«الكينج».. حدوتة مصرية لا يهتز عرشها مهما كثر المنافسون

وضعه جمهوره خارج التصنيف، فهو حالة متفرّدة يصعب تكرارها كما يصعب مقارنتها، بمجرد سماع صوته تحضر الهوية المصرية، حتى وإن غرّد على مسارح خارج المحروسة، فهو "صوت النيل" الذي لا تهدأ تياراته، وهو الجوهرة السوداء التي لا يبهت بريقها، هو الثائر والوطني والعاشق المُحب، هو "الملك" الذي لا يهتز عرشه مهما كثر المنافسون، إنه محمد منير.

اسمه الحقيقي محمد منير محمد أبا يزيد جبريل متولي، ولد في 10 أكتوبر من عام 1954 بالنوبة في محافظة أسوان وله 5 أخوة، أتم الشهادة الثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة مع أسرته، بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التى خلفها السد العالى، والتحق بكلية الفنون التطبيقية، قسم التصوير السينمائي، في جامعة حلوان، وحصل على البكالوريوس عام 1978.

عشق الفن منذ طفولته، وكان يحرص على التواجد في المناسبات داخل بدلته للاستماع إلى مطربي النوبة، الذين شكلوا جزءًا كبيرًا من ثقافته الفنية، فلاحظ أخوه "فاروق" حبه للغناء، والذي كان يمتلك أيضًا صوتًا عذبًا، وأولاه رعاية خاصة، فشجعه على تنمية موهبته.

بدأ الغناء في كلية الفنون التطبيقية، ثم التقى بالشاعر عبد الرحيم منصور، ومن بعده الملحن النوبي أحمد منيب، الذي اعتبره مثلًا أعلى، وبدوره توقع له الآخر مستقبلًا باهرًا.

"علموني عنيكي" كان اسم أول ألبوم غنائي أطلقه "منير" في عام 1977، من تلحين هاني شنودة، وإنتاج شركة "سونار"، التي ظلت تنتج له حتى عام 1986، إلا أنه لم يلق نجاحًا كبيرًا آنذاك.

حقق ألبومه الثاني نجاحًا أكبر بعد الاستعانة بمجموعة جديدة من الملحنين والكُتّاب الكبار، وتنوعت التجارب وأثراها اتجاه "منير" لإشراك فرق غربية، بجانب الغناء بلهجات شامية وسودانية وجزائرية في خضم ما عرف بموسيقى "الجيل" وخلطها بين القوالب.

في عام 1981 أطلق ألبوم "شبابيك" الذى حقق مبيعات هائلة، واستعان فيه بالموسيقار يحيى خليل الذي تولى توزيع الألبوم بالكامل، واعتبر "منير" أول مطرب عربي يقدم موسيقى الجاز، وتم تصنيف هذا الألبوم بعد إنتاجه بسنوات من ضمن أفضل الألبومات الموسيقية العربية والأفريقية في القرن العشرين.

اقتحم مجال السينما أولًا من خلال فيلم "حدوتة مصرية" مع المخرج يوسف شاهين في عام 1982، ثم "اليوم السادس" عام 1986، وشارك أيضًا في نفس العام بفيلم "الطوق والأسورة" مع شريهان للمخرج خيري بشارة، وتعددت مشاركاته السينمائية قبل أن ينتقل إلى المسرح الذي لم يمكث به كثيرًا.

أطلق عليه الجمهور لقب "الكينج" بعد مسرحية "الملك هو الملك" للكاتب سعدالله ونوس والمخرج مراد منير، خاصة بعدما قدم ألبوم غنائي يحمل الاسم ذاته.

توالت ألبوماته تباعًا محققة أعلى الإيرادات، من "حدوتة مصرية" في 1982، مرورًا بـ"مقدرش" عام 1988، و"المصير" و"حبيبتي" و"دنيا"، وصولًا إلى "أهل العرب والطرب"، حتى أتمهم 30 ألبوم غنائي، حرص خلالهم على التنويع، ومزج الثقافات الأخرى، حيث غنى من التراث الحلبي والأردني.

يعتبر مسلسل "المغني" الذي عرض في رمضان 2016 من المحطات الفارقة في حياته الفنية، قد يختلف الناس حول سبب ذلك، فالبعض يراها أنها محطة فاشلة أثرت على تاريخه الفني، بسبب انخفاض نسبة المشاهدة، وآخرون يعتبرونها أول مصدر موثق عن حياة نجم قلّما نجده هذه الأيام، لكن الحقيقة أنه تعرض لحالة اكتئاب بسبب الأصداء السلبية التي تلقاها المسلسل.

 ظل حتى وقت قريب أشهر عزّاب الفن، وما لبث أن تحول لأشهر مطلّقي الفن، بعد أن تزوج من فتاة أربعينية ذات أصول نوبية، قيل إن قصة حب قديمة جمعتهما، لكن 50 يومًا فقط كانت مدة الزواج في حياة النجم الأسمر الذي يرفض القيود. 14

قال عنه كمال الطويل: "أكثر المطربين ثقافة"، وشهد له عمار الشريعي بأنه "خط ولون غنائي لا يستطيع أحد الاقتراب منه"، وقال عنه يوسف شاهين: "ابني ده له مشوار طويل معايا.. منير ده جوه قلبي بعلي صوتي بالغنا معاه".

صرحت الفنانة "نجلاء بدر" في العام الماضي، بأنها الفنان محمد منير طلب الزواج منها، ولكنه انسحب قبل عقد القران مباشرة، مشيرة إلى أن الزواج كان سيفشل بسبب فرق السن الكبير، ورفض الكينج لعملها بالفن.