رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

القاهرة تروى شجرة «الأرز» المنكوبة.. مصر تفتح خط إنقاذ جوى لمساعدة الشعب اللبنانى.. والأزهر يطلق قافلة عاجلة لإنقاذ ضحايا الانفجار

انفجارات لبنان
انفجارات لبنان

حادث بيروت يهز الشرق الأوسط سياسيًا واستراتيجيًا

شقرة: إسرائيل المستفيد الأول من الحادث البشع

فتيحى: الانفجار ينشر الفوضى ويحول لبنان إلى صومال أخرى

 

دمار هائل خلفه انفجار مرفأ بيروت، وراح ضحيته أكثر من 135 قتيلا وجرح ما يزيد عن 4 آلاف شخص، ولا زالت الأنباء حول سبب الانفجارين المتتالين اللذين هزا العاصمة اللبنانية بيروت متضاربة، نظرا لضخامة الانفجار وغرابة شكل الغيمة التى خلفها، فضلا عن الآثار المدمرة التى تركها على أحياء العاصمة.

وتشير أصابع الاتهام إلى إسرائيل التى تسعى بما لديها من أموال إلى إفساد الأمن والاستقرار العالمى، لتحقيق مصالحها الغامضة، بالإضافة إلى أنها بمحاولاتها المتكررة تستهدف مصر، ويتردد فى المناقشات السياسية المغلقة، أن إسرائيل وراء تفجيرات لبنان، وأنها تريد بها إرهاق مصر، كما يشاع أيضا أن إسرائيل بتنفيذها لتفجيرات لبنان، تحاول إبعاد مصر بعض الشىء عن الأراضى الليبية، كمحاولة منها لتمكين تركيا من التحرك داخل ليبيا.

وسارعت مصر فى مساعدة الشعب اللبنانى فى تجاوز محنته والتغلب عليها فكانت من أوائل الدول التى فتحت جسرا جويا بين البلدين لمساندة البلد الشقيق، حيث أعلن الدكتور ياسر علوى سفير مصر فى لبنان بلاده، وفور تلقيها قائمة باحتياجات لبنان العاجلة اللازمة للإغاثة الطبية ومعالجة ضحايا انفجار بيروت، قررت إطلاق جسر جوى من القاهرة إلى بيروت، ينقل الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة.

وبحسب بيان للسفارة، الأسبوع الجارى، قررت القاهرة إيفاد عدد من الأطقم الطبية الجاهزة للمشاركة فى أعمال الإغاثة والإسعاف الطبى لتنضم إلى جهود المستشفى الميدانى المصرى المنخرط فى هذه الجهود منذ وقوع الانفجار.

وأوضح السفير المصرى، أن هذه المساعدات تصل من الشعب المصرى إلى شقيقه اللبنانى وبها تضافر من جهود وإسهام كل من الحكومة المصرية والأزهر الشريف وعدد من الجمعيات الأهلية المصرية، فيما يعد انعكاسا دقيقا لحجم التضامن المصرى الرسمى والشعبى مع الأشقاء اللبنانيين فى مصابهم، وتنفيذاً لقرار القيادة المصرية بالوقوف إلى جوار الشعب اللبنانى الشقيق إلى أن يتجاوز هذه الكارثة المحزنة.

كما أعلن أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد وجه بإرسال مساعدات طبية عاجلة إلى الشعب اللبنانى الشقيق، وإرسال طائرتين بالمساعدات الطبية إلى بيروت بشكل عاجل.

وأيضا استقبل المستشفى الميدانى المصرى فى بيروت الحالات المصابة جراء انفجار بيروت الضخم.

وقالت الخارجية المصرية، أن المستشفى الميدانى المصرى فى بيروت قدم كل المساعدة الممكنة، حيث استقبل عددا من الحالات، كما أجريت الاتصالات للتعرف من الجانب اللبنانى على احتياجاته حتى يتسنى البحث فى كيفية تقديمها.

أعلنت مصر، الأربعاء، إرسال طائرتين مساعدات طبية إلى دولة لبنان بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إطار تقديم الدعم إلى الحكومة اللبنانية وشعبها.

وكان قد عبر الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى عن خالص تعازيه للحكومة اللبنانية وشعبها للحادث الأليم الذى وقع فى مرفأ بيروت بالعاصمة اللبنانية وقال: "خالص التعازى والمواساة لأشقائنا فى لبنان حكومة وشعبا، جراء حادث الانفجار الأليم الذى وقع اليوم بالعاصمة اللبنانية بيروت داعيا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان".

ومن جانبه، أعلن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إرسال قافلة طبية وإغاثية عاجلة من الأزهر إلى لبنان، وذلك للتضامن مع لبنان والتخفيف من تداعيات انفجار بيروت الذى هز أرجاء العاصمة اللبنانية وأدمى قلوب الملايين حول العالم.

وأكد الإمام الأكبر -حسب بيان صحفى- أهمية التضامن والوقوف إلى جانب لبنان فى هذا الظرف الإنسانى، وتقديم كل سبل الدعم اللازم لهذا البلد العربى الأصيل وشعبه الكريم للتخفيف من الآثار والأضرار التى خلّفها الانفجار، وتجاوز هذه المحنة والعبور بلبنان إلى بر الأمان والاستقرار، مشددًا على أن مثل هذه المساعدات ليست من باب المجاملة وإنما هى حق أصيل للشعب اللبنانى الشقيق، وواجب شرعى وإنسانى على الدول العربية والإسلامية وكل الدول القادرة على تقديم هذه المساعدات الإنسانية.

ويترأس القافلة الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، يُرافقه الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، وتضم القافلة نخبة من أساتذة طب الأزهر فى مختلف التخصصات، من أقسام الطوارئ والحالات الحرجة وجراحة العظام والتجميل والحروق وجراحة المخ والأعصاب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة والتخدير والرعاية المركزة وطب وجراحة العيون والجراحة العامة، إلى جانب عدد من أعضاء القوافل الإغاثية بمشيخة الأزهر.

وقد وجَّه الإمام الأكبر بتجهيز القافلة بكل ما يلزم من أدوات طبية وأدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية.

وكان شيخ الأزهر قد أصدر بيانًا عقب وقوع انفجار مرفأ بيروت عبر فيه عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، كما أعرب عن تضامن الأزهر الكامل مع لبنان ودعا كل دول العالم إلى تقديم يد العون والمساعدات العاجلة إلى لبنان لتجاوز هذه الكارثة الإنسانية.

وأكد الخبراء، أنه بعد رعاية إسرائيل لتحريك الثورات فى الدول العربية، ورصد الثروات الطائلة لإنفاقها على إحداث حالات التخريب والدمار الشامل داخل الشعوب، والتى لم تفلح مع مصر، وبعد رعاية إسرائيل للتدخلات العسكرية فى ليبيا، وبعد استخدام أسلحة الإبادة التى لم تحقق أهدافها كاملة، نفذت تفجيرات لبنان، حيث إنها تخشى الدخول فى مواجهات عسكرية مباشرة مع مصر.

وأكد الدكتور جمال شقرة، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة عين شمس السابق، أن التحقيقات الأولية لم تحدد من هو الفاعل الحقيقى، غير إنه من الواضح أن المستفيد الوحيد من تلك التفجيرات هى اسرائيل، التى يقلقها تضامن المواطنين اللبنانيين فيما بينهم، ونبذهم الخلافات المذهبية والسياسية لمواجهة التحديات الاقتصادية التى تهدد كيان دولتهم.

أوضح لـ"الزمان" أن إسرائيل لا تريد الدخول فى مواجهات عسكرية مباشرة مع إيران على أرض لبنان، وتستفيد من وجود حزب الله باعتباره مصدرا للقلق بين اللبنانيين، غير إنها لا تسمح بوجود خلل فى الاتزان العسكرى والاستراتيجى فى المنطقة، وهو ما يذكرنا بقيامها بضرب المفاعل النووى العراقى قبل استكمال بنائه .

أضاف شقرة أن هناك علامات استفهام كثيرة حول الحادث منها استمرار وجود هذه الكمية الضخمة من المتفجرات فى ميناء بيروت وسط لبنان لسنوات، دون أن تتنبه أربع حكومات لبنانية متعاقبة هى حكومة نجيب ميقاتى (2011-2014) وتمام سلام (2014-2016) وسعد الحريرى (2016-2020) وحسان دياب حالياً سعد لخطورتها.

وقال الخبير الاستراتيجى، إن اسرائيل تعمل بقوة على تنفيذ خطة وزيرة خارجية أمريكا فى حكومة جورج دبليو بوش، كونداليزا رايس، بإنشاء الشرق الأوسط الجديد عن طريق نشر الفوض الخلاقة، والتى تعمل من خلالها على استنفاذ مؤسسات دول الإقليم لتفتيتها، ثم إعادة تكوينها مرة أخرى وفق خطة برنارد لويس، التى اعتمدها الكونجرس الأمريكى عام 1983، تمهيدا لإعلان دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

ولفت الدكتور جمال شقرة، إلى أن قيام اليهود هذه الأيام بشراء بعض الأراضى من الأكراد فى العراق، بالتوازى مع دعم تدخل حليفتها القديمة تركيا فى سوريا لتدمير بنيتها الأساسية، ولا يخفى على أحد دورها الغامض فى تعثر مفاوضات سد النهضة، مشيرا إلى دعمها كل الحركات الإرهابية فى الإقليم من أمثال داعش وأخواتها، لتدمير الإقليم بشكل كامل.

وحذر شقرة من تداعيات ذلك الانفجار على الإقليم وعلى مصر بشكل خاص حيث سيؤدى حتما إلى تراجع حركة السياحة فى حوض البحر المتوسط، وإلى ارتفاع أسعار النقل البحرى، الوسيلة الأساسية فى نقل صادرات دول المنطقة، كما سيؤثر حتما على حركة السفن فى قناة السويس، مطالبا بتحلى القوات المسلحة المصرية باليقظة التامة تحسبا من نقل مسرح هذه الحروب إلى أرضها.

من جانبه توقع محمد صالح الفتيح باحث سورى مقيم فى بريطانيا، دخول لبنان فى فوضى عارمة نتيجة غرقه فى العديد من الأزمات، المالية والصحية، فاذا به يتعرض لانفجار مدمر سيجعله يتجه بشكل أسرع نحو الفوضى وليس نحو التغيير السياسى، نظراً لغياب القوة الراغبة والقادرة على التدخل وضبط الأوضاع فى لبنان- كما فعلت سورية خلال الحرب الأهلية فى السبعينيات –لذلك فمن المرجح أن تكون فوضى لبنان بدون حدود– وأن تتحول إلى صومال آخر على شاطئ البحر المتوسط.

أضاف الفتيح أن الانفجار أدى إلى تلف مخزون القمح فى الميناء، وهلاك كميات كبيرة من المواد الغذائية وغيرها من المواد المستوردة، فضلاً عن الأضرار الهائلة التى لحقت بالميناء والتى ستعطل قدرته على استقبال الشحنات البحرية لعدة أشهر مقبلة، متوقعا أن يتوافق اللبنانيون، حكومة ومعارضة، على "لفلفة" الحادثة، بدلا من دمار بلادهم بصورة لا يمكن علاجها.

وقال الخبير الاستراتيجى إنه بتحليل صور الانفجارات التى وقعت فى ميناء بيروت، والتى تضمنت ظهور المراحل الأولى للحريق التى قادت للانفجار الأول الصغير، والذى قاد بدوره للانفجار الثانى الكبير، نلاحظ سماع أصوات انفجارات صغيرة، قبل وقوع الانفجار الثانى.

وأشار الفتيح إلى لحظة حدوث الانفجار الثانى، حيث لوحظ حدوث انفجارات صغيرة تلمع فوق سطح المخزن المحترق بطريقة تشبه ما يحصل لانفجار المتفجرات أو الذخائر الصغيرة.. ومن المستبعد أن تكون هذه الانفجارات الصغيرة لألعاب نارية، أو مواد كيميائية مخزنة، بل ومن المستبعد أيضاً أن تكون ناجمة عن انفجار صواريخ أو ذخائر مدفعية.

وحول ضخامة الانفجار الثانى الهائل أكد فتيحى أنه بحسب المعلومات المتوفرة عن الانفجار فإنه قد وقع بواسطة كمية من المتفجرات يتراوح وزنها بين 2700 و2750 طناً من مادة نيترات الأمونيا، كانت مخزنة بشكل سيء منذ العام 2014 - أى أن الميناء كان فى انتظار وقوع كارثة عظيمة يوما ما.

وكشف الفتيح أن الانفجار الثانى فنجم بحسب المعلومات المتوفرة عن 2700 طناً من مادة نيترات الأمونيا، كانت مخزنة بشكل سيئ منذ العام 2014 – بعد رسو مركب محملة للإصلاح فى الميناء مما يجعلها كارثة تنتظر الحصول.

وأوضح الفتيح أن نيترات الأمونيا هى مادة كيميائية مقيدة التداول لكونها تستخدم فى صناعة المتفجرات وكذلك فى صناعة الأسمدة، مشيرا إلى أن الجيش الأمريكى يقدر القدرة الانفجارية لنيترات الأمونيا بما يعادل 0.42 انفجار ما يكافئها من الوزن من مادة الـ "TNT شديدة الانفجار والتى تستخدم فى صناعة المتفجرات والصواريخ.

وبين الباحث والأكاديمى السورى أن ما انفجر فى ميناء بيروت يعادل ما يتراوح بين 1134 و1155 طناً من مادة الـ"TNT"، مشيرا إلى أن انفجار قنبلة هيروشيما النووية كان يعادل 15000 طن من مادة الـتى أن تى . "TNT"..