رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

الجسور الجوية للميليشيات والمرتزقة.. تقرير للمخابرات الفرنسية يكشف معسكرات الأتراك لتدريب الإرهابيين فى ليبيا

دورات تدريبية ينظمها معهد الربيع العربى التركى، الذى أسسته المخابرات التركية ويتولى عملية تأهيل وإعداد عدد من الشباب لتنفيذ أهداف ومخططات تركية فى الدول العربية
تركيا تعتمد فى تنفيذ هذا المخطط على شبكة الديمقراطيين العرب ويديرها التونسى صهيب الدينجى
أهم الملفات مع إيطاليا وفرنسا:
نقل وتبادل الخبرات والمعلومات مع البلدين
-توسيع التعاون فى المجال البحرى وتبادل الخبرات بين "الصاعقة البحرية "ونظيرتيها الإيطالية والفرنسية
-التنسيق المشترك بشأن الأوضاع الأمنية فى ليبيا



لا زالت الأحداث تتسارع على كافة الاتجاهات التى تمس أمننا القومى المصرى ومع تسارع الأحداث تتسارع أيضا التقارير وتقديرات الموقف وقد كشف تقرير فرنسى وجود مخطّط قطرى تركى يقضى بتحويل ليبيا إلى معقل للمجموعات المتشددة بهدف ضرب أمن دول الجوار خاصة مصر وحذر التقرير من مخططات جديدة تحاك على مسرح العمليات حسب التغيرات فى المشهد السياسى.
واتهم التقرير المخابرات التركية والقطرية بالإشراف على هذا المخطط الخطير، انتقاما لفشل جماعة الإخوان المسلمين فى مصر التى أطاحت بها ثورة شعبية فى الثلاثين من يونيو 2013.
وأكد التقرير أن الخطر يتجاوز حدود ليبيا ليطال دول الجوار التى ثارت ضد حكم الإخوان خاصة مصر وتونس بعد أن فشلوا فى استهدافهما من الداخل عبر تشجيع الميليشيات الإخوانية.
وأكدت وثائق سرية تدفق أموال كثيرة وأعداد هائلة من المقاتلين إلى ليبيا، عبر مطار إسطنبول، لتكوين جيش ضخم من الميليشيات والمرتزقة هناك.
وتشير التقارير إلى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كان يطمح إلى أن يذكره التاريخ باعتباره مؤسس "الإمبراطورية العثمانية الإخوانية" الجديدة، التى تضمّ تحت جناحها كبرى الدول العربية، سوريا ومصر، وتمتدّ إلى كامل المنطقة.
وتسعى قطر بدورها إلى دور إقليمى وإمارة، يتولّى الحكم فيها أنصار الدوحة من جماعة الإخوان، الذين لا تفتأ تضخّ فى جيوبهم المال الكثير بما يضمن ولاءهم الدائم لها.
ويستشهد التقرير الفرنسى فى هذا السياق، بواقعة شهيرة سابقة وهى عملية اغتيال العقيد إبراهيم السنوسى عقيلة، رئيس المخابرات العامة فى شرق ليبيا التى تمت بسبب تصريحات أدلى بها حول المؤامرة التركية القطرية الإخوانية.
وكان عقيلة قد أعلن، قبيل اغتياله أن مخططا يحاك ضدّ ليبيا وجيرانها وتتورط فيه ميليشيات وأعضاء فى الحكومة الليبية وعسكريون وأمنيون ومسئولون فى العلاقات الخارجية.
وتقوم الخطة القطرية التركية على إعادة هيكلة الجماعات الإرهابية المحلية لإدماجها فى صفوف الشبكة الدولية، وتحويل ليبيا إلى قاعدة لتدريب المقاتلين وتكوين جيش جديد وتحويله إلى جهة تبثّ الفوضى على الحدود الشرقية بين مصر وليبيا.
ويضمّ هذا الجيش وفق ما رسمته الخطة، إلى جانب الجهاديين الليبيين، مقاتلين من تونس ومصر وسوريا وأفغانستان وجنسيات أخرى، يدخلون إلى ليبيا عبر عقود عمل فى شركات استثمار أجنبية ويلتحقون بمعسكرات التدريب فى الجنوب أو بقواعد التنظيمات الجهادية على أطراف درنة وبنغازى وصبراتة ومصراتة.
وقد قدّر التقرير الفرنسى عدد المقاتلين الذين يلتحقون شهريا بالميليشيات المسلّحة فى ليبيا ما بين 5 آلاف و25 ألف مقاتل قبل بدء الجسر الجوى المستمر حتى اللحظة.
ولم تمنح القوى الداعمة للميليشيات العقيد إبراهيم السنوسى عقيلة الوقت ليقدّم الأدلّة على ما صرّح به، حيث تم اغتياله، كما تم اغتيال أو محاولة اغتيال آخرين فى عمليات طالت رئيس الحكومة عبدالله الثنى، واللواء خليفة حفتر، قائد عملية "الكرامة"، الذى نجا من عدة محاولات طالت بعضها أفراد عائلته، على غرار أخوين له وابنه وصهره.

كما تم خطف ابن شقيقته على خلفية دعوته تركيا وقطر إلى مغادرة شرق ليبيا المضطرب متهما الدولتين بدعم الإرهاب.
وكشفت المعلومات أن الميليشيات حصلت على كميات هائلة من الأسلحة الجديدة والمتطوّرة وصلت عبر السفن التركية والطائرات القطرية، التى تم رصد عمليات هبوطها فى مطارات ليبيا، على غرار مطار معيتقة الدولى فى طرابلس.
أهم التقارير احتوت أيضا على تحركات لتركيا عبر أجهزة استخباراتها لجذب واستقطاب عدد من الشباب المصرى للمشاركة فى دورات تدريبية ينظمها معهد الربيع العربى التركى، الذى أسسته المخابرات التركية بعد اندلاع أحداث الربيع العربى عام 2011، ويتولى عملية تأهيل وإعداد عدد من الشباب لتنفيذ أهداف ومخططات تركية فى الدول العربية، وظهير مساند لجماعة الإخوان.
وكشفت التقارير أن المخطط التركى لاستقطاب الشباب المصرى يعتمد على شباب المناطق الفقيرة والريفية، ومحاولة توفير فرص عمل لهم، وتنظيم رحلات سياحية بعد انحسار موجة كورونا، وأن الجانب التركى اختار مجموعات من الشباب الأتراك أعضاء بحزب العدالة والتنمية التركى الحاكم لإقامة صداقات عبر شبكة الإنترنت مع الشباب المصرى تحت إشراف لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشباب التابع لبلدية إسطنبول، إذ عقد عدة لقاءات داخل قاعة المؤتمرات بقلعة إسطنبول الحربية.
التقاريركشفت أيضا اعتماد تركيا فى تنفيذ هذا المخطط على شبكة الديمقراطيين العرب ويديرها التونسى صهيب الدينجى، وأنه على علاقة بعدد من قيادات وكوادر الإخوان والمتحالفين معهم فى عدة دول عربية ومنها مصر، من خلال الكادر الإخوانى ماجد سرور مدير مؤسسة عالم واحد للمجتمع المدنى.
وأشارت التقارير إلى أن الجانب التركى استخدم إحدى الجمعيات التركية وهى جمعية "شابا موئل" التركية كغطاء اجتماعى لتنفيذ هذا المخطط لجذب الشباب لحضور مؤتمر الشباب العربى - التركى ثم قيامهم بالتدريب على فنون القتال فى معسكرات تركية قريبة من الحدود مع سوريا، كما أن تركيا قدمت دعماً مالياً كبيراً لأحد المعاهد البحثية الإخوانية وهو معهد الربيع العربى للدراسات لإعداد تقارير تشوه صورة مصر فى الخارج.
وتحاول مصر تقويض الدور التركى من خلال علاقاتها التاريخية مع فرنسا وإيطاليا أيضا وخلال حرب أكتوبر 1973، حاولت إسرائيل بكافة الطرق عرقلة حصول مصر على طائرات الميراج الفرنسية، حيث إن الطائرة كانت متقدمة للغاية فى حينها، وإسرائيل كانت قلقة باستخدام القاهرة تلك الطائرات فى ضربها مجددا، لكن الرئيس الراحل السادات نجح بماعرف عنه من "حنكة" فى حصول مصر على تلك الطائرات عن طريق الحصول على 110 طائرات من ليبيا صنعتها فرنسا من أجل ليبيا قبل وأثناء حرب أكتوبر، وشارك بعضها فى الحرب، وبعضها كان يحمل العلم المصرى، وأخرى حملت العلم الليبى وتدرب عليها الطيارون المصريون فى فرنسا بعد حصولهم على جوازات سفر ليبية.
ونجح الرئيس أنور السادات مرة أخرى فى استثمار التكامل والدعم العربى لمصر أثناء وبعد المعركة، حيث نجح فى دعم القوات الجوية بـ82 طائرة صنعت فرنسا بعضها فى إطار صفقة سعودية فرنسية، وأخرى فى صفقة مباشرة لمصر.
التعاون المصرى الفرنسى استمر حتى الآن لما تتسم به العلاقات بين البلدين من متانة ولا يخفى على أحد صفقات الميسترال والرافال التى تمت خلال السنوات الأخيرة بتوجيه من القيادة السياسية لتطوير الجيش المصرى وضمان حماية أمننا القومى.

ويحاول صانع القرار امتلاك قوة الردع التى تكفل لمصرنا الغالية التفوق العسكرى إقليميا ودوليا بالتوازى تماما مع التطوير والبناء ودعم الاقتصاد الوطنى فى مسارين متوازيين لبناء دولة حديثة تضع مصر فى مكانتها التى تليق بها.