جريدة الزمان

تقارير

بأجسام ممتلئة ومترهلة.. «الموديلز الشعبي» وسيلة فعالة لبيع الملابس الحريمي على السوشيال ميديا

-

إعلانات «البيجامات والكاش مايوه» تنتشر بغزارة.. وتلاحق المستهلكين عبر صفحات ممولة

عارضات: نروج للمنتجات القيمة ونرفض الملابس الفاضحة.. والموديلز الأجنبى سر تراجع المبيعات

يبدو أن معايير الموديلز التى وضعها كبار مصممى الأزياء العالميين، قد اختلفت كليًا وذلك بفعل تغير ذوق المستهلكين خاصة لدى بعض المصريين، ممن كانوا يطالعون صور الموديلز الأجنبى على «قمصان النوم»، وبفعل طبيعة جسد السيدات فى مصر نتيجة تناول كميات كبيرة من الطعام بما جعل أغلبهن ذوات أجسام ممتلئة لم تعد تلك الصور للموديلز الأجنبى محفزة للسيدات والرجال على حد سواء لشراء المنتج الذى يرتدونه.

وبالتالى كان لا بد من البحث عن أدوات جديدة لتحفيز هؤلاء المستهلكين ونتيجة الخسائر التى تعرض لها أصحاب المصانع كان لا بد من ابتكار وسيلة أكثر فاعلية، ومن هنا جاءت فكرة «الموديلز الشعبى» تلك السيدة ممتلئة الجسم ولا يظهر شيئًا من مفاتنها سوى أجزاء بسيطة من الذراع أو القدم لتتشابه مع الملابس التى ترتديها الزوجة لزوجها داخل المنزل، ومن ثم نجح أصحاب المصانع فى لفت أنظار المستهلكين من جديد.

وبمرور الوقت بدأت تلك «الموديلز» تغير من استايل اللبس ليدخل الكاش مايوه والبيجامات والعبايات البيتى والخروج على الطريق، وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعى وعبر الإعلانات الممولة التى تظهر على جانب الصفحه الشخصية، وجدت «الموديلز الشعبى» طريقها للشهرة، ووجد أصحاب المصانع طريقهم للربح بعرض منتجات رخيصة السعر فى متناول الجميع.

أسامة نبيه صاحب مصنع ملابس حريمى، قال لـ«الزمان»: قبل عامين كنا نعتمد على الأجنبيات المقيمات فى مصر وكن يحصلن على 100 دولار فى الساعة مقابل ارتداء الملابس التى نقوم بتصنيعها وتصويرهن ووضع الصور على الإنترنت لعمل ترويج للمنتج، ومع تطبيق سياسة تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار حاولنا التفاوض معهن لتخفيض الأجر لكن فوجئنا بهن يطالبن بزيادة الأجر إلى 300 دولار للساعة الواحدة، وهو ما جعلنا نفكر فى الاعتماد على الموديلز المصرى، ولكنها رفضت ارتداء ملابس عارية ففكرنا وقتها فى تغيير شكل المنتج بالأساس وقمنا بتصميم وإنتاج ما يعرف بـ«الكاش مايوه» وقد حققنا أرباحا خيالية من وراء الاستعانة بالموديلز المصرى، رغم أن الفكرة كانت فى البداية مخيفة فكيف نستعين ببعض السيدات ممتلئات الجسم وهل سيقتنع الزبون بهذا المنتج؟

وتابع نبيه: «كانت مخاطرة ووافقنا على خوضها فكانت النتائج مذهلة حتى تحولت المصانع جميعها للاعتماد على الموديلز المصرى والشعبى بدلا من الأجنبيات، وأصبح فى مقدورنا مواجهة ركود الأسعار بتلك الصور التى نعرضها لهن على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى صور غير فاضحة ولا تبين مفاتنهن وتناسب أذواق المصريات».

شيماء حمدى، واحدة من اللاتى اقتحمن عالم الموديلز، تروى تجربتها، قائلة إنها ترتدى «كاش مايوه وبيجامات وعبايات بيتى»، ولم يسبق أن طلب منها صاحب المصنع ارتداء غير ذلك، وتابعت: «كان دخولى هذا العالم بالصدفة، فأنا بالأساس أقوم بقص القماش وتجهيزه وحينما عرض على صاحب المصنع العمل كموديلز اشترطت عليه بعض الشروط، خاصة أن المنتجات التى نعرضها تناسب السيدات لارتدائها داخل المنزل وفى استقبال الضيوف، وبالتالى يجب أن تكون محتشمة».

ولفت حمدى إلى أنه حصل على أجر عادل ويحصل أصحاب المصانع على أرباح من الاعتماد علينا، خاصة أن عقلية المستهلك تخبره دائمًا بأنه ما الفائدة من شراء هدية لزوجتى طالما لن تتماشى مع وزنها ولأن المصريات فى الغالب ذوات أجسام ممتلئة مقارنة بالأجنبيات فكانت الموديلز المصرى وسيلة فعالة لترويج المنتجات ونشر الصور عبر الإنترنت، كما أن المنتجات التى نعرضها رخيصة السعر وتناسب الجميع، عكس المنتجات الغالية التى ترتديها الموديلز الأجنبى، وقد يضطر صاحب المصنع أحيانًا إلى تركيب صورة منتجة على جسد واحدة منهن، وهو ما يعرضه للمساءلة القانونية.

وعن جلسات التصوير، تضيف شيماء إلى أنه يتم تأجير فيلات وأحيانًا داخل استوديوهات، وقليلا ما تكون الصور داخل المصنع، ويحصلن على 200 جنيه للساعة الواحدة، وخلالها يرتدين أكثر من قطعة ملابس.

وأوضح محمد بازيد مصمم ملابس، أن المعروض يتماشى مع عقلية المستهلك، واستكمل: «أرى ما يرغب فيه وأصمم ما يناسبه، فالرجل داخل منزله يريد أن يرى زوجته مثل الفنانة نورا فى دور روقا بفيلم (العار) والتى تلبس لزوجها ملابس مثيرة ولا يظهر من جسدها سوى الذراعين وجزء من الرقبة، وهى حالة عامة انتشرت فى المجتمع».

وأشار إلى أن الملابس المثيرة التى لا تبين مفاتن السيدات أحيانًا تساعدهن فى إخفاء الترهلات وبالتالى بدأنا نبحث عن نموذج يعبر عن تلك الحالة ولم نجد فى الموديلز الأجنبى ما نبحث عنه، فهن ذوات أجساد ممشوقة وعضلات بمنطقة البطن، وبالتالى لا تتناسب مع المنتج والذوق الجديد، فكان التطوير وسيلة فعالة لتجنب ضعف القوة الشرائية للمستهلكين.

وأضاف بازيد أن هناك 20 إلى 50 «موديلز شعبى» فقط والمشروع فى طريقه للانتشار وهى مهنة لا عيب فيها.