رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

شركة مساهمة مصرية سودانية لتعزيز التعاون المشترك

وافق مجلس الوزراء المصرى برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى الأسبوع الماضى على تأسيس شركة مساهمة مصرية سودانية بين الحكومتين ممثلتين فى "الشركة القابضة للصناعات الغذائية" عن الجانب المصرى، و"شركة الاتجاهات المتعددة المحدودة السودانية" عن الجانب السودانى.

وقال الدكتور مدحت عنيبر أستاذ الاقتصاد الزراعى بمركز البحوث الزراعية، إن هناك اتفاقية مصرية سودانية تقضى بقيام مصر بتصدير الكهرباء للسودان، نظير استيراد الماشية والمحاصيل الزيتية من هناك.

أوضح لـ"الزمان" بأن إنتاج مصر من الطاقة بلغ 54 ألف ميجاوات سنة، فيما يقدر استهلاكنا فى المتوسط بنحو 26 ألف ميجاوات، يرتفع فى أوقات الذروة إلى 30 ألف ميجاوات مما جعل لدينا فائضا قابل للتصدير، إلى دول حوض النيل وفى مقدمتها السودان.

أضاف الدكتور عنيبر، أن الشركة ستتولى تنظيم عملية استيراد الماشية والعجول ومصنعاتها ومشتقاتها من السودان، لافتا إلى استيراد مصر 40% من احتياجاتها من اللحوم الحمراء من الخارج سواء فى صورة ماشية حية أو لحوم مجمدة من الهند والبرازيل.

أكد الدكتور عنيبر أن استيراد اللحوم من السودان أدى إلى انخفاض أسعار اللحوم الحمراء فى الأسواق، مشيرا إلى سيارات الجيش والشرطة التى تعرض سلعا غذائيا تقوم بعرض اللحوم السودانية بأسعار أقل من نظيرتها فى السوق المصرى.

وقال الخبير الاقتصادى إن الشركة ستقوم بتنظيم عملية استيراد الحبوب الزيتية خاصة الفول السودانى ومنتجاته والقمح والأزر والسمسم والسكر وعمليات تكرير الزيت وعصر الحبوب الزيتية، لافتا إلى استيراد مصر نحو 90% من احتياجاتها من الزيوت من الخارج.

لفت الدكتور عنيبر إلى الشركة ستتولى تنظيم عملية تصدير واستيراد الأسمدة الكيماوية والعصائر المركزة والخضر والفاكهة والقطن والمنظفات، بالإضافة إلى ما قد يستجد من منتجات يمكن التعانن فيها بين البلدين، وقد يمتد نشاطها إلى تصدير هذه المحاصيل لدول أخرى.

أشار الخبير الاقتصادى إلى ارتفاع عدد الصوب فى مصر من 6200 صوبة إلى 58 ألف صوبة، تستهلك كميات مياه أقل بمعدل 60 إلى 80% عن نظيرتها فى الأراضى السمراء والصحراوية، وتنتج محاصيل خضر وفاكهة طازجة قابلة للتصدير، لخلوها من الكيماويات والتزام جهات الإنتاج بالمواصفات العالمية.

أوضح الدكتور عنيبر أن مصر تسير بقوة نحو إنشاء 60 ألف صوبة جديدة، فى أبوسلطان، والفيوم والعاشر من رمضان، والعلمين وسيناء، الأمر الذى يجعلها قادرة على خفض الفجوة الغذائية بين الانتاج والاستهلاك وخفض معدلات الاستيراد بقوة مما يجعل التعاون الزراعى بين مصر والسودان أمر حيوى لكلا البلدين.

واختتم الخبير الاقتصادى كلامه بأن السودان سيستفيد من الخضر والفاكهة الطازجة التى تنتجها مصر بمواصفات عالمية، مقابل تصديره المحاصيل الاستراتيجية لها، لافتا إلى ارتفاع صادراتنا الزراعية 28% عن العام الماضى بسبب نزول منتجات الصوب الجديدة إلى السوق.

ومن جانبه قال الدكتور على الإدريسى الخبير الاقتصادى إن تأسيس شركة مساهمة مصرية سودانية خطوة جدية لتحقيق تعاون اقتصادى وتجارى على أرض الواقع، خاصة مع المميزات النسبية التى تتمتع بها كلا من مصر والسودان فى الإنتاج الزراعى والحيوانى، ليكمل كل منهما الآخر.

وأضاف الإدريسى فى تصريحات خاصة لـ"الزمان" أنها تفتح هذه الشراكة تقليل عجز الميزان التجارى المصرى من حيث توفير حجم الواردات المصرية من الخارج ومنها أهمها اللحوم والزيوت والقمح.

وتابع أنها سوف تسهم هذه الشراكة فى زيادة الإنتاج الحيوانى بشكل كبير وتقليل فاتورة الاستيراد وهو ما يساهم فى انخفاض أسعار اللحوم فى السوق المصرى

وأوضح الإدريسى أنه النسبة للدولة سوف تستفيد من زيادة الإنتاج الزراعى وجذب استثمارات جديدة، وتوفر الآلاف من فرص العمل، والأهم أنها تستغل ثروات معطلة، مشيرا إلى أنه مع استمرار التعاون والشراكة بين مصر والسودان سوف تنخفض الفجوة الغذائية بشكل تتدريجى لكلا منهما وقد تتحول فى المستقبل لمراكز إقليمية لتقديم هذه المنتجات للسوق العالمى فى ضوء التعاون والاستثمار المشترك.

ولفت إلى أن حلم التكامل الاقتصادى بين مصر والسودان، قائما طوال عقود، ويمتلك البلدان إمكانات طبيعية وبشرية تمثل قاعدة انطلاق للاستثمار بما يوفر للشعب فى البلدين عوائد وفرص عمل، مشيرا إلى أن إطار التكامل ويعود بالنفع على الشعبين، ويفتح المجال لتعاون أوسع فى مجالات متعددة، ويدخل فى سياق التكامل الاقتصادى بين مصر والسودان، بل إنه مدخل لتوسيع عمليات الاستثمار وضخ المزيد من الأموال فى اقتصاد البلدين.