محافظ شمال سيناء: الرئيس السيسي وجه بتخفيض تكلفة الوحدة السكنية للأهالي بنسبة 55% ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب محافظ شمال سيناء: لا توطين لأي فلسطيني.. وإعادة 3 آلاف إلى غزة قريبا الخارجية: اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية مستقرة والطرفان ملتزمان بها الهلال الأحمر المصري: نراجع شاحنات مساعدات غزة للتأكد من خلوها من أسلحة أو مخدرات أو غيرهما الخارجية: اتصالات مكثفة للتأكيد على رفض مصر لأي محاولة لاقتحام لرفح الفلسطينية بريا الرئيس السيسي يعلن انطلاق البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسى.. انطلاق بطولة الفروسية بعرض الموسيقى العسكرية بدء فعاليات افتتاح البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسي رئيس الوزراء: مصر تدعم جهود استضافة البحرين القمة العربية 33 فى مايو الزمالك يصدر بيانا بشأن إيقاف القيد بسبب مستحقات خالد بو طيب الرئيس السيسي يشدد على ضرورة وقف الحرب ويحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

رئيس هيئة مياه النيل الأسبق: تداعيات فيضانات السودان تتأثر بها مصر نهاية الشهر الجارى

 الدكتور عبدالفتاح مطاوع رئيس هيئة مياه النيل الأسبق
الدكتور عبدالفتاح مطاوع رئيس هيئة مياه النيل الأسبق

بحيرة السد لن تستوعب مياه الفيضان.. ولا بد من استنفار أجهزة الدولة لمواجهته

اقترحت إنشاء سد عالى جديد جنوب أسوان

المشروع الجديد يسمح بتوطين 10 ملايين نسمة جنوب البلاد

أثارت الفيضانات المدمرة التى ضربت السودان الأسبوع الماضى، المخاوف لدى الكثيرين من تداعياتها على مصر، بعد أن وصل منسوب المياه فى بحيرة ناصر إلى أعلى من 180 مترا، ولن تكون قادرة على استيعاب كميات ضخمة من المياه الأمر الذى يستدعى فتح مفيض توشكى، واتحاذ التدابير اللازمة لمواجهة الأزمة.

«الزمان» التقت الدكتور عبدالفتاح مطاوع رئيس هيئة مياه النيل الأسبق، للتعرف على حجم المشكلة، والإجراءات التى يجب أن تتخذها الدولة بصورة عاجلة، لمواجهة تداعيات الأزمة على مصر قبل أن نفاجأ بغرق الأراضى فى الوادى والدلتا، كما طرح فكرته لإنشاء سد عالى جديد جنوب السد الحالى بنحو 135 كيلو متر لمواجهة الفيضانات المدمرة مستقبلا.

وإلى نص الحوار:-

بداية أود أن أتعرف على أسباب مشكلة المياه التى أغرقت مدن وقرى السودان؟

ترجع المشكلة إلى هطول أمطار غزيرة لم تشهدها منابع النيل منذ مئة عام، فقد كانت محطة قياسات الديم على نهر عطبرة، أحد روافد النيل الأزرق تسجل مرور 250 مليون متر مكعب يوميا، ترتفع فى موسم الفيضان، إلى 500 أو 600 مليون متر، فاذا بها ترتفع إلى 967 مليون متر مكعب يوميا.

وكذلك الحال لبحيرة تانا على المنبع الرئيسى للنيل الأزرق، وتقع على ارتفاع 1788 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويتغير منسوبها السنوى فى حدود ثلاثة أمتار بين 1786 و1789 مترا، وتمد النيل بنحو 3.7 مليار متر مكعب سنويا، فإذا بمنسوب المياه يصل يوم 2 سبتمبر إلى 1789.51 متر، ما يعنى أن البحيرات قد تعدت أقصى سعة استيعابية لها من المياه ولا زالت الأمطار مستمرة.

أضف إلى ذلك أن النيل الأبيض قد شهد هطول أمطارا لم يشهدها منذ قرن كامل من الزمان، مما دفع الحكومة الأوغندية إلى تشغيل محطة كهرباء سد أوين، للتخلص من المياه الزائدة، إلا أن النيل الأبيض سيظل يدفع بمياهه حتى نهاية العام، بعد أن وصلت المياه فى الهضبة الاستوائية إلى مناسيب الخطر فتدفقت إلى السودان.

وهل يمكن أن يؤدى تدفق المياه إلى غرق الشوارع وتدمير المنازل؟

المشكلة أن كثير من ولايات السودان نفسها شهدت هى الأخرى هطولا كثيفا للأمطار، خاصة ولايات القضارف والشمالية والنيل الأزرق، مما نتج عنه مصرع 102 شخص وتدمير 100 ألف منزل، وتشريد نحو 500 ألف نسمة، وهى كارثة بكافة المقاييس.

وهل سبق وأن ضرب النيل فيضان هائل بهذا الحجم؟

هذا الفيضان أكبر فيضان يشهده وادى النيل منذ أكثر من مئة عام، فقد كان هناك فيضان عام 1946 الذى دمر معظم قرى الصعيد المطلة على النيل، وفيضان 1988 ولكن الأخير جاء بعد فترة جفاف استمرت سبعة أعوم، وكانت بحيرة ناصر شبه فارغة فلم يمثل لنا مشكلة، بل ساهم بقوة فى سرعة ملء البحيرة.

وما الفرق بين فيضان العام الحالى والفيضانات السابقة؟

بالطبع كل المياه التى نراها على شاشات التليفزيون، تملأ الشوارع فى السودان سوف تنحصر وتعود مرة أخرى لتجرى فى مجرى النيل، وتسير فى طريقها إلى مصر، والمشكلة أن منسوب بحيرة السد العالى قد تخطى 180 مترا، ومعنى ذلك أن المياه القادمة لن تجد لها مكانا لتخزينها لأنها ستفوق حتما السعة الاستيعابية للبحيرة.

وما الذى يجب أن تفعله الحكومة لتلافى المشكلة؟

أوجه ندائى لجميع المسئولين فى مصر بضرورة تفريغ جزء من مياه بحيرة ناصر إلى مفيض توشكى وتطهير البواغيز عند نهاية فرع رشيد وفرع دمياط قبل وصول المياه إلى البحر المتوسط، والتأكد من أن محطات الصرف الزراعى تعمل بحالة جيدة جدا لأنه من الممكن أن تغرق إذا قمنا بصرف المياه الزائدة إلى نهر النيل ومنها إلى البحر المتوسط.

وهل ستتأثر حركة الملاحة النهرية بارتفاع مستوى المياه؟

بكل تأكيد ولا بد أن تتأكد أجهزة المحليات من سلامة جميع المعديات التى تقوم بعمليات النقل الجماعى، نظرا لأن تيارات المياه سترتفع بصورة غير مسبوقة، فى نهاية الشهر على أقصى تقدير، ولا بد من تأهب شرطة المسطحات المائية لكل الاحتمالات ومن بينها غرق أى مواطن نتيجة سرعة تيار المياه.

وهل هناك علاقة بين سد النهضة وأزمة الفيضان الحالية؟

أولا مصر والسودان طلبتا من أثيوبيا استغلال سنوات الفيضانات العالية فى تخزين المياه اللازمة لملء بحيرة السد، وكان عليهم الاستفادة من المياه الزائدة هذا العام، غير أنهم لم يكونوا على استعداد لاستقبال الفيضان العالى، كما لم يتمتعوا بالمرونة فى التفاوض مع المصريين، وأعتقد أن التجربة أثبتت للإثيوبيين أهمية ربط إدارة السدود فى مصر والسودان بسد النهضة، بعد أن تعرضت هى الأخرى لدمار بعض القرى نتيجة غزارة الأمطار غير المتوقع، ووضح خطورة زيادة كميات الطمى المتدفقة بسبب السيول، والتى تؤدى إلى إطماء البحيرات أمام السدود.

والى متى ستظل مصر رهينة صعود وهبوط مستوى فيضان النيل؟

اقترحت خلال عملى بهيئة النيل إنشاء سدا عاليا جديدا، على مسافة 135 كيلو متر جنوب السد العالى، بالقرب من أبوسمبل، لتأمين السد العالى الحالى من أى مخاطر محتملة، وتوفير نحو مليارى متر مكعب مياه، تضيع بالبخر من البحيرة، بالإضافة إلى شحن الخزان الجوفى حول بحيرة ناصر بمقدار 500 مليون متر، وتخزين مياه الفيضانات العالية بدلا من رميها فى البحر المتوسط بالإضافة إلى توليد طاقة كهرومائية نظيفة تصل إلى 400 ميجاوات.

وهل حددت موقعا محددا لإقامة المشروع؟

اقترحت إقامته عند نقطة تسمى المضيق، تقع بين جبلين الأول أم سنبل غرب البحيرة ويقع على ارتفاع 276 مترا فوق مستوى سطح البحر، والثانى جبل على شرق البحيرة ويقع على ارتفاع 266 مترا.

وكيف ستربط الشرق بالغرب؟

اقترحت إنشاء خط سكة حديد يمر فوق السد لربط البحر الأحمر بمشروع توشكى، واستغلال هذه المنطقة الخالية من التلوث فى مشروعات سياحية، وتعدينية، بالإضافة إلى المشروعات الزراعية.

وكيف ستوفر كل هذه الكمية من المياه؟

طول البحيرة حوالى 500 كيلو متر وعرضها 12 كيلومتر فى المتوسط ومليئة بالخيران الضحلة التى يصل عرضها إلى 16 كيلو متر، مما يتسبب فى البخر الشديد للمياه، وإقامة السد سيجعل عرض البحيرة فى حدود 1250 مترا فقط مما سيعظم الاستفادة من مواردنا المائية.

​ولكن ميزانية مصر لا تتحمل مشروعات قومية لن يلمس المواطن عائدها بصورة مباشرة؟

بالعكس فالمشروع يتضمن إنشاء مدن جديدة تستوعب أهالى النوبة، بما يتيح حل مشاكلهم المزمنة مع الدولة، والتى لم تحل منذ ترحيلهم من قراهم لإنشاء السد العالى، وربط المشروع القومى بمشروعات التنمية جنوب وغرب وشرق مصر من ناحية وبدول الحوار من ناحية أخرى وهو أمر هام للأمن القومى.