رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

لا عليك يا صديقى العزيز..

قيل فى الأغانى.. "القلب ولا العين مين السبب فى الحب ؟" و "القلب ولا العين أو العقل مين السبب" فى حبك يا مصر، فالقلب معك يهفو إليك يلتصق بك يحس بآلامك يُبصَرّ مستقبلك وطموحك وآمالك، أما العين ترى الكثير من الإنجازات على الأرضْ، أما العقل يصطف مع المصريين فى الضائقة الاقتصادية حيث الحياة صعبت على الجميع وخاصة الطبقات المتوسطة الدخل التى أغلبنا منها وما دونها من الطبقات الفقيرة والأكثر فقرًا، فالشكوى تزداد وتعتصر القلوب فما العمل لعلاج هذا التناقض الذى يرهق القلوب ويُتعبْ العقول ويضعف العيون!!.. فرسالتى هذه للمسؤلين، فكم من زعماء كثُرّ أعيتهم المعادلة الصعبة الشديدة التعقيد وخاصة الزعيم عبدالناصر مع إن تعداد الشعب وقته كان أقل من ربع من يعيشون الآن لهذا قلبى وعينى وعقلى مع القيادات أبحث معهم عن المعادلة العبقرية التى يجب أن يوجدوها فى كيفة إستمرار النماء مع مساعدة الطبقات التى باتت بيوتهم تئن من الحاجة والعوذ وتدبير سُبلّ الحياة لهذا يجب أن نوفر موارد مالية غير مألوفة لتوظيفها فى رأب الصدع الآنى للاحتياجات اليومية لجموع الشعب وليست للطبقات الفقيرة فقط فلقد دخل الكثيرون إلى دوائر الاحتياج ونفاذ ميزانيات البيوت قبل أن يبدأ الشهر تحت سطوة لهيب الأسعار واختفاء السلع... أقص قصة صغيرة حدثت لى... 

ذهبت إلى صديق قديم كان قد اقترض منى مبلغ من المال منذ عدة سنوات لمساعدته فى تعلية بيته ليتثنى له أن يزوجْ ابنه على أن يرده حين ميسرة أو تتحسن ظروفه ويسترد فروق أجازاته من وزارته، إذ كان موظفًا كبيرًا وقتها، وما أن جلست وشربت الشاى إذ بالصيدلية المجاورة تتصل به لتطالبه بحساب لهم ويجد صديقى حرجًا حين يحضر له من يطالبه، ويدور حديث أمامى فهمت منه أنه تأخر عليهم لعدة شهور وإذ بالباب يدق دقات كما لو كانوا زوار الفجر قد عادوا، وكاد الباب يُهشَمْ إذ بالصيدلى يحضر بنفسه ومعه بعض الصبية مفتولى العضلات مطالبين بالمبلغ، وحلًا للموقف المتأزم أجد نفسى أعطيهم جزءًا من المبلغ وألتزم بالباقى أمام هؤلاء الغوغاء المهاجمين المطالبين وإلا نفذوا عليه حكمهم، ويخرج هؤلاء التتار بعد الموقعة وظللت للحظات فى حالة صمت أقول فى نفسى "العوض على الله" ثم استأذنت من صديقى الذى غرق فى دموعه وأحزانه وإذ به يسألنى عن سبب حضورى إليه اليوم؟ وهذا من فرط شفقته علىّ وتحرجه منى.. فقلت له أتيت لأراك وأطمئن عليك لأنك "وحشتنى قوى".. فقال: "معلش استحملنى ضيف الجديد على القديم والحساب يجَمعْ"، فابتسمت وقلت: "لا عليك ياصديقى العزيز"....