جريدة الزمان

تقارير

السيسي يكتب فصلًا جديدًا فى تاريخ الوحدة الوطنية

محمود عبد الحميد -

قراراته اجتزت العنصرية.. وإجراءاته أرست قواعد المساواة

قطع الطريق أمام المتاجرين بالدين.. وأجهض مخططات الفتن الطائفية

عامل المصريين على حد سواء.. دون تمييز عقيم عانت منه البلاد فى السابق

«إذا أردت أن تهزم دولة.. فعليك باستهداف نسيجها.. سيوفر عليك الكثير».. أقتبس هذه الجملة من كتاب «فن الحرب»، للسياسى والعسكرى السابق فى المخابرات الأمريكية المركزية، سون أتزو، الذى يعد واحدًا من أفضل الكتب خلال العقد الأخير، الذى يسرد فيه طرق دعاة الفوضى والإرهاب فى نشر الفتن والنزاعات بين الدول، تمهيدًا للوصول إلى غايتهم بتقسيم الدول، وما نراه الآن يؤكد لنا صحة نظرية «أتزو».

تذكرت هذه الكلمات، وأنا أتابع كغيرى من الملايين المصريين والعرب والعالم بأسره، ذلك الحدث العالمى، والذى فى اعتقادى لم يشهده التاريخ من قبل، وهو افتتاح مصر أكبر مسجد، وهو مسجد الفتاح العليم، وأكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط، وهى كاتدرائية ميلاد المسيح، الذى يعد حدثًا استثنائيًا وربما لم يحدث من قبل على مدار تاريخ المسيحية والإسلامية، فلم ندرس فى التاريخ القديم ولا المعاصر، أن مسجدًا وكنيسة بُنيا فى وقتٍ واحد وانتهيا فى وقت واحد، وبقصد تسجيد مشاعر الأخوة والمودة المتبادلة.

 وبعد وصول الرئيس السيسى إلى سُدة حكم البلاد فى يونيو من عام 2014، كان أمر الوحدة الوطنية واحدًا من الملفات التى تشغل عقل وبال الدولة المصرية، فى ظل التحديات والتهديدات التى تُحيط ببلاده.

ترميم الكنائس التى تضررت من الحوادث الإرهابية

كانت أولى قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو فى أيامه الأولى من الحكم، توجيه تكليفات إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بترميم الكنائس التى تضررت من جراء الحوادث الإرهابية، فلا يخفى على أحد، ما قام به عناصر قوى الشر، بعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، من استهداف دور العبادة للأخوة الأقباط، كمحاولة لبث الفتن الطائفية، وجرّ البلاد نحو مصير لا يعلمه إلا الله، لولا عناية الله بهذا الشعب الكريم، ووعيه، ويقظة قواته المسلحة.

قانون بناء الكنائس

فى خطوة تأخرت أكثر من 160 عامًا، وترجمة لنص دستورى ألزم البرلمان، بإصدار قانون الكنائس الموحد، خلال دور الانعقاد الأول، خرج هذا القانون فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فطوال الأنظمة والحكومات المتعاقبة، ترددت كثيرًا على اتخاذ هذه الخطوة، إذ كان بناء الكنيسة فى الماضى، أمرا من اختصاصات رئيس الجمهورية، وكأنها منحة من الرئيس، إلا أن بعد وصول الرئيس السيسى للحكم، أيقن أن بداية التعامل بنجاح فى ملف الوحدة الوطنية، هو إعطاء كل ذى حق حقه، فأصبح الآن قرار بناء كنيسة يتم من قبل الإدارة المحلية ممثلة فى كل محافظ.

وفى ذلك تقول، النائبة مارجريت عازر، عضو مجلس النواب لـ«الزمان»، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعى تمامًا أن الدين لله والوطن للجميع، وبالتالى فهو حريص على إعلاء روح المواطنة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد، ومن هنا تأتى قراراته وإجراءاته التى تصب فى صالح الدولة قبل أن تصب فى صالح الوحدة الوطنية.

تقنين أوضاع 568 كنيسة

وفى إطار حرص الدولة على تطبيق القانون رقم 80 لسنة 2016، والخاص ببناء وترميم الكنائس، نجحت الدولة منذ إصدار القانون حتى وقتنا الحالى فى إعادة تقنين أوضاع 508 كنيسة ومبنى تابع لها، بعد صدور قرار رئاسى بتكشيل لجنة رئاسية لتقنين أوضاع الكنائس ممثلة فيها رئيس الوزراء، وقبل أيام من احتفالات أقباط مصر بعيد الميلاد المجيد، أصدرت الحكومة قرارًا بتقنين أوضاع 126 كنيسة ومبنى خدمات تابع للطائفة الأرثوذكسية.

لجنة لمواجهة الحوادث الطائفية

وفى خطوة نالت إشادة دولية واسعة، وغير مسبوقة، لم تشهدها مصر من قبل، أغلق السيسى الباب أمام المزايدين والمتاجرين بهموم الوطن، وأصدر الرئيس منذ أيام قرارًا بتشكيل لجنة مركزية تسمى «اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية» برئاسة مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن ومكافحة الإرهاب، وعضوية كل من ممثلين عن هيئة عمليات القوات المسلحة، والمخابرات الحربية، والمخابرات العامة، والرقابة الإدارية، والأمن الوطنى.

وتتولى اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية وضع الإستراتيجية العامة لمنع ومواجهة الأحداث الطائفية ومتابعة تنفيذها، وآليات التعامل مع الأحداث الطائفية حال وقوعها.

سياسيون وبرلمانيون يؤكدون لـ«الزمان»، أن القرارات والإجراءات التى أصدرها الرئيس السيسى منذ وصوله إلى الحكم حتى وقتنا الحالى، ساهمت كثيرًا فى الحفاظ على الوطن من مخطط الانزلاق ونشر الفوضى ومن ثم الانقسام، الذى كان مصيرنا المحتوم لولا ثورة 30 يونيو 2013.

النائب اللواء تامر الشهاوى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى، قال إن الرئيس السيسى يعامل أبناء شعبه بمسلميه وأقباطه على حد سواء دون أى تمييز عقيم، يؤثر بالسلب على الدولة، فالرئيس يدرك تمامًا أن بقاء الدول قوية من قوة نسيجها الوطنى، والجميع فى مركب واحد، وليس من الحكمة أو الرشد أن تميز الأنظمة الحاكمة فئة على حساب فئة، وهو ما يُحسب للرئيس السيسى، أن تعامل مع ملف الوحدة الوطنية باحترافية شديدة، جنبت البلاد، الكثير من ويلات الفتن الطائفية.

اللواء صلاح عقيل، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أكد أن مصر منذ فجر التاريخ وهى عصية على الانكسار أو العزيمة، ومنذ فجر التاريخ ويُحاك لها المؤامرات والمخططات، وفى أضعف حالاتها وظروفها، نجحت فى إجهاض هذه المخططات، بفضل قوة وتمساك نسيجها الوطنى، ولا ننسى دور الكنيسة المصرية على مدار تاريخها، التى لعبت دورا وطنيا فى مواجهة الغزاة والمحتلين والاستعمار، وقطعت الطريق أمام دعوات تقسيم الوطن، وبالتالى ما يقدمه الرئيس لهم، ليست منحا من الحاكم لأحد، وإنما حقوق تاريخية لهم.