رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حوادث

مؤمن نعمان.. حكاية شهيد قدمته والدته فداء للوطن

أم البطل: حقق حلمى فى الالتحاق بالشرطة وتحققت أمنيته فى الشهادة

الشهيد النقيب مؤمن عادل نعمان، الضابط بقطاع قوات الأمن بمديرية أمن شمال سيناء، أحد الشهداء الأبرار الذين ضحوا بدمائهم واغتالتهم يد الإرهاب الأسود على أرض الفيروز فى 8 أبريل 2015، بـ«لغم أرضى» قام بزرعه الإرهابيون فى طريق مدرعة الشهيد، وكان لـ"الزمان"، لقاء مع والدة الشهيد، والتى تحدثت عن البطل.

تقول ميرفت أحمد سكر، والدة الشهيد، أن ابنها كان دمث الخلق، وكان يحب مساعدة الآخرين جميعا، دون تفرقة، من المجند إلى قائد معسكر قوات الأمن الذى التحق به، عقب تخرجه من كلية الشرطة عام 2011، موضحة أنها كانت تتمنى أن يكون لديها ابن فى الشرطة، وحقق لها مؤمن أمنيتها، بعدما فشل شقيقه الأكبر فى الالتحاق بكلية الشرطة، ولكن مؤمن أصر أن يحقق أمنية والدته، وأن يكون ضابط شرطة، حتى تخرج بالكلية دفعة 2011 والتحق للعمل بمدينة العريش، ليجاور والدته التى تعمل بالتربية والتعليم، ووالده الذى يعمل بمعسكر قوات حفظ السلام بمطار الجورة.

وتضيف أم الشهيد، قائلة: مؤمن كان يحب عمل الخير، ومساعدة الناس، ويشعر بسعادة شديدة عندما يعين أحد من جيرانه أو زملائه أو أقاربه، وكان من الشباب الذين نطلق عليهم "ابن موت"، كما أنه يتمتع بسمعة طيبة وحب متبادل مع زملائه ورؤسائه فى العمل، وكنت أشعر دائما أنه هيمشى ويسيبنا، بس حقيقى هو عمره ما تأخر على فى طلب أو إنه يعمل أى حاجة تسعدنى.

 

وتضيف أم الشهيد، قائلة: قمنا بتربية ثلاثة أبناء أحمد والشهيد مؤمن، وعلاء، على الثقة بالنفس وتحمل المسئولية على أكمل وجه، وهو ما قام به الشهيد مؤمن، وكان يطبقه فى حياته العملية خاصة فكان عقله وتفكيره سابقا لسنه وذلك بشهادة قادته وزملائه لما لمسوه منه من الطيبة وحسن الخلق مع الالتزام بأداء كافة المهمات التى أسندت إليه.

وأوضحت والدة الشهيد، قائلة: تحدثت مع ابنى الشهيد حول انتقاله للإسماعيلية فقال لى: "لما كل واحد فينا يهرب من سيناء مين هيقعد فيها"، فلم أستطع التعليق على كلماته.

واستطردت أم الشهيد حديثها قائلة: ابنى كان يشعر بأنه سوف يقدم روحه فداء للوطن نتيجة ما يراه أمام عينيه واستشهاد زملاء له حيث أخبرنى أحد جيراننا وصديقه بأنه قال له: "أنا عارف إنى هموت شهيد بس خايف على بابا وماما"، وبالفعل صدقت نبوءته ونال الشهادة التى تمناها".

وتروى أم الشهيد آخر حوار بينها وبين نجلها البطل، قائلة: حضر إلى المنزل بمدينة العريش يوم استشهاده فى الثانية ظهرا، وأحضر معه لحوما وطلب منى إعداد طعام للجنود وزملائه من الضباط المغتربين، حيث كان حريصا على أن يوفر لكل المجندين فى المعسكر وزملائه الضباط طعاما طازجا من البيت، ثم عاد مرة أخرى بعد خروجه من المنزل لوداعى وطلب منى الدعاء، ويوم استشهاده فى الساعة 11 مساء وجدت أحد زملائه يحضر لمنزلنا بمدينة العريش ويخبرنا بأنه أصيب، واصطحبنا داخل المدرعة وتوجه بنا إلى المستشفى، ولكن كانت قد فاضت روحه الطاهرة للقاء ربه.

وأشارت أم الشهيد، إلى فخرها بأنها قدمت أغلى ما تمتلكه فداء للوطن، قائلة: قدمت فلذة كبدى وابنى الغالى فداء لمصر، وضحينا بأجمل شىء فى حياتنا من أجل بلادنا، وحمايتها من الأعداء والإرهابيين الخونة.

جدير بالذكر أن النقيب مؤمن عادل نعمان، كان يعمل ضابطا بقطاع قوات الأمن، بمديرية أمن شمال سيناء، ومن مواليد 27 يناير 1991، واستشهد فى 8 أبريل 2015 فى انفجار مدرعة شرطة بسيناء، ولديه شقيقان، وهو حاصل على العديد من شهادات ودروع التكريم، فيما كرم الرئيس عبدالفتاح السيسى اسمه فى الاحتفال بعيد الشرطة، فى يناير 2019، كما أطلقت محافظة الإسماعيلية اسمه على إحدى المدارس الابتدائية.