رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الليبيون يترقبون حلًا دوليًا لأزمتهم المتعثرة

تنتهى غدا السبت 24 أكتوبر اجتماعات الفرقاء الليبيين 5+5 المنعقدة حاليا فى جنيف بين ممثلى حكومة الوفاق، وممثلى الجيش الوطنى، بحضور ستيفانى وليامز رئيسة بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا بالإنابة، لبحث المسائل العالقة بين الجانبين، بهدف التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

وقال اللواء دكتور نصر سالم المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن هذه الاجتماعات تمهد لعقد مؤتمر دولى يعقد تحت رعاية الأمم المتحدة، للتوقيع على اتفاق ملزم الأطراف المتصارعة.

أوضح لـ"الزمان" أن الاتفاق سيتضمن طريقة انتخاب رئيس مؤقت لليبيا، وموعد وطريقة انتخاب برلمان جديد، كما سيحدد مدة الفترة الانتقالية، لانتخاب رئيس جديد دائم للبلاد.

أكد اللواء نصر، أن المباحثات ستستغرق وقتا طويلا للتوصل لاتفاق، مشيرا إلى انشغال الولايات المتحدة الأمريكية حاليا فى الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها يوم 3 نوفمبر القادم، لافتا إلى أنها قادرة على الضغط على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لوقف التدخل التركى فى الشأن الليبى.

أشار الخبير العسكرى إلى رفض أمريكا للتواجد الروسى على الأراضى الليبية، لافتا إلى تضارب المصالح بين فرنسا وإيطاليا وروسيا وأمريكا حول الملف الليبى، مما يجعل الأزمة عالقة إلى حين توصل القوى الكبرى لاتفاق حول كيفية تقاسم المصالح فيما بينها.

وأكد "نصر" استحالة حل الأزمة دون التوصل لاتفاق بشأن الميليشيات المنتشرة على أرضها والتى يجب تفكيكها ودمجها فى جيش وطنى موحد تحت قيادة موحدة، محذرا من خطورة امتلاك هذه الميليشيات للسلاح خارج سيطرة الحكومة المركزية.

أشار إلى حتمية ترحيل المرتزقة الذين جلبتهم تركيا وروسيا إلى بلادهم، مؤكدة على قدرة الأطراف الليبية على حل الأزمة بسرعة فى حالة خلصت النوايا فيما بينهم وأعلوا مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، وتفهموا خطورة التدخلات الأجنبية على النفط الليبى الذى يمثل أكثر من 94% من مصدر الدخل الليبى وهو مصدر غير متجدد وقابل النفاذ فى أى وقت.

توقع توصل الفرقاء الليبيين لاتفاق، سياسى يضمن الحفاظ على وحدة التراب الليبى، تمهيدا لعودة الاستقرار للبلاد التى دمرتها الصراعات الدائرة منذ عام 2011.

وفى ذات السياق قال صالح إفحيمة عضو مجلس النواب الليبى إن المشاركين فى حوار جنيف لديهم أهداف معلنة وأخرى غير معلنة، مشيرا إلى أن الأهداف المعلنة تتمثل فى إيجاد حل سياسى والهدف الخفى البحث عن أماكن جديدة لهم من خلال تقاسم السلطة التشريعية والتنفيذية.

وأوضح فحيمة لــ"الزمان" أن التدخّل الخارجى فى ليبيا يُعدُّ فى مقدمة الأسباب التى دفعت شخصيات وقوى سياسية سابقة إلى التمسّك بحلم العودة، مؤكدا أن بعض تلك الشخصيات تلقّى ضوء أخضر من تركيا، ودعمًا من قطر للسيطرة على كل مفاصل الدولة.

وتابع أن تلك الشخصيات سوف تنفذ أوامر المتدخّلين فى ليبيا وشئونها، موضحا أن البعض الآخر لا هدف له سوى التنقّل بين الدول ولقاء السفراء فى محاولة لتسويق نفسه لتحقيق مصالح شخصية.

وأكد فحيمة أنه لا أحد يستطيع التكهن بالخطوات التالية، مشيرا إلى أن البعثة الأممية منذ وقت طويل تعتمد سياسة عدم الإفصاح عن كامل خطوات الخطة التى ترسمها وتتحرك على أساسها وربما هذا ما كان وربما سيظل السبب الرئيسى فى فشل كل محاولاتها السابقة.

وحول نجاح الاتفاقات المختلفة أشار عضو النواب الليبى إلى أنها لن تكون أفضل من حظوظ المؤتمرات السابقة رغم أن أنظار كل الليبيين متجهة نحوه وجميعا نتمنى له النجاح وللمشاركين، مؤكدا أن البوادر لا تبشر بخير.