رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

المصابون بالشوكة العظيمة يلجئون للعلاج بالموجات التصادمية

يعانى عدد كبير من المرضى خاصة كبار السن ومن لديهم أمراض وراثية من مشكلة الشوكة العظمية، وتعتبر من أكثر الأمراض التى تسبب صعوبة فى المشى والسير على القدم لمسافات طويلة، حيث يشعر المرضى بآلام كبيرة فى أقدامهم ومؤخرة الساق وهذا ما يؤدى إلى أن يلجأ هؤلاء المرضى إلى الحقن بمادة الكورتيزون، وهذا ما يسبب لهم تسكينا مؤقتا ثم بعد ذلك يعود الألم مثلما كان عليه مرة أخرى، ومع ظهور العلاج بالموجات التصادمية أصبح هناك أمل كبير لهؤلاء المرضى من أجل التخفيف عن المعاناة التى يعانون منها يومياً.

جمعة محمد قال لـ"الزمان" إنه يبلغ من العمر 50 عاما ومنذ عدة سنوات أصبح يشعر بألم كبير فى قدمه يمنعه من السير لمسافات طويلة، وهذا ما أثر بشكل كبير على عمله، وأصبح يخطو خطوات محسوبة ولا يستطيع أن يسير لمسافات طويلة، وعندما ذهب إلى أحد الأطباء طلب منه إجراء تحليل بول، وفى البداية أخبره بأن السبب فى ذلك زيادة نسبة الأملاح فى الجسم وهى ما أدت إلى إصابته بمشاكل فى القدم.

وأضاف: "قمت بتناول الأدوية الخاصة بالأملاح وبعد أيام لم ينتهِ الألم، وبعد أن أسير مسافات طويلة أشعر بآلام صعبة جدا فى قدمى، فقمت بالذهاب إلى طبيب آخر، وأخبرنى أننى لا بد أن أجرى أشعة على القدم من أجل الاطمئنان إلى أنه لا يوجد أى شد أو جزع فى منطقة الدم، وبعدما ظهرت الأشعة تبين أننى مصاب بشوكة عظمية، وحذرنى الطبيب من حقن هذه الشوكة بمادة الكورتيزون فإنها ستسكن الألم لمدة معينة وبعد ذلك ستعود هذه المشكلة مرة أخرى، ونصحنى بالعلاج بالموجات التصادمية وبالفعل انتهى الأمر.

أما يسرية أحمد قالت لـ"الزمان" إنها تبلغ من العمر 40 عاما وأصيبت بالشوكة العظمية منذ 5 سنوات، وكان الألم فى البداية بسيطا ومع الأيام بدأت أشعر بألم شديد فى قدمى، والأطباء فى الوحدة الصحية أخبرونى بأن هذا الألم هو عرض لمرض النقرس بسبب تناول اللحوم الحمراء والفول بكميات كبيرة، وقمت بالالتزام والبعد عن اللحوم لفترات طويلة ولكن لم ينتهِ الألم.

ولفتت إلى أنها أجرت بعض التحاليل الخاصة بالأملاح والنقرس وأخذت أدوية لهذه الأمراض، ولكن لم ينتهِ الألم، ولذلك لجأت إلى طبيب شهير ومتخصص فى العظام أجرى الكشف على قدمى وقمت بعمل أشعة على القدم وتبين أنها شوكة عظمية، وقمت بالعلاج بالموجات التصادمية، وبعد فترة قصيرة جدا رجعت إلى حياتى الطبيعية دون أن أشعر بالآلام التى كانت لا تجعلنى أقوى على المشى أو الوقوف لفترات طويلة.

من جانبه كشف الدكتور أحمد محمد صالح استشارى جراحات الحوض والمناظير والمفاصل الصناعية، أن الشوكة العظمية أو مسمار الكعب أحد أكثر أمراض القدم شيوعًا فهى تصيب واحدًا من كل عشرة أشخاص بدرجات متفاوتة على مدار حياته، مما يعيق حركتهم وممارستهم للأنشطة اليومية، ويشيع تسمية الشوكة العظمية فى القدم أيضًا باسم التهاب اللفافة الأخمصية ولما قد يظنه البعض فإن سبب ألم القدم فى حالة الشوكة العظمية ليس تَكَوّن النتوء العظمى فى منطقة الكعب وإنما يتسبب فى ذلك الألم التهاب اللفافة الأخمصية، وهى عبارة عن رباط يحمى باطن القدم، ويتكون من نسيج ليفى ضام يمتد على طول القدم من الكعب وصولًا إلى الأصابع.

وأضاف أن تكون شوكة الكعب العظمية على الجانب السفلى من عظام الكعب لدى نصف المرضى المصابين بالتهاب اللفافة الأخمصية، والسبب فى الألم فى هذه الحالة هو التهاب الرباط الأخمصى وليس الشوكة العظمية، وأعراضه تشتمل على شعور المرضى بالألم فى باطن القدم ومقدمة ووسط عظمة الكعب، ويصل الألم إلى ذروته فى الخطوات الأولى صباحًا ويخف تدريجيًا مع الحركة إلا أنه يعاود الهجوم بشدة عند الوقوف بعد فترة من الجلوس أو يظهر بعد الوقوف لمدة طويلة، كما يشعر المرضى بآلام شديدة بعد ممارسة التمرينات الرياضية وليس أثناء ممارستها، خاصة رياضة الجرى.

وأوضح أن علاج الشوكة العظمية هى التزام الراحة، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية، وكمادات الثلج وذلك لتخفيف التهاب الرباط الأخمصى، أو كمادات الماء الدافئ، وتقويمات العظام كما أن هناك علاجا آخر وهو علاج مسمار الكعب بالموجات التصادمية، والحقن الموضعى لعلاج الشوكة العظمية والتهاب اللفافة الأخمصية، وحقن الكورتيزون مثل حقن البلازما الغنية بصفائح الدم، كما أن إهمال علاج الشوكة العظمية يؤدى إلى التهاب شديد فى اللفافة الأخمصية يؤدى لقطع الرباط الأخمصى مما يؤدى إلى تسطح القدم، والألم المزمن الذى يعانيه المرضى ويعيق حركتهم وممارستهم لأنشطهم اليومية يكون أيضا بسبب إهمال علاج الشوكة العظمية.