جريدة الزمان

خارجي

الهتيمي لـ«الزمان»: التوتر بين تركيا والأكراد يوفر بيئة التصعيد العسكري أمام داعش

أسامة الهتيمي
شروق محمد -

قال الكاتب الصحفي، أسامة الهتيمي، تعليقا على الآراء القائلة بأن تنظيم داعش قد يستأنف نشاطه في سوريا مرة أخرى، إنه ليس من شك في أن التغريدات الأخيرة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حول تدمير اقتصاد تركيا في حال قامت بمهاجة قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل قوات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، سيكون لها أثرها السلبي على العلاقات الأمريكية التركية التي كانت قد شهدت تحسنا في الأسابيع الأخيرة على خلفية إعلان ترامب عن قراره بانسحاب القوات الأمريكية خلال فترة وجيزة من سوريا، وهي التصريحات التي أوحت للمتابعين أن ثمة تقارب أمريكي تركي فيما يخص ملف الشمال السوري كون أن هذا الانسحاب سيمنح تركيا الفرصة لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية والتي ترى تركيا أنها تضم الكثير من الإرهابيين المهددين لأمن تركيا ومن ثم فإن تصاعد هذا التوتر سينعكس سلبا على المعارك الدائرة فيما بين العديد من الأطراف وعناصر تنظيم داعش، إذ ستوفر بيئة التصعيد العسكري في المنطقة الفرصة أمام عناصر التنظيم لاستئناف أنشطتها وإعادة تنظيم الصفوف.

وأضافة الهتيمي في تصريح خاص لـ«الزمان»، لكن في المقابل ربما يدرك الأتراك أن تغريدات ترامب إنما جاءت كرسالة موجهة للداخل أو ربما محاولة منه لتخفيف حدة وقع صدمة قرار الانسحاب على العديد من الأطراف المتحالفة مع الولايات المتحدة وأن ترامب والإدارة الأمريكية يحاولان إرسال رسالة تطمين إلى هذه الأطراف وفي مقدمتها الطرف الكردي الذي سارع فور الإعلان عن القرار إلى التباحث مع نظام بشار الأسد.

وأشار إلى أن واشنطن دعمت المحاولات التطمينية بتكثيف  العمليات العسكرية التي تقوم بها قواتها في سوريا خلال الأيام الأخيرة، لتبدو وكأنها قد التزمت بتعهداتها بأن الانسحاب لن يكون إلا بعد القضاء على داعش وهو ما تجلت نتائجه بوضوح وفق ما صرح به مصطفى بالي رئيس المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في حديث مع وكالة رويترز حيث قال إن عناصر داعش يعيشون اللحظات الأخيرة ويدركون أن هذه المعركة هي حملة القضاء عليهم.

وأكّد أن تكثيف العمليات الأمريكية الأخيرة في سوريا جاء تأكيدا على أن واشنطن عازمة على إتمام عملية الانسحاب في أقرب فرصة دون أن تكشف عن البديل المحتمل لها في هذه المنطقة التي لا زالت تشهد توترات شديدة، غير أن الاحتمال المرجح أن كل ذلك يمهد الأرض لتسلم قوات الأسد مدعومة من روسيا وإيران لهذه المنطقة، وأن هذا لا يتعارض مع رغبة الأكراد أنفسهم من حيث المبدأ إذ لا يتجاوز حدود الخلاف بين الأكراد والنظام السوري شكل العلاقة بين الإقليم والحكومة المركزية.