جريدة الزمان

خارجي

«ترامب» و«كيم».. سبعة أمور مهمة عن «لقاء القمة»

إسراء البيهونى -

قَبل الرئيس ترامب دعوة كوريا الشمالية لإجراء محادثات مباشرة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، فيما تعد سابقة في العلاقات المتوترة بين البلدين، لكن ما أهمية اللقاء المرتقب؟ وهل سيحقق الهدف منه؟

 فطبقا للمحلل السياسي في صحيفة نيويورك تايمز، ماكس فيشر، هناك سبعة أشياء تحكم اللقاء.

على المدى القصير.. اللقاء يقلل من خطر الحرب

مجرد التحضير للمحادثات يعمل على تغيير النمط الانفعالي لكل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة بشكل يقلل من فرص اندلاع حرب نووية.

فربما كان التهديد الأكبر هو الانفلات الانفعالي بين البلدين، مما يعني أن أي حادث أو سوء تقدير قد يدفع إلى حرب غير مقصودة أو ضربة أميركية من جانب واحد.

لذا فإن لدى كلا الطرفين الآن سببا لخفض التوتر بدلا من زيادته، لتهيئة بيئة المفاوضات.

الإشارات المتضاربة بشأن المحادثات قد تقضي عليها

عادة، قبل أي محادثات رفيعة المستوى، يقضي الطرفان وقتاً طويلاً في إرسال الرسائل المباشرة وغير المباشرة من أجل جس النبض والتعرف على النتائج المتوقعة من التفاوض مما يقلل من خطر المفاجأة أو الإحراج.

وتعد هذه الإشارات بمثابة التزامات عامة أمام شعبي البلدين. فعلى سبيل المثال، فقد تعهد ترامب بمنح كوريا الشمالية واحدة من أكثر التنازلات وهو: اجتماع رفيع المستوى بين زعيمي البلدين.

في المقابل، لم تلتزم كوريا الشمالية علانية بأي شيء، وتمكنت من توجيه اتصالاتها عبر كوريا الجنوبية، مما يسهل عليها التراجع في أي وقت بدون حرج.

وعلاوة على ذلك، اعتبر ترامب علانية أن "نزع الأسلحة النووية" هو الحد الأدنى من النتائج المقبولة للمحادثات، مما يجعل من الصعب عليه قبول نتيجة أكثر تواضعاً.

ويقول فيشر إن هذه الصيغة تضع الأميركيين في وضع غير مناسب قبل أن تبدأ المحادثات.

الطرفان غير متفقين على الأجندة

يقول مسؤولون كوريون جنوبيون إن كيم يرغب في الدخول في محادثات "نزع الأسلحة النووية"، لكن دويون كيم، المحلل المتمركز في سيول، قد كتب في عمود في نشرة علماء الذرة أن "نزع السلاح النووي" يعني أشياء مختلفة لكل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

فالأميركيون يفهمون الكلمة على أنها تصف نزع السلاح النووي الكامل لكوريا الشمالية، وهو أمر يصعب تصوره.

لكن الكوريين الشماليين يميلون إلى اعتباره كنوع من نزع السلاح المتبادل والمتزايد الذي تتخلى فيه الولايات المتحدة عن الأسلحة.

العملية تسير بالعكس

من الناحية البديهية العملية، فإنه في أي مفاوضات، يجتمع رؤساء الدول في نهاية المحادثات بعدما ينهي المسؤولون الأقل مستوى تسوية كافة الملفات واستخدام كافة الأساليب التفاوضية ومن بينها القذرة.

وهنا يكون لدى المفاوضين حرية التراجع عن المطالب أو الذهاب بعيدا أو التضحية بالمصداقية من أجل نجاح المحادثات، لكن الأمر مختلف لرؤساء الدول فهم مقيدين للغاية وكل شيء سيحسب عليهم. وبدلا من ذلك، فقد قفزت إدارة ترامب مباشرة إلى الخطوة الأخيرة.

ويحذر فيكتور تشا، وهو خبير كوري شمالي منشق من أنه في حالة فشل المفاوضات على مستوى القمة، فإنه لن يعود هناك أي طائل من الدبلوماسية على أي مستوى بعد ذلك.

وزارة الخارجية في حالة من الفوضى

يتسائل فيشر: "ألن تكون هذه لحظة مناسبة لوجود سفير أميركي في كوريا الجنوبية؟ أو وكيل وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي؟.

وكلتا الوظيفتان فارغتان، بينما يدير المكتب حاليا مساعد الوزير لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ بشكل مؤقت، وقد اصطدم مع البيت الأبيض.

ويرى فيشر أن ترامب يفتقر للدعم المؤسسي مقارنة بالرؤساء السابقين، مما يعني أن الدائرة الدبلوماسية التي سيستعين بها صغيرة للغاية.

كل النتائج ستعتمد على شخصية ترامب

قد تفرض شخصية ترامب نفسها بقوة على المحادثات وتشكل عاملا كبيرا في تحديد نتائجها.

ويخشى المراقبون من الأسلوب المتقلب والمزاجي للرئيس الأميركي، وهو ما قد يصعب معه توقع ردوده حال فشلت المفاوضات.

كوريا الشمالية حققت بالفعل نصراً رمزيًا

بالنسبة لكوريا الشمالية، تعتبر محادثات القمة فوزًا كبيرًا في حد ذاتها، فهي تصور الزعيم الكوري الشمالي كرجل حول بلاده من دولة منبوذة ومارقة إلى قوة نووية معترف بها وند للولايات المتحدة.

وبحسب فيشر، فإن كيم قد كسب اعترافا دوليا ورفع من مصداقيته أمام شعبه.

وكتب جيفري لويس، الخبير الكوري في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية ، على تويتر: "كيم لم يرسل دعوة للقاء ترامب من أجل تسليم الأسلحة.. إنه دعا ترامب لإثبات أن استثماره في القدرات النووية والصاروخية أجبر الولايات المتحدة على معاملته على قدم المساواة".

ويقول فيشر إن هذه هي أولوية كورية شمالية منذ التسعينيات.