وأشار إلى أنه بمناسبة الخطاب الملكي السامي 17 يونيو 2011 لتقديم مشروع الوثيقة الدستورية، أبان أبناء الطريقة القادرية البودشيشية عن أحد من أبهى صور المحبة الصادقة والنية الصالحة في حفظ البلاد و العباد، من خلال استجابتهم و مشاركتهم الحاشدة خلف أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله ، توجههم في ذلك التربية النورانية التي تلقوها على يد الشيخ حمزة بن العباس و يسير عليها نجله الشيخ الدكتور جمال الدين.

موردا بعض ما جاء في خطاب جلالته بخصوص الشباب : "وعملا على تمكين الشباب، من فضاء مؤسسي للتعبير والنقاش؛ فقد حرصنا على إحداث مجلس للشباب والعمل الجمعوي، يشكل قوة اقتراحية، لتمكينهم من المساهمة، بروح الديمقراطية والمواطنة، في بناء مغرب الوحدة، والكرامة والعدالة الاجتماعية" .

ليخلص إلى أن الشباب الصالح هو عماد الأمة والسبيل نحو المستقبل، من خلال تربية روحية تبعث فيه روح المواطنة الخالصة والأخلاق الفاضلة، وتجعله يتشبت بثوابت البلاد، منتجا لقيم الخير والنفع وقيم الوسطية، والاعتدال والسلم والسلام.