اللواء هاني شرباص: كل الجماعات الإرهابية خرجت من رحم الإخوان وهم من يسيطرون عليها

التصريحات الإثيوبية المستفزة هدفها الضغط على مصر للقيام بأعمال عسكرية

أكد اللواء هانى شرباص، الخبير الأمنى والاستراتيجى، أن القيادة السياسية فى مصر تدرك تماما السبل اللازمة لإدارة الملفات الشائكة، خاصة موضوع ليبيا والتدخل التركى، وسد النهضة، بالتوازى مع ملف الإرهاب، موضحا خلال حواره لـ"الزمان" أهمية أن تكون لدى المواطن ثقة فى القيادة السياسية، وألا يتم التدخل فى إدارة أى ملفات وتترك لهم كاملة دون أى تأثير، وتحدث شرباص، عن سد النهضة وعن التصريحات المستفزة التى يطلقها الجانب الإثيوبى، وإلى نص الحوار.

ما آخر المستجدات على الساحة الأمنية فى مصر داخليا؟

الأمن الداخلى ينقسم إلى شقين الجنائى والفكرى المناهض للدولة "الإرهاب"، حيث إن الإرهاب نتاج فكر مضلل والغرض منه إظهار ضعف الدولة أو عدم قدرتها على حماية منشآتها ومواطنيها، وهذا غير صحيح ومنافٍ للواقع.

وهل عملية بئر العبد الإرهابية لها ارتباط بما يحدث فى ليبيا؟

بالطبع فإذا نظرنا لما يحدث فى سيناء من عمليات إرهابية فإننا نستنتج أنها ذات ارتباط وصلة وثيقة بما يحدث فى ليبيا لأنه كلما ازداد الضغط من قبل الدولة المصرية فى ليبيا كلما ارتفعت نسبة العمليات الإرهابية بمنطقة شمال سيناء وتحديدا بئر العبد والعريش، كما أن الإرهابيين ينفذون عملياتهم القذرة على الكمائن فى تلك المنطقة لإثبات وجودهم أو قوتهم على الأرض والعمل على زعزعة الاستقرار والأمن لأنه إذا نظرنا للخسائر أو النتائج التى يخلفها أى عمل إرهابى فإنها تكون ضعيفة والخسائر قليلة جدا، وذلك بفضل رد الفعل الذى تقوم به القوات المسلحة والشرطة فمثلا عملية بئر العبد الأخيرة استشهد فيها من قواتنا اثنين فقط فى حين تم تصفية أكثر من 18 تكفيريا وتدمير عدد من عرباتهم، لذلك فيمكن القول بأن تلك العمليات وما على شاكلتها الغرض منها خلخلة استقرار الكمائن "الثابتة" ولكنها لم ولن تفلح. خلال حكم الجماعة الإرهابية.

لماذا لم نسمع عن تنفيذ عمليات إرهابية خاصة من ناحية الغرب في سنة حكم الإخوان؟

كل الجماعات الإرهابية كجبهة النصرة وعزالدين القسام، وغيرهما، جميعها خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية، ولدى وصول الإخوان للحكم لم تقم تلك الجماعات الإرهابية بأية أعمال تخريبية فى سيناء، أو على الحدود الغربية، لأن الإخوان يسيطرون على تلك الجماعات، كما أن العمل الإرهابى الغرض منه هو إحراج الحكومات وإظهارها بالمظهر الضعيف أمام شعوبها وزعزعة استقرار وهيبة الدولة، ولكن بالنسبة لموضوع خطف 7 جنود من سيناء كان الغرض من تلك العملية هو إحراج القوات المسلحة وهذا اعتقاد خاطئ، لأن القوات المسلحة مؤسسة عظيمة فنحن الجيش التاسع على مستوى العالم من حيث الأعداد والتسليح والإعداد والتخطيط، وكان يريد أن يقول لنا إننا وجماعتنا قادرون على إحراج الجيش المصرى وذلك بعد أن وجد أنه لا يستطيع السيطرة على وزير الدفاع وقتها المشير السيسى" بالتالى دبر تلك العملية وقال جملته الشهيرة "سلامة الخاطفين والمخطوفين"، وطبعا كل تصرفاتهم كانت "غبية" لأنهم أرادوا تغيير هوية المصريين ولكن خاب مسعاهم ولقد فطن الشعب المصرى لتلك المؤامرات والخطط الخبيثة التى كان يدبر لها الإخوان، ولهذا حينما فشلوا رأينا عمليات إرهابية فى كل مكان خاصة من ناحية ليبيا وهذا طبعا دليل على ضعف وانكسار شوكتهم.

وكيف ترى التطورات على أرض ليبيا.. وما خطورتها على الأمن القومى المصرى؟

وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد دراسة متأنية ومعلومات متوافرة "خطا أحمر"، من سرت الغرض منه عدم مرور أى دواعش ممن جاء بهم الأتراك من سوريا والعراق إلى حدودنا الغربية، خاصة بعد مقتل البغدادى ونائبه والذين كانوا متواجدين فى تلك البلاد فبعدما استقرت الأمور للطامعين فى سوريا والعراق وأصبح وجود تلك العناصر الإرهابية غير مرغوب فيه ومعظم هؤلاء الإرهابيين من دول أخرى "غير سوريا والعراق"، و"أردوغان" أرسلهم إلى ليبيا لاستنزاف قدرات الجيش المصرى وهذا لن يحدث لأنهم بالنسبة لجيشنا مجرد "نمل" يمكن القضاء عليهم فى وقت قياسى، وبالتالى بعد أن قال الرئيس السيسى، إنه لن يسمح لأحد من تلك العناصر أن يدنو من "سرت" الليبية لم نرَ أى عناصر قد اقتربت منها، حيث إنهم يعلمون جيدا أن الجيش المصرى لهم بالمرصاد كما وعد الرئيس السيسى بأن الأمن القومى المصرى "خط أحمر".

كيف ترى تصريحات المسئولين حول سد النهضة؟

الأمن مستتب تماما وتحت السيطرة لأن القيادة السياسية تعرف ماذا تعمل جيدا، لأن هذه المسألة أمن قومى، وإذا نظرنا للموضوع بتمعن ونظرة أكثر عمقا للأمور فإن هذا السد ليس إثيوبيا خالصا، بمعنى أن هناك دولا أخرى تدعمه، وبالنظر لسياسة الحكومة الإثيوبية فى التعامل مع بناء السد وبدء الملء تجد مفارقة فهى أثناء البناء لم تحصل على رأى مصر.

ولماذا يطلق الجانب الإثيوبى تصريحات استفزازية للمصريين؟

الهدف من تلك التصريحات الاستفزازية هو دفع مصر للقيام بضرب السد وبالتالى المجتمع الدولى يقف فى صف الحكومة الإثيوبية ويدين مصر بعدما شعر المسئولون الإثيوبيون بحرج شديد أمام الرأى العام العالمى خاصة أن مصر حاولت الوصول إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف ولكن المجتمع الدولى كله شاهد تعنت وهروب الإثيوبيين من التفاوض، وهناك شىء آخر متعلق بالأرض المبنى عليها السد فهو مقام على أرض طينية غير مستقرة، وبالتالى لن تتحمل المبنى نفسه، كما أنه من المتوقع حدوث هبوط للأرض وهذا سبب رفض الشركة الإيطالية تركيب التوربينات حتى الآن، وبالتالى فعملية ملء السد أراها صعبة بدون تركيب تلك التوربينات، كما أن المياه القادمة من هضبة الحبشة تجاه السد اندفاعها شديد جدا وبها طمى عند ارتطامها بالجدار ستحدث به مشكلات كبيرة ربما تؤدى لانهياره، بالإضافة إلى أن غالبية التصريحات التى يطلقها المسئولون الإثيوبيون هى دعاية انتخابية للبرلمان فى بلادهم وأقول للشعب المصرى اطمئنوا فإن القيادة السياسية المصرية لم ولن تسمح لأحد مهما كان بأن يمس أمننا القومى وقضية المياه على رأس تلك القضايا، كما أننى أرى الشعب المصرى محفزا أن يفعل أى شىء ضد أعداء البلد، ويدعم وبشدة جميع قرارات الرئيس وأيضا يدعم بشدة قواته المسلحة الوطنية.