جريدة الزمان

حوادث

ننشر تفاصيل رشوة «رئيس مصلحة الجمارك»

جمال عبد العظيم رئيس مصلحة الجمارك السابق
عماد حسانين -

كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، في قضية رشوة جمال عبد العظيم رئيس مصلحة الجمارك السابق المعروفة إعلاميًا بقضية «رشوة الجمارك» عن عده مفاجآت.

تحقيقات النيابة، مع المتهم والتي أثبتت أن المتهم طلب وأخذ مبالغ مالية وعطايا على سبيل الرشوة من المتهمين علاء المنصوري وإسلام حجاج – مستخلصين جمركيين- بوساطة متهمين آخرين كي يستعمل نفوذه لدى الإدارة المركزية لجمارك بورسعيد حتى يتمكنا من إنهاء مصالحهما بها.

وكان النائب العام المستشار نبيل صادق، قد وافق على إحالة القضية لمحكمة الجنايات بعد انتهاء تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فيها بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول، وتبين أن رئيس مصلحة الجمارك جمال عبدالعظيم  ألقي القبض عليه في القضية بعد تدخل لدى موظفي الإدارة المركزية لجمارك بورسعيد بقرار النيابة العامة في إحدى القضايا الخاصة بفحص بيانات جمركية من رسوم مستحقة على مقدمي الرشوة له خلال الفترة من أول أغسطس 2017 حتى 15 أغسطس 2017 وذلك لتخفيض الرسوم المستحقة عليهما.

وثبت من التحقيقات التي باشرها المستشار إسلام حمد رئيس فريق التحقيق في القضية بعد تفريغ تسجيل المحادثات الهاتفية ولقاءات المتهمين تبين أن رئيس مصلحة الجمارك المتهم طلب وأخذ أثناء رئاسته الإدارة المركزية لجمارك بورسعيد من المتهمين "المنصوري وحجاج" بوساطة متهمين آخرين مبالغ مالية على دفعات بصفة دورية كل منها بلغ قرابة 100 ألف جنيه على سبيل الرشوة وملابس قيمتها 17 ألف جنيه مقابل إنهاء مصالح لهما لدى مصلحة الجمارك.

الرقابة الإدارية وثبت من التحقيقات أنه بتاريخ 10 يونيو 2018 رصد ضباط الرقابة الإدارية لقاء بين رئيس مصلحة الجمارك و"المنصوري" بالسكن الإداري لرئيس لجمارك بعمارات التوفيق بمدينة نصر أخبره فيه رئيس الجمارك أنه استعمل نفوذه لدى اللجنة المشكلة بقرار النيابة لاستكمال الفحص بيانات جمركية خالية من المخالفات للإبقاء على المستحقات المقدرة بالإضافة إلى أن المتهم "المنصوري" وجه رئيس الجمارك لنقل موظفين بالإدارة المركزية لجمارك بورسعيد حتى يتمكن من إنهاء مصالحه وفي هذا اللقاء قدم لرئيس الجمارك مبلغ 3 آلاف دولار.

وأضافت التحقيقات، أنه تم رصد لقاء آخر بتاريخ 8 يوليو 2018 بين رئيس مصلحة الجمارك و"المنصوري وحجاج" في حضور وسيط هو المتهم السادس في القضية ويدعى محمود فؤاد فرج وهو من نقل المتهمين "المنصوري وحجاج" لسكن رئيس المصلحة وتسلم منهما 3 آلاف دولار و50 ألف جنيه مصري قدماها رشوة لرئيس الجمارك وعرضا عليه بعض طلبتهما الخاصة بجمارك بورسعيد وأبلغاه أنهما سلما مبلغ الرشوة للمتهم السادس وألقت الرقابة الإدارية القبض على الوسيط أثناء عودته لرئيس الجمارك الذي ألقي القبض عليه هو الآخر وبحوزته مبلغ الرشوة.

وجاءت تحريات هيئة الرقابة الإدارية تفيد أن رئيس مصلحة الجمارك جمال عبدالعظيم، أثناء رئاسته للإدارة المركزية لجمارك بورسعيد طلب وأخذ من المتهم الرابع السيد طه أبو سعدة عطايا عينية جاوزت قيمتها 30 ألف جنيه، منها ملابس وأحذية على سبيل الرشوة مقابل إصدار قرارات بترخيص 4 مستودعات عامة بمنطقة الرسوة، إذ محل انتفاعه من الشركة العامة للصوامع والتخزين، وأيضًا طلب وأخذ 26 ألف جنيه قيمة هاتفين محمولين ورخام لمسكنه بمحافظة القليوبية بقيمة 112 ألف جنيه مقابل نقل 3 رسائل من البورسلين المخزنة بمستودعات جمارك العبور إلى مخازنه ببورسعيد وقبوله أثناء رئاسته لمصلحة الجمارك طلبات مقدم الرشوة بشأن إعادة تقدير قيمتها المقبولة جمركيًا لتخفيض المبلغ مستحق السداد عليها وإعادة تصديرها.

اعترافات المتهمين

وأقر المتهم الثاني علاء المنصوري بالتحقيقات بأنه والمتهم الثالث إسلام محمد جمال الدين حجاج عطايا على سبيل الرشوة للمتهم الأول جمال عبدالعظيم مقابل استعمال نفوذه لدى المختصين بالإدارة العامة لجمرك المنطقة الحرة والاستثمار ببورسعيد.

وقال إنه بحكم عمله مستوردا للملابس ومستخلصًا جمركيُا منذ عام 2000 وتعامله مع المختصين بجمارك بورسعيد جمعه علاقة بالمتهم الأول جمال عبدالعظيم مطلع عام 2017 أثناء رئاسته للإدارة المركزية والذي استدعاه لمكتبه في مارس 2017 وطلب منه مشاركته في أعماله مستغلًا صفته الوظيفية لكنه ماطله في الرد عليه وأنه بعد تواصل بين المتهمين قدم المنصوري وحجاج مبلغ 100 ألف جنيه لـ«عبدالعظيم» قدماها مناصفة بينهما.

وأضاف "المنصوري" أنه في سبتمبر 2017 علم هو والمتهم الثالث بتشكيل "عبدالعظيم" لجنة لفحص البيانات الجمركية الخاصة بحاويات استوردها وانتهى تقرير اللجنة إلى وجود مخالفات جمركية تتعلق بأوزان الحاويات ومواصفاتها مما نتج عنه مستحقات للدولة تقدر بـ10 ملايين جنيه، وأخبرهما "عبدالعظيم" بضرورة تحرير مذكرة للطعن على تقرير اللجنة حتى لا تقدم الأوراق للنيابة.

كما أنه علم بعد ذلك من المتهم الثالث "حجاج" بطلب المتهم الأول "عبدالعظيم" منهما بوساطة المتهم الخامس مبالغ مالية على دفعات منتظمة على سبيل الرشوة مقابل تخفيض المبالغ المستحقة عليهما فوافقا على ذلك وقدما مبلغ يجاوز 500 ألف جنيه على دفعات متتالية أولها كانت في سبتمبر 2017 و60 ألف جنيه في أكتوبر 2017.

وأوضح أنه نظرًا لتوقفه عن تقديم الرشاوى التقى بالمتهم الأول "جمال عبدالعظيم" في سكنه الإداري ببورسعيد والذي استعلم منه عن سبب توقفه عن دفع الأموال له وطلب منه استكمل تقديمها وبناء على ذلك أرسل له 50 ألف جنيه وضعها داخل علبة حلوى وفي إبريل 2018 أرسل له أيضًا مبلغ 50 ألفًا أخرى مقابل إنهاء مصالحه بالجمرك وتخفيض الرسوم المقررة عليه والتي كان بموجبها سيدفع ما يزيد على 5 ملايين جنيه.