رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

الأزهر ينتصر لقضايا الوسطية.. ويساند الدولة فى الملفات المصرية

المؤسسات الدينية تقود سفينة «التجديد» الفكرى

انطلاق «رحلة التصحيح» الفكرى

تسخير الإمكانات الدينية لتحصين المصريين

الدين هو الشمعة التى تنير طريقنا إلى الهداية والطريق المستقيم والأخلاق الحميدة، وطالما تعمل المؤسسات الدينية فى مصر من أجل تحقيق الترابط المجتمعى وعدم التفكك، والأزهر على رأس هذه المؤسسات جامع وجامعة، بجانب دار الإفتاء التى تسعى دائما للتجديد فى الفتوى بما يناسب صحيح الدين طبقا لتغير الأحوال والعصور، ولا ننسى دور الأوقاف فى توحيد مساجدها على خطبة الجمعة وترجمتها إلى 18 لغة، ومجمع البحوث الإسلامية الذى يدفع بالقوافل الدعوية للمشاركة فى الوعظ فى أنحاء الجمهورية.

الأزهر الشريف

كلنا نعلم أن الأزهر الشريف لا يدخر جهدا لخدمة وطنه الحبيب مصر، وخدمة المسلمين فى أنحاء العالم، ودائما ما يحرص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على القيام بجولات داخلية وخارجية لنشر مفهوم التسامح والتعايش السلمى ودعم قيم الأخوة الإنسانية بين جميع البشر، خاصة فى ظل العمليات التفجيرية الإرهابية الإجرامية، التى من شأنها تفكيك المجتمعات وإنشاء الفتن بين شعوبها.

وشهدت الأشهر الماضية نقلة نوعية على مستوى العلاقات ما بين الأزهر والفاتيكان، تجسدت فى لقاءات فضيلة الإمام الأكبر بالبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، أثمرت عن التوقيع على وثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية، لدعم التعاون المشترك بين الأزهر والفاتيكان من أجل نشر وتحقيق الإخاء الإنسانى.

كما شارك "الطيب" فى أعمال مؤتمر قمة قادة الأديان تحت عنوان "تعزيز كرامة الطفل فى العالم الرقمى"، بالمقر الرئيسى للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان، حيث إنه يكرم باستمرار الأطفال المُشارِكين بفعاليات مجلة "نور"، وقَدّمَ هدايا تقديريّةً للأطفال المتميّزين، وأدان بحزن شديد ما تعرضت له الطفلة "جنة" من حرقٍ وتعذيبٍ، واصفا إياه بالفاجعة الإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

بيت الزكاة والصدقات المصرى

وليس هذا فقط بل حرص الأزهر الشريف على مضاعفة الإعانة الشهرية لمستحقى الزكاة من بيت الزكاة والصدقات المصرى خلال شهر رمضان العام الماضى للتعويض عن توزيع الكرتونة الرمضانية، كما قرر مضاعفة قيمة الإعانة الشهرية التى يصرفها بيت الزكاة لمستحقيها بمناسبة المولد النبوى الشريف لعام ١٤٤١هـ، ولم ينس جائحة كورونا التى تسببت فى خسائر مادية لجميع البشر، فقرر مضاعفة الإعانة الشهرية خلال تلك الفترة، وتأتى لمساعدة المستحقين على تلبية احتياجاتهم فى ظل التحديات التى تواجهها البلاد فى مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، داعيًا القادرين إلى مضاعفة أعمال البر لمساعدة إخوانهم المواطنين مذكرًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واللَّه فِى عَوْنِ العبْدِ مَا كانَ العبْدُ فى عَوْن أَخيهِ".

دعم الأزهر للمرأة

وتُعد قضايا الأسرة من أهم القضايا التى أولاها الإمام الأكبر اهتمامًا كبيرًا، ودائما تتم مناقشة قضايا الأسرة المسلمة، والحقوق التى أقرها الإسلام للزوج والزوجة، وكيفية الحفاظ على الكيان الأسرى، واحترام حقوق المرأة وكرامتها الإنسانية، واستغلالِ طاقاتها المُهدرة كشريك أساسى للرجل فى بناء الأسرة وصناعة النهضة.

دعم القضية الفلسطينية

كان ولا زال الأزهر المؤسسة الوحيدة الثابتة على موقفها الداعم لفلسطين، خاصة فى ذكرى النكبة الفلسطينية وإعلان الاحتلال الصهيونى قيام دولته المزعومة على الأراضى الفلسطينية، واحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية، وتدمير 531 تجمعًا سكانيًّا، وتشريد حوالى 85% من السكان الفلسطينيين للدول المجاورة لفلسطين وبعض الدول الأجنبية، وأكد الأزهر الشريف أن هذا اليوم يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولى الذى لا يزال غافلًا أو متجاهلًا لحقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه المحتلة منذ 72 عامًا، وأن العالم بأسره يتحمل المسئولية الكاملة عن إنهاء هذا الاحتلال الصهيونى الغاشم على أرض فلسطين المباركة، ورد الحقوق إلى أصحابها ومحاكمة المحتل الغاصب على جرائمه ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطينى وأرضه ومقدراته ومقدساتنا العربية والإسلامية، وأن القدس ستبقى عربية وستبقى قضيتها فى قلوب العرب والمسلمين، وأن كل احتلال وغصب نهايته حتما إلى زوال مهما طال الزمن واشتد الكرب.

قطاع المعاهد الأزهرية

وفى ظل جائحة كورونا حرص الأزهر الشريف على المحافظة على صحة طلابه، حيث توقفت الدراسة بجميع المعاهد الأزهرية منذ نصف مارس، والاكتفاء بتسلم طلاب النقل أبحاث علمية من المنزل عن المواد، بدلا من حضور الامتحانات التحريرية والشفوية.

جامعة الأزهر

وجهود جامعة الأزهر يشهد لها سواء تعليميا أو مهنيا، فهى تسخر كل إمكاناتها لخدمة الشعب المصرى، من جامعة ومستشفيات ومراكز طبية وورش تعليمية لطلابها، وكان لها جهد بارز فى مساندة الدولة لمجابهة فيروس كورونا المستجد، حيث أكد الدكتور طارق سلمان نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث أن الجامعة شكلت فريق علمى يضم مجموعة من أساتذة الجامعة وشباب الباحثين من ذوى الكفاءات والقدرات الموهوبة والاستثنائية التى تمتلك أفكارا علمية حديثة ومبتكرة لتقييم التجارب والأبحاث العلمية المختلفة التى تم الحصول عليها بشأن فيروس كورونا، وتنفيذ الرؤى العلمية لإيجاد مصل وعلاج لهذا الفيروس القاتل وتطبيق هذه الأبحاث والأفكار العلمية المختلفة وتحويلها إلى منتج نهائى للقضاء على هذا الفيروس.

وأوضح "سلمان" أن فريق العمل يضم العديد من التخصصات العلمية المختلفة لدراسة الفيروس من الناحية الطبية، الوبائية، الإكلينكال باثولوجى، الأشعة، الفيروسات والمناعة، الصيدلانيات والمركبات الدوائية، كما أن الجامعة تعمل على توفير جميع المتطلبات العلمية المختلفة والبيئية المناسبة لفريق العمل للبدء فى العمل والتنفيذ الفورى للمشاريع والأفكار المقترحة بعد دراستها والتأكد من أهميتها وذلك للضرورة الملحة والضاغطة لإيجاد حلول بديلة لنقص الإمكانات العلاجية والصحية لمجابهة الوباء العالمى المتسبب به فيروس كورونا المستجد، كما تم رصد المعامل التى تتولى تنفيذ هذه البحوث والحلول الابتكارية التى تساعد على حل الأزمة الحالية أو التخفيف من آثارها.

ويجرى حاليا وضع آليات العمل للفريق المشكل بالمجموعات البحثية والعلمية المختلفة والتى تتبنى العديد من الأفكار العلمية من دراسة الفيروس على المستوى الجينى، كإيجاد طرق جديدة للتشخيص، العلاج المناعى، المركبات الكيميائية الواعدة ضد الفيروس كمضادات فيروسية، وأيضا العديد من الأبحاث التى تتعلق بالفيروس من الناحية المناعية المختلفة لتقديم نتائج واعدة ذات دلالات علمية قوية حول فيروس كورونا المستجد خلال الفترة الراهنة والخروج بالعديد من الأبحاث والتوصيات العلمية المختلفة والتى تساعد متخذى القرار فى وضع الخطط وكيفية إدارة الأزمات ومواجهة التحديات وأخيرا إيجاد العلاج المناسب لجميع المرضى حول العالم والقضاء النهائى على الفيروس وإنتاج مصل له.

ليس هذا فقط بل قامت كلية الاقتصاد المنزلى برعاية رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد المحرصاوى، بإنتاج وتسليم الدفعة الأولى من الماسكات الطبية إلى جامعة الأزهر والبالغ 2000 ماسك طبى، من خلال قسم الملابس والنسيج بالكلية، حيث بدأ فى تصنيع وإنتاج الكمامات فى إطار توفير وتنفيذ التدابير الوقائية المتبعة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى متابعة لجنة إدارة الأزمة لمواجهة فيروس كورونا، بصفة مستمرة والإجراءات الاحترازية والوقائية التى تقوم بها المستشفيات الجامعية والكليات، كما تابعت جهود الأطباء وأطقم التمريض بمستشفيات التخصصى والحسين والزهراء وباب الشعرية وأثنت على تعاملهم مع المستجدات كافة.

وقد فتحت مدن جامعة الأزهر أبوابها لاستضافة كل أطياف الشعب المصرى دون تفرقة بين جنس أو دين فالمدينة تعبر عن أسمى معانى الأخوة الإنسانية، فهى تقيد كل مقوماتها وفى حدود إمكاناتها ولم تدخر جهدا فى تهيئة المناخ الملائم للإقامة، وتم تسكين جميع مبانى مدن البنات، كما قدمت الجامعة كل خدماتها المتاحة إيمانا منها بأن معادن الرجال تعرف فى الشدائد فكانت من أوائل الجامعات التى فتحت مدنها للضيافة مستخدمة فى ذلك مبانيها الجديدة وكذا المبانى القديمة واستقبلت للآن ما يزيد عن ثلاثة آلاف مواطن من الكويت والإمارات والسعودية.

وقد جادت الجامعة بما تملكه فى ظل ضعف مواردها المالية التى تقدر ميزانيتها بمثل الجامعات الأخرى علما بأنه يدرس فيها ما يقرب من نصف مليون طالب ويتبعها ٨٦ كلية و٢٦ مدينة جامعية فى حين يوجد فى الجامعات الأخرى ثلاث مدن على الأكثر، وإذ تعلن الجامعة ذلك فإنها تغتنم الفرصة وتقدم الشكر لطلابها من المصريين والوافدين الذين تحملوا المسئولية مع جامعتهم التى تبذل جهدها لتوفر لهم الخدمات فى ظل ضعف الإمكانات.

كما تم توفير بوابات تعقيم لمدن الإقامة وأطقم طبية جاهزة للتعامل مع أى مرض أو عارض صحى طارئ فأعضاء هيئة التدريس بطب الأزهر وأطباء الإدارة الطبية وأطقم التمريض يضحون بأرواحهم خلال هذه الأيام لإنقاذ غيرهم ويضربون أروع الأمثلة فى الإخلاص فى العمل داخل المدن والمستشفيات.

كما صرح الدكتور يوسف عامر نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب بأنه قد بدأت الجامعة مؤخرا فى تنفيذ الاختبارات الإلكترونية بعدد من الكليات والتى من بينها كليتى الطب والصيدلة بنات القاهرة حيث أدت الطالبات الاختبارات الإلكترونية فى مقررين دراسيين بكلية الصيدلة بنات ومقرر دراسى بكلية طب البنات بالقاهرة ضمن امتحانات نهاية العام الدراسى وكانت نسبة حضور الطالبات فى الاختبارات الإلكترونية التى عقدت اليوم فى المقررات الدراسية بلغت 100% وتم إعلان النتيجة عقب الانتهاء من الامتحان مباشرة، ومن جانب آخر بدأ طلاب الكليات الأخرى فى تسليم الأبحاث عبر البريد الإلكترونى المخصص من كل كلية.

وزارة الأوقاف

ولوزارة الأوقاف إنجازات لقيت ارتياحًا كبيرًا من الرأى العام المصرى بجميع اتجاهاته وانتماءاته السياسية والشعبية والحزبية، وقد حقق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع للوزارة فى ضوء اهتمامه بنشر الفكر الوسطى المستنير، مليون وأربعمائة ألف جنيه من صافى مبيعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية خلال العام المالى 2019/ 2020م بزيادة نحو خمسين ألف جنيه تقدر بنحو 3% عن العام المالى السابق، وكانت أكثر الكتب مبيعًا هى: "الأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وفقه الدولة وفقه الجماعة، وبناة وهدامون، ومفاهيم يجب أن تصحح فى فقه السيرة والسنة، والفهم المقاصدى للسنة النبوية، وضلالات الإرهابيين وتفنيدها، وفقه النوازل (كورونا المستجد نموذجًا)، ومخاطر الإلحاد وسبل المواجهة".

وقد قرر الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف فى ضوء دعم قضايا التعليم عن بُعد إنشاء إدارة للتدريب عن بُعد، تعنى بتدريب الأئمة والواعظات وجميع العاملين بالأوقاف، على أن تنطلق أعمالها قبل نهاية شهر يونيه 2020م الجارى، وبشأن ما حققته الوزارة فى مجال الدعوة وخدمة القرآن الكريم، فخلال الـ6 السنوات الماضية تم إنشاء 303 مدارس علمية، كما تم عقد 12962 ملتقى فكرياً، وكذلك إنشاء 1200 مدرسة قرآنية، هذا بجانب تسيير نحو 3162 قافلة دعوية بالمناطق النائية والحدودية، فضلاً عن ضم 2595 محفظاً بالمكافأة أو تطوعاً، بالإضافة إلى إنشاء نحو 15026 فصلاً لمحو الأمية، وفيما يتعلق بمجال عمارة المساجد وفرشها، فما تم صرفه على إحلال وتجديد وصيانة وفرش المساجد بلغ أكثر من 6 مليارات جنيه، كما تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم نحو 3203 مساجد، أما بشأن مجال الأحوال المالية والمعيشية للأئمة، فقد تم زيادة رواتب الأئمة المعينين من 2205 إلى 2766 جنيهاً.

وبالنسبة لمجال البر وخدمة المجتمع، فقد تم صرف 1.6 مليار جنيه فى مجال الإعانات النقدية والمساعدات العينية وشروط الواقفين والقرض الحسن وصكوك الأضاحى وخلافه، بالإضافة إلى إقامة 48 معسكراً تثقيفياً للأئمة والواعظات والوافدين والإداريين، فضلاً عن تدريب 11550 إماماً فى الدورات التدريبية للأئمة والواعظات على معالجة القضايا السكانية وتنظيم الأسرة، وكذلك عقد 33 برنامجاً للتدريب المتخصص بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، هذا بجانب تدريب 1199 معلماً من معلمى التربية الدينية الإسلامية بأكاديمية الأوقاف الدولية.

ولا ننسى دور الوزارة فى مجال التأليف والترجمة والنشر، حيث تم تأليف ونشر 69 كتاباً من قبل الوزارة، وكذلك ترجمة 92 كتاباً إلى عدد من اللغات الأجنبية، أما على صعيد العلاقات الخارجية، فقد تم عقد 8 مؤتمرات دولية خلال الفترة من 2014 حتى 2019، كما تم رعاية أكثر من 400 طالب وافد على نفقة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سنوياً، بجانب عقد 5 مسابقات عالمية للقرآن الكريم، خلال الفترة من 2015 حتى 2019، وفى مجال التطوير التكنولوجى والدعوة الإلكترونية، فقد وصل عدد الزوار لموقع وزارة الأوقاف "أوقاف أون لاين" إلى 24.9 مليون زائر، وكذلك حققت صفحة الوزارة على الفيس بوك 1.2 مليون متابع، أما فى مجال الرعاية الصحية، فقد تم إنفاق أكثر من 100 مليون جنيه فى مجال الرعاية الصحية.

تم توفير 7302 فرصة عمل من خلال وزارة الأوقاف تشمل الآتى: "تعيين 4258 عاملاً، وكذلك تعيين 2950 إماماً فى مسابقة الأئمة خلال الفترة من 2016 حتى 2019، فضلاً عن تكليف 94 فنى تمريض "ممرضات"، وفى مجال المشروعات التنموية لهيئة الأوقاف، فقد بلغت تكلفة تنفيذ 16041 وحدة سكنية وإدارية وتجارية وخدمية أكثر من 2 مليار جنيه، وكذلك بلغت التكلفة التقديرية لـ10796 وحدة سكنية وإدارية وتجارية وخدمية جارٍ تنفيذها أكثر من 2.7 مليار جنيه، كما بلغ إجمالى إيرادات الهيئة خلال عام 2018/ 2019 نحو 1.5 مليار جنيه وهى أعلى إيرادات حققتها الهيئة فى تاريخها.

وفى مجال المنح التعليمية المجانية، تم منح 282 إماماً وإدارياً منحة ماجستير خلال الفترة من عام 2017 حتى عام 2019 بالتعاون مع المعهد العالى للدراسات الإسلامية، وبشأن حركة الترجمة والنشر وترجمة خطبة الجمعة إلى 18 لغة أسبوعيا، إضافة إلى رسائل الأوقاف المترجمة والمؤتمرات الدولية، إضافة إلى الأكاديمية الدولية للأوقاف، ووجود أكثر من 1500 مدرسة قرآنية.

دار الإفتاء

وقد حملت أيضا دار الإفتاء المصرية على عاتقها تجديد الفتوى بما يناسب الدين الإسلامى، وعلى الرغم من مواجهتها للعديد من الهجمات الإلكترونية من المتشددين والمتطرفين، ولكنها عملت على يد وساق كى تجعل الناس يفهمون أمور دينهم، وتفسير العديد من الفتاوى الغامضة عبر منصاتها الإلكترونية.

كما أن الدار انتهجت محاور أساسية فى برنامج "إعداد المفتى"، كونها هى مصدر فتوى المسلمين فى مصر فكان أول ركن لديها فى البرنامج هو الرسالة أى العمل على إعداد المفتين المؤهلين من ذوى المعرفة العميقة والمستنيرة بالعلوم الشرعية، وذوى الإدراك الواعى بالواقع المعيشى، وذوى القدرة المهنية النابعة من التبحُّر فى فن الإفتاء، وثانيا الرؤية، حيث برنامج إعداد المفتيين برنامج تعليمى وتأهيلى للوافدين من الخريجين الشرعيين الذين يريدون القيام بدور الإفتاء فى جميع أنحاء العالم؛ لتحقيق المهنية والفاعلية فى الإفتاء.

وثالثا الغايات، والعمل على سدُّ الحاجة الإفتائية إلى ممارس مهنى فى مجال الإفتاء، وأيضا العمل على نشر علم وفن الإفتاء فى محاولة جادة للقضاء على الظواهر السلبية التى أصابت العملية الإفتائية جراء قيام الأفراد غير المؤهلين بمهام الإفتاء؛ مما أثَّر سلبًا على صورة العلماء المفتين وأفقد العملية الإفتائية دورها الرائد فى الحفاظ على الاتزان المجتمعى، رابعا الجمهور المستهدف، حيث إن الدورات جمهورها المستهدف بالأصالة خريجو الكليات الشرعية المعتمدة فى العالم الإسلامى الذين اجتازوا المرحلة الجامعية الأولى (الليسانس فى العلوم الشرعية وما يعادلها).

خامسا هيئة التدريس، التى تمتاز بالدورات بالاهتمام بالجانب التطبيقى والمهنى، ومن ثَمَّ كانت هيئة التدريس بها تمثِّل مزيجًا متجانسًا من الأفراد الفاعلين فى المجال الإفتائى، ويمكن أن نُجملهم فى قسمين الأول الممارسون للعلوم الإفتائية، ويُقصَد بهم فئة المشتغلين بأداء مهام الإفتاء من المؤهلين، والذين لديهم القدرة على تدريب الطلاب على المهارات والمعارف التى يحتاج إليها، والقسم الثانى الأكاديميون المتخصصون فى العلوم الشرعية، وهم الأساتذة الذين يدرسون العلوم الشرعية فى المؤسسات الأكاديمية.

وأخيرا نظام الدراسة، فتقوم الدراسة فى البرنامج على أساس نظام دراسى لمدة ثلاث سنوات، العامان الأولان تغلب عليهما الدراسة النظرية؛ حيث يدرس الطلاب عددًا من المناهج النظرية التى تغطِّى معظم الجوانب الشرعية المحتاج إليها عند الفتوى، بينما تقوم السنة الثالثة على تدريب عملى من خلال مجالس الفتوى، حيث يستمع الطالب إلى أمناء الفتوى بالدار وهم يفتون الجمهور، ومن ناحية أخرى فإنه يدرِّس لهم مادة مهارات الإفتاء، حيث يتم تدريبهم على عدد من المهارات التى يلزم المفتى اكتسابها لنجاح العملية الإفتائية، كما يتم تكليفهم بكتابة عدد من الأبحاث التى تنمِّى مهاراتهم البحثية.

مجمع البحوث الإسلامية

وبالحديث عن مجمع البحوث الإسلامية فلا نستطيع أن نوفى حقه، تلك الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، التى تقوم بالدراسة فى كل ما يتصل بهذه البحوث، وتعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسى والمذهبى، وتجليتها فى جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفى كل بيئة، ودائما يسعى المجلس لتنفيذ مجموعة من الأنشطة والحملات التوعوية التى تستهدف مختلف فئات المجتمع وتناقش قضايا مهمة تلامس واقع الناس وتلبى احتياجاتهم المعرفية.

وقد أكد الدكتور نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أنه رغم الظروف التى يمر بها العالم نتيجة أزمة كورونا وما ترتب على ذلك من اتخاذ الإجراءات الاحترازية التى حالت دون الاتصال المباشر للوعاظ والواعظات مع الجمهور، إلا أن أنشطة المجمع لم تتوقف خلال الربع الثانى من العام الجارى وتم استكمال هذه الأنشطة وتنفيذها بشكل إلكترونى يحقق رسالة الأزهر ودور دعاته فى الحفاظ على وعى الناس، حيث تنوعت أنشطة المجمع ما بين أنشطة مباشرة وإلكترونية فى الربع الأول، وإلكترونية فقط فى الربع الثانى من العام الجارى، تم تنفيذها جميعًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعى الرسمية للمجمع.

وقد شهدت الأشهر الأخيرة تنفيذ نحو 403 قوافل توعوية ضمن فعاليات البرامج التوعوية التى ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين فى جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية، من أجل نشر القيم الأخلاقية والمجتمعية التى تدعم التعايش السلمى فى المجتمع، وتصحيح المفاهيم، ومعالجة الظواهر السلبية فى المجتمع، والتأكيد على معانى حب الوطن وضرورة العمل على استقراره، مع التركيز على جميع فئات الشعب المصرى، خاصة الشباب من خلال بث الأمل فى نفوسهم ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، واختيار القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة فى مختلف المجالات العلمية والعملية، حيث تم تكثيف التواجد فى المناطق الحدودية وتنفيذ العديد من البرامج التوعوية لحماية قاطنى تلك الأماكن من خطر الفكر التكفيرى، والرد على أسئلتهم واستفساراتهم حول كل ما يلامس واقعهم ويرتبط بشأنهم ارتباطًا مباشرًا، حيث يعمل المجمع على محاصرة أرباب الفكر المنحرف والمضلل وحماية الناس من خطر الإرهاب، ومن أعداء الوطن الذين يحاولون هدم الوطن من خلال بث الشائعات المغرضة.

كما عقد المجمع (10417) لقاء وندوة ثقافية فى قطاعات الأمن المركزى، ومراكز الشرطة، والسجون، ودور الرعاية، ومراكز الشباب، والتى تم تنفيذها فى الربع الأول من العام الجارى قبل توقف أنشطة الاتصال المباشرة، وذلك فى إطار خطة الأزهر الشاملة فى مجال التوعية والتواجد المستمر بين الناس، حيث قدمت تلك اللقاءات رسائل توعوية بشكل يلائم بعض الشرائح المجتمعية المختلفة، مما يحقق تأثيرًا جيدًا فى عملية التواصل مع الجماهير، من خلال معايشة قضايا وهموم المواطنين وتبسيط المعانى لهم وبعث الأمل فى نفوسهم واستعادة قيم التراحم والمحبة والشهامة والمروءة والتكافل وحب الوطن، بالإضافة إلى (3147) مقهىً ثقافيًا، فى قصور ودور الثقافة، والمقاهى، لتحقيق مزيد من الاتصال الفعال بين وعاظ الأزهر الشريف وجميع فئات وشرائح المجتمع، من أجل التوعية المجتمعية بالمشكلات والقضايا التى تشغل بال المجتمع والعمل على حلها، من خلال عقد العديد من الحوارات النقاشية المتبادلة مع الجمهور.

وفيما يتعلق بالحملات التوعوية نظم المجمع نحو (24) حملة توعوية ميدانية وإلكترونية بواقع حملة أسبوعية، تم تنفيذها فى جميع مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية بمشاركة وعاظ وواعظات الأزهر، من خلال توجيه نصائح تربوية وتنموية وتوعية متنوعة لجميع الناس بأسلوب مفهوم وبلغة سهلة مع التركيز والإيجاز من خلال صفحات التواصل الاجتماعى والموقع الإلكترونى الرسمى للمجمع؛ حيث ركزت هذه الحملات على بيان مسئولية الإنسان، واستشعار تلك المسئولية نحو الأسرة والمجتمع والوطن، والتأكيد على أهمية بناء الشخصية التى تتحمل المسئولية والتى تدرك معانى الانتماء للوطن، وكذلك توعية الناس بواجباتهم تجاه وطنهم وأهمية الحفاظ عليه، وبيان ضرورة التعايش المشترك وحثهم على العمل والإنتاج والنهوض بالمجتمع الذى يعيشون فيه، وتحذيرهم من مخاطر الأفكار المتطرفة، وبيان أهمية القيم الأخلاقية فى حياتنا والتكاتف والتكافل والتفاؤل للخروج من الأزمات.

وركزت الحملات فى برنامجها على أهمية العمل والاجتهاد فى حياة الناس، حتى يكونوا نموذجًا مشرفًا لمصر يـأخذوا بأيدى بلادهم إلى التقدم والرقى، ويقدموا صورة للعالم تؤكد أن المصريين قادرون على صناعة أمجادهم بأيديهم على مر التاريخ والأزمنة، وأنهم على قدر من الكفاءة العالية فى أداء واجباتهم والحفاظ على مقدراتهم، بالإضافة إلى توعية المواطنين بضرورة التحلى بالإرادة القوية والتحدى المستمر فى تحقيق الأهداف والطموحات التى يسعى الفرد للوصول إليها، كما استهدفت دعمهم بروح التحدى فى مواجهة المشكلات المتجددة فى المجتمع، والإصرار على تجاوزها، وإثبات قدرة النفس على تخطى الصعاب والوصول إلى تحقيق الذات خصوصا فى ظل تلك الفترات العصيبة التى يمر بها العالم أجمع.

ولم يغفل المجمع عن الاهتمام بفئة السيدات فى الجانب التوعوى، حيث تم عقد (15479) درسًا للسيدات، فى إطار الاستفادة من جهود وطاقات واعظات الأزهر الشريف فى الجهود التوعوية التى يقوم بها المجمع، من خلال مشاركتهن المجتمعية بجانب الوعاظ فى اللقاءات والندوات، مع التركيز على القضايا والمشكلات المجتمعية التى تشغل بال أفراد تلك الأسر، والتعرف على واقع وملابسات تلك القضايا والمشكلات وبما يسهم فى تقديم حلول لمعالجتها، والتواصل مع السيدات بشكل فعّال من خلال مناقشة العديد من القضايا المهمة، والرد على أسئلتهن واستفساراتهن المختلفة بصورة سهلة مبسطة، وتنمية القيم الأخلاقية والمجتمعية لديهن، وبث الأمل فى نفوسهن.