رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

تحذيرات عالمية من اللجوء لمناعة القطيع

فى الوقت الذى تسعى فيه حكومات العالم بأكمله من أجل الوصول إلى لقاح ضد فيروس كورونا، فتحت المدارس الحكومية والخاصة أبوابها لاستقبال ملايين الطلاب يوميا، وهو الأمر الذى حذر منه الكثيرون من الخبراء فى مجال الصحة معتبرين أن التعليم ضرورى جدا وإساسى فى حياة الشعوب، ولكن الصحة أهم، ويجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة من أجل التصدى للموجة الثانية من فيروس كورونا حتى لا ندخل فى تدرج خطير لا يحمد عقباه، كما أن مناعة القطيع التى تسعى بعض الدول إلى تطبيقها بشكل غير مباشر لن تفلح فى ظل هذه الأزمة.

وتسعى وزارة الصحة حاليا إلى العمل على خفض ذروة الجائحة، أو تسطيح منحنى الجائحة، وذلك بهدف إبطاء انتشار المرض والموازنة بين مراحل تفشى الوباء وقدرات قطاع الرعاية الصحية على استقبال المرضى، ويتم ذلك من خلال تأجيل الوصول إلى نقطة الذروة لتوزيع المصابين بالمرض على فترات زمنية أطول، بما يسمح للنظم الصحية باستيعاب الأزمة، ويخفف ضغطًا هائلًا على نظام الرعاية الصحية، الأمر الذى يسمح بحصول المصابين على عناية صحية أفضل، ويوفر وقتاً أكبر من أجل تطوير لقاح أو علاج نوعى، وهو أفضل طريقة لمواجهة كورونا هى تسطيح المنحنى وذلك لدفع الوباء نحو الانحسار، وليس الانتشار.

وكشفت منظمة الصحة العالمية، أن هناك ما يقرب من 60% إلى 70% من السكان يحتاجون إلى التطعيم أو تشكيل أجسام مضادة طبيعية لتحقيق مناعة القطيع، وقد حذرت منظمة الصحة حكومات العالم بعدم محاولة تحقيق ما يسمى بمناعة القطيع ضد فيروس كورونا المستجد من خلال السماح له بالانتشار بسرعة فى جميع أنحاء مجتمعاتهم، نظرًا إلى خطورة المضاعفات التى قد يؤدى إليها هذا المرض، ونسبة الوفيات والحالات التى تحتاج العناية الطبية، فقد يفشل نظام الرعاية الصحية بسرعة فى مجاراة أعداد المرضى، وقد تؤدى أعداد الإصابات هذه إلى مضاعفات خطيرة ووفاة ملايين الأشخاص، خاصة بين كبار السن والأشخاص المصابين بحالات مزمنة.

من جانبه كشف الدكتور أحمد الجمال عضو نقابة الصيادلة لـ"الزمان" أن تسطيح منحنى الجائحة هو الحل الأمثل من أجل الحفاظ على عدم انتشار فيروس كورونا، فضلا عن زيادة نسب الإصابة بإعداد كبيرة، لافتا إلى أن ما تقوم به وزارة التربية والتعليم حاليا من خلال فتح المدارس وعودة الطلاب إلى المدارس هو أمر فى منتهى الخطورة يجب التشديد على اتباع الإجراءات الصحية بشكل جيد حتى لا نكون أمام كارثة صحية خطيرة خلال الفترة القادمة.

وأضاف أن كل أسرة لديها على أقل تقدير طفلان فى المدرسة الواحدة، وإذا أصيب أحدهم فإنه سينقل العدوى إلى المنزل، وبالتالى الأسرة ستنقل إلى الأسر الأخرى ونستمر فى هذه الحلقة إلى ما لا نهاية، والحل هو الوصول إلى لقاح ضد فيروس كورونا وحتى يصل العالم إلى هذا اللقاح يجب اتخاذ كافة التدابير اللازمة والإجراءات الاحترازية لأنها ستبطئ بشكل كبير معدل انتشار المرض وستنقذ آلاف الأرواح، وفى غياب تدابير التباعد الاجتماعى من المتوقع أن تحتاج الدول إلى الاستعداد لارتفاعات دورية جديدة وغير متوقعة للعدوى حتى يتوفر اللقاح على نطاق واسع حيث يمكن أن ينتشر تفشى المرض بشكل كبير.

أما الدكتور أشرف العدوى استشارى الأمراض الصدرية فأوضح أن مناعة القطيع تهدف إلى كسر سلسلة انتشار العدوى، وحماية الآخرين، لافتا إلى أن حصول شخص ما على المناعة لا يحميه فقط من الإصابة بالعدوى، بل يمنعه من نقل العدوى إلى الآخرين، حيث يبلغ مجتمع ما مناعة القطيع بطريقتين أولهما المناعة الطبيعية وهى أن يكون هناك ما يكفى من الأشخاص قد أصيبوا بالفعل وأنظمتهم المناعية طورت أجسامًا مضادة للحماية من العدوى المستقبلية فى المدى القصير، أو المناعة المكتسبة عن طريق لقاح فعال.

وأضاف أن التطعيم ضد الفيروس هو النهج المثالى لتحقيق مناعة القطيع، حيث تخلق اللقاحات مناعة دون التسبب فى المرض أو المضاعفات، حيث نجحت اللقاحات فى السيطرة على العديد من الأمراض المُعدية الفتاكة، مثل الجدرى وشلل الأطفال والخناق والحصبة الألمانية واللقاحات تخلق مناعة القطيع عند إعطائها على نطاق واسع، حيث إن إنتاج لقاح وقائى من فيروس كورونا سيحتاج وقتاً طويلاً ومناعة القطيع فيما يتعلق بالفيروس التاجى بعيدة عن الواقع، خاصة بدون لقاح، وإلى أن يتم تطوير لقاح من المهم إبطاء انتشاره نظرًا لأنه من غير المتوقع توفر لقاح لفيروس كورونا قبل عام 2021 على أقل تقدير.